يرى المدرب عز الدين آيت جودي الذي قاد الكناري مرتين إلى دور مجموعات منافسة كأس رابطة أبطال إفريقيا موسمي 2003/2004، و2006/2007، أن رفقاء المهاجم محمد أمين عودية أمام فرصة العمر لتحقيق إنجاز كبير لأول مرة في تاريخ النادي وهو بلوغ المربع الذهبي وحتى الدور النهائي بالنظر إلى الإمكانات الكبيرة التي كشفتها الشبيبة منذ انطلاقة المنافسة، كاشفا عن أهم العوامل التي تمكنهم من بلوغ هذا المسعى، كما أنه لم يبخل على الشبيبة بنصائحه القيمة التي يرى أنه من الضروري الأخذ بها في هذه المباراة، إلى جانب أمور أخرى. قبل ساعات قليلة من موعد مباراة شبيبة القبائل أمام الأهلي المصري، كيف تنتظر هذه المباراة؟ دون شك المباراة ستكون في غاية الصعوبة خاصة بالنسبة للأهلي المصري لأن الشبيبة تتواجد حاليا في أحسن رواق للظفر بنقاط المباراة، مادام أنها حققت مشوارا رائعا إلى حد الآن بعد الفوزين اللذين حققتهما أمام كل من الاسماعيلي وهارتلاند النيجيري، أما هذه المباراة فتعد الاختبار الثالث للشبيبة ويجب أن توفق فيه، وتنهي مرحلة الذهاب بجدارة واستحقاق. بحكم أنك مدرب سابق للكناري وتملك خبرة طويلة في مثل هذه المنافسات عالية المستوى، ما هي النصائح التي يمكن أن تقدمها للشبيبة حتى تحقق الفوز؟ أولا علي أن أشير إلى أن هذه المباراة لا يهم فيها الأداء الجماعي فوق أرضية الميدان بقدر ما يهم الفوز بنقاطها، اللقاء يلعب على النقاط الثلاث وفقط دون إدخال العوامل الأخرى. أما عن النصائح أقول إنه يجب على اللاعبين أن يحافظوا على تركيزهم إلى غاية إعلان الحكم عن نهاية المباراة، كما عليهم أن يتفادوا ارتكاب الأخطاء الفادحة لاسيما في المناطق الحساسة من الدفاع، ولابد أيضا أن تكون إرادة اللاعبين حاضرة منذ البداية، وأنا متأكد أن قوة تركيز الشبيبة هي التي تقودها إلى الفوز في نهاية المطاف. يجمع العديد على أن هذه المباراة ليست عادية بالنسبة للشبيبة لأنها ستواجه نجوم الأهلي في دور مجموعات كأس رابطة أبطال إفريقيا، فماذا يمكن أن تقوله في هذا الشأن؟ يجب أن يعلم الجميع أن هذه المباراة عادية جدا ولا يمكن إخراجها عن صورتها الحقيقية، فهي مباراة في كرة القدم قبل كل شيء رغم أنها تكتسي أهمية بالغة، فقط العوامل التي ستضاف فيها هي أن اللاعبين سيدخلونها بإرادة قوية وبتركيز شديد، وكل فريق سيحاول منذ البداية أن يصنع الفارق وهو الشيء الذي سيجعل المباراة قمة في الإثارة. دون شك تابعت لقاءات الشبيبة الماضية أمام كل من الإسماعيلي وهارتلاند، فأين تمكن نقاط قوة وضعف الشبيبة؟ بطبيعة الحال تابعت كل مباريات الشبيبة، أعتقد أن نقطة قوتها تمكن أساسا في المجموعة بأكملها التي تضم لاعبين يدخلون المباريات بحرارة شديدة، ولكن القوة الضاربة للكناري هذا الموسم تمكن بالدرجة الأولى في لاعبي وسط الميدان الذي أظهر إمكانات كبيرة جدا خاصة في استرجاع الكرات بطريقة سريعة جدا، وهو ما يحول دون أن يشكل المنافس خطورة على دفاع الشبيبة، كما أن الهجوم إلى حد الآن أظهر فعالية كبيرة ويجب أن يحافظ عليها في هذه المباراة. كما أن الكناري يملك عادات وتقاليد عريقة جدا هي التي جعلته يحافظ على سمعته الإفريقية، أقول هذا لأنني أعرف جيدا بيت الشبيبة، وكل لاعب جديد يلتحق بها يحاول قدر المستطاع أن يكتشفها وهذا في صالح النادي. وبالنسبة لنقطة ضعفها؟ أعتقد أن نقطة ضعف الشبيبة، ولا أريد أن أسميها نقطة ضعف، تمكن أساسا في نقص الخبرة لدى لاعبي الكناري لأن معظمهم شباب ويشاركون لأول مرة في منافسة ككأس رابطة أبطال إفريقيا التي تتسم بالمستوى العالي جدا، كما يظهر عليهم نقص من الناحية النفسية، لكن في الجهة المقابلة يمكنني القول إن المباراة ستحفز اللاعبين على تحقيق الفوز الثالث على التوالي. بحكم الخبرة الطويلة التي تملكها في ميادين كرة القدم، ما الذي يجب أن يتوفر حتى تحقق الشبيبة الفوز أمام تشكيلة الأهلي؟ أولا أقول إن هذا اللقاء سيلعب على تفاصيل صغيرة جدا، يمكن للقطة واحدة أن تصنع الفارق، ومن أجل تحقيق الفوز لابد من الاعتماد على الورقة الهجومية، وسرعة استرجاع الكرات بداية من خط وسط الميدان، مع عدم ترك مساحات للاعبي الأهلي خاصة أنهم معروفون بسرعة التنفيذ والتحكم في الكرة. وما الذي تنصح الشبيبة بتفاديه؟ السيناريو الذي لا أتمناه مطلقا هو أن تتلقى هدف السبق وبالتالي الجري وراء العودة في النتيجة، عليها أن تأخذ حذرها من الآن وتتفادى هذا السيناريو؟ كيف تقيم مشوار الأهلي مقارنة بما فعله في السنوات القليلة الماضية لاسيما في 2006؟ الأهلي المصري فريق كبير وعريق ومعروف أيضا بخبرته في مثل هذه المنافسات القارية، ولا أحد بإمكانه أن ينكر ذلك، لكن بكل صراحة مستواه تراجع كثيرا هذا الموسم 2009/2010 مقارنة بالسنوات القليلة الماضية، كما أنه لم يظهر بمستواه الحقيقي، حركيته فوق الميدان لم تكن قوية، وبالتالي ليس هناك ما يخيف لاعبي الشبيبة من هذه الناحية، خاصة أن كل المعطيات في صالحها إلى حد الآن بما أنها حققت فوزين من أصل مبارتين، هذا العامل سيجعل لاعبي القبائل أكثر حيوية يوم المباراة. هل تعتقد أنه لو تفوز الشبيبة في هذه المباراة ستتأهل إلى الدور نصف نهائي قبل موعد إجراء مباريات العودة؟ المعطيات الحالية تصب كلها في صالح الشبيبة، أولا النتائج الرائعة التي حققتها في المبارتين الأخيرتين أمام الإسماعيلي في مصر، وهارتلاند، بالإضافة إلى العوامل الأخرى مثل الملعب والجمهور الغفير الذي سيتنقل بقوة يوم المباراة، دون شك هذا سيشجع اللاعبين أكثر فأكثر لتحقيق الفوز، ويمكنني أن أقول إنه لو تتمكن الشبيبة من الفوز في هذه المباراة على حساب نادي الأهلي المصري ففي هذه الحالة ستبلغ الدور النهائي وليس فقط نصف نهائي، لأن الفوز على حساب هذه الأندية الكبيرة ليس أمرا في متناول أي فريق بل من الصعب تحقيقه. دون شك تتذكر جيدا مباراة الكناري أمام الأهلي في 2006 في رابطة الأبطال كونك أشرفت على العارضة الفنية مباشرة بعد هذا اللقاء، فبماذا تذكرك هذه المباراة؟ بطبيعة الحال أتذكر هذه المباراة، خاصة أنني بعدها مباشرة توليت الإشراف على العارضة الفنية للشبيبة، بعد رحيل المدرب الفرنسي جون إيف شاي، أعتقد أن هناك فرقا شاسعا بين المبارتين، ففي 2006 الشبيبة كانت مقصاة سواء فازت أم انهزمت، لكن حاليا تحتل المرتبة الأولى وبرصيد ست نقاط كاملة، وبالتالي اللاعبون محفزون أكثر لمواصلة المشوار بهذه الكيفية، الآن ربحت الخبرة والتجربة في الميدان، والشبيبة أصبحت الآن حظوظها وفيرة جدا للذهاب إلى أبعد الحدود في هذه المنافسة. بماذا تريد أن تختتم هذا الحوار؟ أتمنى أن تحقق الشبيبة الفوز في هذه المباراة وتحقق التأهل إلى الدور نصف النهائي، كما أغتنم الفرصة لكي أدعو الأنصار للتنقل بقوة يوم المباراة لتشجيع اللاعبين، على كل سأتابع اللقاء.