كان المسؤول الأول عن النادي القبائلي محند شريف حناشي أسعد رجل في العالم بعد الفوز الكبير الذي أحرزه فريقه في ليلة رمضانية، كل قلوب الجزائريين كانت معلقة ومشدودة إلى هذه المباراة، خاصة أن الأمر يتعلق بفريق يكافح بكل ما أوتي من قوة.. ولم يفوت حناشي الفرصة لكي يتحدث عن هذا الإنجاز الكبير الذي حققه رفقاء المهاجم محمد أمين عودية. بداية حديثه عن المباراة كانت على شكل رسالة يريد أن يوصلها إلى كل الجزائريين بأن شبيبة القبائل لم تعد بهذا الاسم عندما يتعلق الأمر بمباريات من هذا النوع بلى فضل أن يطلق عليها اسم “شبيبة الجزائر“، مصرحا بذلك في قوله: “يمكن القول إن مباراة الأهلي أصعب مباراة أديناها على الإطلاق، فوزنا اليوم يمكن وصفه بالاستثنائي ويمكن القول إننا لم نفز على نادي الأهلي المصري بل على المنتخب المصري، بالنظر إلى العدد الكبير من اللاعبين الذين يلعبون لصالح المنتخب، لكن إرادة لاعبينا كانت حاضرة بقوة وصنعوا الفارق، صراحة اليوم أنا سعيد جدا بهذا الإنجاز الفريد من نوعه، شرفنا الراية الوطنية، اليوم ليست شبيبة القبائل هي التي فازت بل الجزائر كلها التي فازت على الأهلي المصري”. “قلت لكم إن الشبيبة سترفع رؤوس الجزائريين وها نحن نفعلها” وواصل حناشي حديثه في السياق نفسه وقال: “لقد سبق لي أن صرحت قبل أيام قليلة من موعد هذه المباراة، أن الشبيبة ستكون في الموعد وتحقق الفوز الثالث منذ انطلاقة هذه المنافسة في دور المجموعات، لأنني أعرف جيدا قيمة اللاعبين الذين استقدمناهم، ولمست الحرارة والرغبة الشديدتين في الفوز والبقاء في ريادة الترتيب، بالنسبة لي هذا الفوز ليس مفاجأة لأن النادي متعود على تشريف الكرة الجزائرية، وصرحت من قبل بأن الشبيبة سترفع رؤوس كل الجزائريين وها نحن نفي بوعودنا، إن شاء الله هناك المزيد من الانتصارات مستقبلا”. “لا نخشى شيئا في مباراة العودة وسنثبت أننا فزنا على الميدان” بعد الأحداث المؤسفة التي عرفتها المباراة مباشرة عقب إلغاء الحكم المساعد هدف الأهلي بحجة التسلل، حين هرع إليه جميع لاعبي الأهلي وكادوا أن يعتدوا عليه لو لا الحماية الكبيرة لرجال الأمن الذين كانوا متواجدين هناك، ما تسبب في توقيف المباراة لأكثر من خمس دقائق، تحدث حناشي عن نظرته إلى مباراة العودة وقال: “الشبيبة أكدت للجميع أن فوزها كان منطقيا وشرعيا أيضا، وتصرفها كان احترافيا، ولهذا أقول لا نخشى شيئا بخصوص مباراة العودة، وسنذهب بصفة عادية جدا، وسنلعب اللقاء بشكل عاد جدا، وسنحاول أن نجسد الفوز حتى في القاهرة، الشبيبة متعودة على خوض مثل هذه اللقاءات الاستثنائية، وإن شاء الله سنكون في الموعد”. “اللاعبون كانوا رجالا على الميدان ولم يحتاجوا إلى تحفيزات” بعدها شرع الرئيس حناشي في الإشادة بالدور الممتاز الذي قام به اللاعبون في المباراة، خاصة أنه قبل مغادرتهم غرف الملابس والنزول إلى أرضية الميدان كان له حديث خاص معهم وبصورة أدق مع المهاجم محمد أمين عودية وأكد لهم على ضرورة التحلي بالشجاعة لأن القضية هي الراية الوطنية، وصرح: “بطبيعة الحال تحدثت مع اللاعبين قبل بداية المباراة وشجعتهم كثيرا لأني رئيس النادي، الحمد الله حققوا الفوز وكانوا رجالا على الميدان، لم يكونوا بحاجة إلى تحفيزات أخرى، لأن رغبتهم في الفوز كانت منذ نهاية مباراة هارتلاند، علينا أن نواصل ما تبقى من المشوار بالكيفية نفسها“. “أمامنا الوقت الكافي للتحضير لما تبقى من المشوار” وعن ما تبقى من مشوار هذه المنافسة، قال حناشي: “دعونا أولا نستمتع بفرحة الفوز على الأهلي المصري، واحتلالنا المرتبة الأولى، بالنسبة لي هذا الانتصار إنجاز كبير من فريق شبيبة القبائل، الأمر لم يكن سهلا على الإطلاق بل جاء بعد تضحيات كبيرة جدا ربما البعض لم يدركها، أمام بخصوص ما تبقى من المشوار أعتقد أن الوقت أمامنا لتحضير أنفسنا كما ينبغي، أولا علينا التفكير في مباراة العودة أمام الأهلي المصري وبعدها نتحدث عن بقية اللقاءات الأخرى”. “لم نعتد على المصريين وفوزنا شرعي” في الوقت الذي بدأت بعض الأطراف بتأويل ما حدث سهرة الأحد الماضي بخصوص الحادثة البسيطة التي تعرض لها نادي الأهلي المصري ليلة المباراة، عندما أقدم أحد الغرباء على رشق حافلة الأهلي بالحجارة، فضل الرئيس حناشي أن يستغل الفرصة ليوضح للجميع حقيقة ما حدث وقال: “من غير الممكن أن نقوم بالاعتداء على الأهلي المصري، وما حدث كان حادثة بسيطة، بدليل أن محافظ اللقاء لما استدعى اللاعب الذي كان واضعا الضمادات على رأسه في الاجتماع التقني، تأكد بأنه لا يوجد أي شيء، بل اللاعب المصري يريد فقط أن يوهم البعض بأنه تعرض لحادثة، وطلب منه محافظ اللقاء نزع الضمادة، أعتقد أن ذلك دليل قاطع على أننا لم نعتد على المصريين، وفوزنا في هذه المباراة شرعي ولا غبار عليه”. “لم أنم أربعة أيام كاملة حرصا على سلامة المصريين” وواصل الرجل الأول في الشبيبة حديثه عن ما حدث قبل أثناء وبعد اللقاء، بعد الحديث الذي ظل متداولا من طرف المصريين بالدرجة الأولى الذين أشاروا إلى عدم وجود الأمن بالكيفية التي يجب، وأجاب حناشي هؤلاء وقال: “الجميع يعلم أن الشبيبة شرعت في تحضير نفسها فيما يخص الجانب الأمني منذ نهاية مباراة هارتلاند، فعلا قمنا بكل الإجراءات الضرورية، وكما لاحظتم الأمن كان بقوة في الملعب، بالنسبة لي أقسم للجميع أني سهرت على أن يكون المنافس في أحسن الظروف من جميع الجوانب، وقضيت أكثر من أربعة أيام كاملة دون أن أنام أفكر في المنافس، قمت بواجبي على أكمل وجه، أما الفوز منطقي جدا بشهادة الجميع”.