مثلما كان مبرمجا، كانت تشكيلة وداد بن طلحة أمسية أول أمس مع اختبار ودي جديد أمام اتحاد العاصمة بملعب بولوغين، وهي المباراة التي عاد فيها الفوز للاتحاد بنتيجة (2-1). وبالرغم من النتيجة السلبية المحققة.. إلا أن أشبال ياحي كشفوا عن عدة مؤشرات إيجابية أمام منافس خاض اللقاء بكامل نجومه خاصة في المرحلة الأولى، التي عرف فيها زملاء الحارس المتألق هارون سليماني كيف يفرضون نسقهم ويجسدون سيطرتهم بهدف السبق حمل توقيع المهاجم نسيم بوجنوية، قبل أن يتمكن عشيو ورفاقه من العودة في النتيجة وتوقيع هدف الفوز في ربع الساعة الأخير من عمر اللقاء. ورغم الهزيمة إلا أن المسؤول الأول عن العارضة الفنية للوداد خارج راضيا بمردود الذي قدمه أشباله خلال هذا الامتحان الودي. المباراة الأولى بين الفريقين وبغض النظر عن النتيجة النهائية التي آلت إليها المواجهة، فإن الجدير بالذكر هو أن المباراة هي الأولى من نوعها في تاريخ المواجهات بين الفريقين، حيث لم يسبق للوداد أن قابل الإتحاد في أي موعد رسمي أو ودي قبل مباراة أول أمس. ولقيت مبادرة الإدارة ببرمجة مباريات ودية أمام أندية النخبة خلال فترة التحضيرات استحسان عناصر تشكيلة الوداد الذين تمنوا أن تتكرّر مثل هذه المواعيد، خاصة أنها تمكنهم من الاحتكاك بلاعبين في المستوى يتمتعون بخبرة محترمة، وهو ما من شأنه أن يسمح لهم بتطوير إمكاناتهم ويغرس الثقة في نفوسهم ويمكنهم من دخول غمار البطولة من موقع قوة. الوداد لعب دون 7 عناصر أساسية كما شهد اللقاء غياب ستة عناصر أساسية في تشكيلة الوداد ويتعلق الأمر بكل من لزاريف، آيت حملات، رابطة، دغماني، شراقة، غلاب، بوزار، وهي الغيابات النوعية التي بقدر ما أثرت في مستوى أداء الفريق بقدر ما أخلط حسابات المدرب ياحي، الذي كان يسعى إلى إشراك جل تعداد الفريق للوقوف بالقرب عن مدى جاهزيته من الناحية البدنية والفنية بعد قرابة شهر كامل من العمل الجادّ. الوداد الأفضل في الشوط الأول والخبرة صنعت الفارق وبالعودة إلى تفاصيل اللقاء، فإنه يمكن التأكيد على أن تشكيلة الوداد ظهرت بوجهين متباينين على مدار90 دقيقة، حيث ظهر أشبال ياحي في المرحلة الأولى الذين أنهوه لصالحهم بهدف دون رد بمستوى مقنع، في حين أن خبرة نجوم الاتحاد صنعت الفارق خلال المرحلة الثانية التي عرفت إحداث المدرب ياحي تغييرات بالجملة، وهو ما رجح الكفة لفائدة عناصر الاتحاد التي عرفت كيف تقلب موازين اللقاء وتحسم النتيجة النهائية في نهاية المطاف لصالحها. سليماني يواصل كسب ثقة ياحي وشيخي يُبهر وإلى جانب التألق اللافت للمهاجم الشاب نسيم بوجنوية، فإن مباراة أول أمس سمحت للحارس هارون سليماني بالتأكيد أنه الحارس الأول دون منازع في تشكيلة الوداد، وذلك بالنظر إلى المستوى الرائع الذي ظهر به طيلة ال 45 دقيقة الأولى التي عرف فيها بتدخلاته الموفقة وكيفية المحافظة على نظافة شباكه، قبل أن يترك المكان لزميله منصف بوفريط مع بداية الشوط الثاني، الذي شهد بروز المهاجم إسلام شيخي الذي كان بمثابة سما في دفاع الاتحاد بتحرّكاته وفنياته، وهو ما جعله محلّ إشادة الجميع عقب نهاية المباراة.