لم يبق يفصلنا الكثير عن يوم 31 أوت وهو تاريخ إسدال الستار عن سوق التحويلات الأوربية، وبالنسبة لأغلب لاعبينا الدوليين فإن الأمور واضحة حيث قرر أغلب اللاعبين التجديد سواء لأنهم مرتبطون أو لأن العروض كانت قليلة أو ليست في مستوى الطموحات أو لم تكن أصلا، رغم أن “الخضر” شاركوا في كأس العالم وكان اللاعبون تحت أنظار الأندية العالمية وهواة اصطياد المواهب الشابة. ب 0 هدف وأداء دفاعي محض لا أحد انتبه إلى لاعبي “الخضر” وعلى الرغم من أن بعض اللاعبين لفتوا الإنتباه بتقديمهم أداء مقبولا إلا أن الأندية الأوروبية لم تقتنع بمستواهم، خاصة أن المنتخب الجزائري اعتمد على نظام لعب دفاعي محض ولم يسجل أي هدف مقابل تلقيه هدفين وهزيمتين، وحتى مقابلة إنجلترا أحد أفضل اللقاءات التي لعبها “الخضر” في السنوات الأخيرة لم تشفع للفت إنتباه الأندية الأوروبية إلى لاعبينا الذين عجزوا بالتالي عن استغلال هذا الحدث الكبير لرفع أسعارهم والتحوّل إلى فرق أكثر طموحا من الأندية التي يوجدون فيها، حيث اصطدمت هذه الحسابات بالواقع. تصريحات سعدان بتشريف العرب وإفريقيا مردود عليها وإذا كان المدرب الوطني سعدان قد أكد أن “الخضر” شرّفوا أنفسهم والكرة العربية والإفريقية رغم الكثير من التحفظات التي أبداها التقنيون الجزائريون واللاعبون السابقون خاصة أن الحصيلة كانت سلبية لاسيما من الناحية الهجومية، إلا أن البعض منهم عاد للتأكيد قبل أيام من نهاية سوق التحويلات الصيفية على أن المقياس الحقيقي لمدى نجاح المشاركة الجزائرية هو مستوى تهافت الفرق العالمية والكبيرة على اللاعبين، حيث لم يكن هناك أي اهتمام عدا ما كانت تتداوله بعض المواقع الأجنبية دون وجود ما يثبت صحة تلك الأخبار. أسوأ لاعب كان الوحيد الذي وجد فريقا مناسبا له وما يؤكد أن الأمور كانت سلبية في كأس العالم وأن مردود المنتخب الوطني لم يلتفت أنظار الأندية الأوروبية، هو أن أسوأ لاعب في المشاركة الثالثة في المونديال وهو غزال عبد القادر الذي حمّله الجميع مسؤولية الهزيمة في اللقاء الأول أمام سلوفينيا كان أول لاعب يتمكّن من إيجاد فريق أفضل من النادي الذي كان يلعب له (دون الحديث عن بلحاج ومنصوري)، حيث غادر ناديه الساقط الى دوري الدرجة الثانية الإيطالية والتحق بباري في “الكالشيو”، ولو أن الأمور كانت محسومة قبل كأس العالم. أداء مبولحي الرائع لم يشفع له للانتقال إلى أي ناد حتى الساعة فيما كان أكثر ما يبعث على الحيرة أن الأداء الرائع للحارس مبولحي في لقاءي إنجلترا والولايات المتحدة مر مرور الكرام على صيادي المواهب والأندية التي تستثمر في هذا النوع من اللاعبين، حيث لا زال الحارس الدولي حتى الساعة وقبل 10 أيام من إغلاق سوء التحويلات في فريقه سلافيا صوفيا وكأنه لم يقدم ذلك المستوى الرائع أمام إنجلترا، وحتى الفرق التي تردّد أنها تريد خدماته لم تظهر رغبة شديدة في الاستفادة من خدماته وهو الذي عاد إلى بلغاريا قبل 3 أيام لمعرفة ما وصلت إليه الأمور الخاصة بتحويله إلى فريق آخر. اللاعب يتجه إلى المواصلة في بطولة متواضعة وعلى الرغم من أنه لازال هناك وقت قبل منح حكم نهائي إلا أن الأمور تسير نحو بقاء مبولحي في فريقه، إلا إذا أبدى أحد الأندية (بالأخص الروسية والتركية) رغبة في الحصول على الحارس وتسديد المبلغ الذي اشترطه رئيس النادي لتسريحه، ولو أن الأمور تصعب تدريجيا والوقت يمر، فيما قد يبقى مبولحي أفضل لاعب جزائري في المونديال في ناديه البلغاري الذي يلعب في بطولة متواضعة. حليش تأخر في الإمضاء، وسعر زياني بدون كأس العالم كان 4 أضعاف سعره الحالي من جهة ثانية فإن الجزائريين يتابعون بإهتمام شديد آخر أخبار حليش الذي اقترب من التعاقد مع فولهام الإنجليزي، وسط تساؤلات عن سبب تأخر إتمام ترتيبات الصفقة وحقيقة وجود اللاعب في فترة تجارب بدنية وطبية مثلما تردد، وكانت صحف إنجليزية قد أشارت إلى أن الصفقة ستتم في غضون ساعات وستصل قيمتها إلى 1.3 مليون جنيه استرليني (1.6 مليون أورو) ليكون بالتالي أغلى صفقة جزائرية في الموسم الجديد، في وقت أن زياني الموسم الماضي انتقل إلى فولفسبورغ مقابل أكثر من 7 مليون أورو دون أن تكون هناك كأس للعالم التي تألق فيها حليش وقدّم مستوى كبيرا ساعده على الانتقال إلى هذا النادي الإنجليزي لكن بقيمة تقل 4 مرات عن مبلغ تحويل زياني. إمضاء بلحاج في فريق خليجي “مازال مدوّخ الناس” وعلى الرغم من أن بلحاج أمضى منذ قرابة شهر في فريق السد القطري فإن الجزائريين لم يهضموا إلى حد الساعة كيف للاعب بقيمة نذير وبالإمكانات التي يملكها أن يختار اللعب في الخليج، صحيح أن الجميع يعرف أن فريقه هو من حوّله إلى قطر بسبب العرض المغري، لكن كثيرون أكدوا أن اللاعب لو فكّر في وجهته الرياضية بشكل أفضل لاعترض وقبل اللعب في لازيو الإيطالي مقابل مليون أورو وهو العرض الذي كشفه في تصريحاته الأخيرة ل “الهداف” قبل مباراة الغابون، ولو أنه مثلما يقول البعض انتقاله إلى قطر يكشف حقيقة المشاركة الجزائرية في كأس العالم الأخيرة. قائد “الخضر” لم يجد فريقا، وعبدون يفكّر في مخرج وفي الوقت الذي قرّر أغلبية اللاعبين التجديد في فرقهم بالنظر لأن العروض التي وصلتهم غير مجدية كثيرا أو لأن بعض اللاعبين تحتاجهم أنديتهم مثل بوڤرة، فإن الغموض متواصل بشأن عنتر يحيى الذي لم يجد فريقا حتى الآن رغم أنه حمل شارة قيادة “الخضر” في كأس العالم الأخيرة حيث يحتمل حسب تقارير الصحف الألمانية أن يواصل في فريقه بوخوم، فيما يوجد عبدون جمال الذي لم يستدع لأي مباراة من الثلاث التي لعبها فريقه في الدرجة الثانية الفرنسية، وهو ما جعله يفكر في المغادرة من الآن حيث سيحاول أن يستغل الأيام التي تبقت لإيجاد فريق والخروج من الورطة التي يوجد فيها بعد أن تأكد أنه خارج حساباته مدربه.