أخيرا تم البارحة الطلاق النهائي بين رابح سعدان والمنتخب الوطني بعدما قدّم استقالته إلى الرجل الأول في الاتحادية ولو أن كل المؤشرات توحي بأن سعدان دفع إلى الاستقالة رغما عنه. حيث جاء ذلك بعدما أصبحت قضيته إبعاده من تدريب “الخضر” مطلبا شعبيا كان لابد من الرضوخ إليه لاسيما أن الأوضاع أضخت لا تبشر بالخير، لذا فإن روراوة لم يتردد في مطالبة سعدان بأن يقدّم استقالته حتى لا يغادر من الباب الضيق ويقال وهو ما قام به سعدان الذي تأكد بدوره أن بقاءه على رأس العارضة الفنية ل”الخضر” لن يجدي نفعا. كنا أول من طالب بذهاب سعدان بعد”المونديال” وكشفنا عن كل الأسباب بالعودة قليلا إلى الوراء نكتشف أن”الفاف” تأخرت كثيرا في اتخاذ قرار شجاع بتوقيف مهام رابح سعدان، ف”الهدّاف” كانت أول من طالب بالتغيير مباشرة بعد نهاية “المونديال” عندما كشفنا أن التعايش بين سعدان وبعض اللاعبين أصبح مستحيلا وأنه لم يعد قادرا على التحكم في المجموعة وإلى غير ذلك من الأسباب المقنعة التي تصب في مجملها في صالح المنتخب إلا أن”الفاف” جدّدت ثقتها في سعدان بالرغم من أن الشعب الجزائري لم يكن مقتنعا ببقائه ولم يتفاءل خيرا لهذا القرار. “الشياتين” اتهمونا بزعزعة استقرار الفريق فماذا سيقولون اليوم؟ في الوقت الذي كانت “الهدّاف” بعد “المونديال” تنتقد سياسة سعدان في المنتخب وتطالب بالتغيير، كما بقينا لمدة طويلة نحذّر من عواقب الحفاظ على نفس الطاقم الفني، كانت أطراف أخرى من الجهة المقابلة “يشيتو” إلى سعدان ويدافعون عنه ربما أكثر من دفاعهم عن المنتخب ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل اتهممونا بزعزعة استقرار الفريق الوطني عندما طالبنا برحيل سعدان لكن اليوم ماذا عساهم يقولون وكل الشعب الجزائري وقف بنفسه على الفضيحة على المباشر ونحن نعجز عن الفوز على منتخب متواضع جدا إن لم نقل ضعيف لا يملك أي تاريخ أو تقاليد في كرة القدم. لو حدث التغيير بعد”المونديال” لربما فزنا على تانزانيا “الهدّاف” عندما تكهنت بعد”المونديال” بأن الأوضاع مرشحة إلى الانفجار في أي لحظة في حال الإبقاء على نفس الطاقم الفني كانت تعرف ما تكتبه ليس لأننا ضد سعدان كأشخاص وإنما إيمانا منا أن وقت التغيير حان ولابد من منح دم جديد للمنتخب خاصة أن سعدان ومساعديه لم تعد لديهم القدرة على تقديم الشيء الإضافي لهذا الفريق، فلو اتخذت”الفاف” القرار المناسب في الوقت المناسب بعد “المونديال” لكان المدرب الجديد قد ربح شهرين ونصف على رأس هذا المنتخب ولربما كانت نتيجة تانزانيا أفضل بكثير لكن للأسف نداءاتنا لم تجد آذانا صاغية في وقتها. علاقة السمن على عسل انتهت بين روراوة وسعدان علاقة السمن على عسل التي كانت تربط روراوة وسعدان بدأت تتلاشى شيئا فشيئا منذ الهزيمة في المباراة الودية أمام المنتخب الغابوني في ملعب 5 جويلية، فالكل لم يقتنع بالمردود المقدّم من التشكيلة الوطنية في أول ظهور لها بعد”المونديال” بمن فيهم روراوة إلا أن هذا الأخير لم يرد الكشف عن ذلك علانية، كما بقي يقول إنه يثق في سعدان ولاعبيه وأن المهم أن تكون النتائج أحسن في المباريات الرسمية إلا أن الذي كان مخفيا في مواجهة الغابون انكشف سهرة أول أمس في البليدة أمام تانزانيا، فالعلاقة بينهما أضحت باردة ولم يتحدث الرجلان بعد نهاية المواجهة على خلاف ما كان يحدث عادة في مواجهات”الخضر” السابقة. سعدان فهم الرسالة عندما أدار روراوة إليه ظهره وهو يهمّ بالصعود إلى الحافلة الصورة التي تؤكد بوضوح انقطاع حبل المودة وبداية نهاية العلاقة الحميمية التي تربط روراوة وسعدان هو ما حدث بعد نهاية المواجهة عندما كان يهّم اللاعبون والطاقم الفني بركوب الحافلة ومغادرة الملعب، حيث أدار روراوة وجهه ورفض حتى الالتفات إلى سعدان الذي فهم الرسالة وهي أن مسؤوله المباشر غاضب عليه وعلى الطريقة التي واجه بها تانزانيا، فصعد سعدان الحافلة في صمت ليجلس إلى جانب مساعده زهير جلول قبل أن يبعث أمس السبت باستقالة كتابية إلى روراوة. ...و يرى أن 6 أشهر عن مواجهة المغرب كافية والوقت مناسب للتغيير وما شجّع محمد روراوة على التغيير في الجهاز الفني في هذا الظرف بالذات، هو أنه يفصلنا ستة أشهر كاملة عن مباراة المغرب المهمة جدا في السباق نحو التأهل إلى نهائيات”كان”2012، فمباراة إفريقيا الوسطى لا يمكن اعتبارها مقياسا لتواضع هذا المنتخب وقد ينسحب من المنافسة في أية لحظة وبالتالي فإن الاختبار الحقيقي المقبل ل “الخضر” لن يكون إلا في شهر مارس 2011 أمام المنتخب المغربي في لقاء سيكون حاسما، لذا فإن روراوة يرى بأن ستة أشهر عن مباراة المغرب كافية ولم يجد أحسن من هذا الوقت لكي يستنجد بمدرب جديد خلفا لسعدان وهو الذي حدث في نهاية المطاف في انتظار هوية المدرب الجديد الذي سيقود “الخضر”. -------------------- الصحافة البلغارية تحدثت بإسهاب عن هدف تانزانيا واستغربت إشراك مبولحي! تناقلت الصحافة البلغارية باهتمام شديد تفاصيل مباراة المنتخب الوطني أمام نظيره التانزاني سهرة أول أمس، والتي تعثر فيها “الخضر” فوق ميدان البليدة إثر فرض الضيف التعادل الإيجابي (1-1)، حيث جاء الاهتمام من البلغاريين بسبب تواجد الحارس رايس مبولحي وهاب في عرين المنتخب الجزائري، وهو الذي يلعب في بطولة بلدهم وانتقل قبل أيام إلى أفضل الأندية هناك بعد شد وجذب طويلين بخصوص مستقبله الكروي، هذا وأتت تعليقات كثيرة من وسائل الإعلام البلغارية حول الهدف الذي سُجل في مرمى حارس “سيسكا صوفيا” الجديد. حارس “الخضر” يحظى بتغطية إعلامية كبيرة منذ انتقاله إلى “سيسكا” انتقال مبولحي من سلافيا صوفيا نحو “سيسكا” صوفيا جعله يحظى بتغطية إعلامية أوسع مما كان عليه الحال في فريقه السابق، فالنادي الجديد للحارس الدولي الجزائري يُعتبر أكبر الأندية في البلاد ويملك قاعدة جماهيرية واسعة هناك، ما يُفسر تتبع الصحافة كل كبيرة وصغيرة تخص “سيسكا”، وهو الحال أيضا مع مبولحي حارس الفريق الجديد، حيث لا تفارق أخباره وسائل الإعلام في بلغاريا، والدليل التغطية الكبيرة لمشاركته مع “الخضر” في المباراة الأخيرة والإشارة إلى كل أحداثها. “مبولحي يتلقى هدفا مفاجئا من 30 مترا!”.. عنوان الكثير من التقارير أشارت عدة جرائد ومواقع إلكترونية بلغارية إلى الهدف الذي سجله منتخب تانزانيا في مرمى المنتخب الوطني، حيث عُلق على هذا الهدف في العناوين الرئيسية، وذكر بأنّ مبولحي تلقى هدفا مفاجئا من على بُعد 30 مترا، كما تطرقت التقارير الصحفية إلى فشل “الخضر” في تحقيق الفوز أمام جماهيرهم في أول جولة من التصفيات، وهو ما اعتبرته مفاجأة غير سارة للجزائريين في بداية المشوار. لقي الإشادة إثر إحباطه إحدى فرص تانزانيا ورغم أنّ التقارير البلغارية حملت جزءً كبيرا من المسؤولية في لقطة الهدف التانزاني إلى حارس “سيسكا صوفيا” الجديد، إلاّ أنّ ذات التقارير، أشادت بدور مبولحي الذي حفظ مرمى “الخضر” من هدف ثانٍ بعد دقائق فقط من الهدف الأول، عندما انفرد أحد مهاجمي تانزانيا به، حيث اعتبرت تلك اللقطة بالحاسمة، قبل أن يُعادل عدلان قديورة النتيجة قبل دقيقة عن نهاية الشوط الأول. إشراكه أساسيا بعد رحلة طويلة فاجأ البلغاريين ومن جانب آخر، تفاجأت الصحافة البلغارية بتواجد رايس مبولحي ضمن التشكيلة الأساسية التي لعب بها “الخضر” في مباراة أول أمس، حيث تعلم جيدا أنّ الحارس الدولي عاد إلى الجزائر قبل سويعات فقط من هذه المواجهة، بسبب انشغاله بإتمام صفقة انتقاله من سلافيا نحو “سيسكا”، وهو الذي قطع الطريق من بلغاريا إلى الجزائر مرورا على فرنسا ثلاث مرات في ظرف ثلاثة أيام فقط، ما يعني استحالة استرجاع لياقته البدنية ليكون جاهزا أمام تانزانيا. سعدان يُثير الاستغراب حتى في بلغاريا! يبدو أنّ قرارات المدرب الوطني رابح سعدان تصنع الحدث حتى خارج الجزائر، فإن كان الجزائريون قد انتقدوا مدربهم الوطني في العديد من المرات بسبب الكثير من الأخطاء التي لطالما يُعيدها، فقرارات “الشيخ” الغريبة وصلت حتى إلى بلغاريا، فالصحافة هناك استغربت كثيرا إشراك مبولحي أساسيا أمام تانزانيا، وهي التي توقعت إشراك حارس آخر بسبب عدم جاهزيته البدنية إثر رحلة شاقة. مبولحي يعود إلى تدريبات ناديه يوم الثلاثاء أو الأربعاء وفي سياق آخر، ذكرت تقارير بلغارية أنّ مبولحي سيُباشر التدريبات مع ناديه الجديد ابتداء من يوم الثلاثاء أو الأربعاء إثر انتهاء التزاماته الدولية مع “الخضر”، حيث سيتدرب لأول مرة مع تشكيلة “سيسكا صوفيا” منذ انضمامه لهذا الفريق قادما من سلافيا على سبيل الإعارة، ومن المنتظر أن يبقى مبولحي لمدة يومين على الأقل في الجزائر من أجل التعرف أكثر على بلاده التي لم يزرها سوى مرات قليلة، قبل الالتحاق مرة أخرى ببلغاريا. مشاركته أمام “ليتكس” غير مؤكدة سيكون “سيسكا صوفيا” على موعد مع استضافة “ليتكس لوفيتش” يوم السبت المُقبل في إطار الجولة السادسة للبطولة البلغارية، وهي المباراة التي قد لا يحضرها مبولحي بسبب عودته المتأخرة من الجزائر، كما أنه غير جاهز تماما من الناحية البدنية ولا حتى النفسية، خاصة بعد الهدف الذي تلقاها مع المنتخب الوطني أمام تانزانيا والذي قد يؤثر كثيرا في معنوياته. ظهوره في البطولة قد يتأجل للجولة الثامنة وفي حال عدم مشاركة مبولحي مع فريقه في الجولة القادمة أمام “ليتكس لوفيتش”، فإنّ ظهوره مع فريقه الجديد في البطولة المحلية سيتأجل إلى غاية الجولة الثامنة، باعتبار أنّ الجولة السابعة، تحمل داربيا بين “سيسكا” وسلافيا الفريق السابق للحارس الجزائري، وهي المباراة التي سيغيب عنها بسبب الاتفاق بين الناديين عند توقيعه العقد مع “سيسكا”، فيما قد يظهر حارس مارسيليا السابق لأول مرة بقميص الفريق الأحمر بمناسبة لقاء بشيكتاش يوم 16 سبتمبر لحساب مسابقة “أوروبا ليغ”. المدير الرياضي ل”سيسكا”: “المدرب فقط من سيُقرر مشاركة مبولحي أمام ليتكس” ولإزالة الغموض عن قضية مشاركة مبولحي في المباراة القادمة ل”سيسكا صوفيا”، إثر التساؤلات الكثيرة التي طرحتها الصحافة البلغارية عالعيب فيهم وليس في ملاعبنا ولا في جمهورنا لى الطاقم الفني والإداري للفريق، كشف “إيميل كوستادينوف” المدير الرياضي ل”سيسكا” بأنّ القرار الأول والأخير يرجع إلى المدرب ولا دخل للإدارة في ذلك، وصرح أحد نجوم المنتخب البلغاري في عصره الذهبي منتصف التسعينيات بخصوص وضعية الحارس الجديد، قائلا: “المدرب فقط من سيُقرر بخصوص من سيُشارك ضد ليتكس”. محمد الصالح أملال ---------------------- العيب فيهم وليس في ملاعبنا ولا في جمهورنا قطع التعادل الذي كان بطعم الخسارة أمام تانزانيا في الحقيقة كل الألسنة التي راحت تعاتب الجمهور العاصمي على سوء تصرّفاته عقب كل خسارة يتكبّدها “الخضر” عليه، وقطع تعادل تانزانيا الشك باليقين للجميع بأن العيب لم يكن أبدا في ملاعبنا كلها وليس في ملعب 5 جويلة، ولا في جمهورنا عبر 48 ولاية كاملة، بل أن العيب كان دوما في الذين كانوا فوق المستطيل الأخضر، وفي من يصنعوا القرار فوق الميدان، ونخصّ بالذكر اللاعبين المحترفين الذين ظل مدربنا يدافع عنهم مهما حصل، لأن الوجه المخزي الذي ظهروا به أمام تانزانيا المغمورة على ملعب تشاكر، كشف العيوب مرّة أخرى، وأثبت أن المشكل الرئيسي يكمن فيهم، ولا يكمن بتاتا في الجماهير الجزائرية ولا ملاعبها. بعد صربيا هربنا إلى ألمانيا وبعد الغابون إلى البليدة، وغدا أين نهرب؟ وللأسف أننا صرنا في منتخبنا القومي هذا نؤمن بالخرافات وما لا أساس له من الصحة والمنطق، صرنا نؤمن بأن اللون الأبيض فأل خير علينا وأفضل من الأخضر، فإذا به ينقلب علينا بخسارة تلو الأخرى: مصر، نيجيريا، صربيا، الغابون، إيرلندا، أمريكا، سلوفينيا، تانزانيا، والقادم آتٍ.. صرنا نؤمن بأنّ ملعب 5 جويلية حقا نحس علينا، فهرب منتخبنا بعد خسارته أمام صربيا إلى ألمانيا من أجل خوض مباراة الإمارات العربية الشقيقة، وعدنا مجدّدا إلى 5 جويلية وهزمنا على يد الغابون، فتقرّر الهروب هذه المرّة إلى ملعب تشاكر بالبليدة، وكلنا أمل بأنه السبيل إلى استعادة المجد الضائع، فإذا ب تشاكر يعطي اللاعبين ظهره سهرة أول أمس، ويعرّي واقعهم وحقيقتهم، ويؤكد لهم أن الخرافات لا تصنع المنتخبات، ولا تهزم الضيوف، بل أن أرجلهم هي التي تقرّر، فإن كانوا في صورة جيدة فازوا مثلما فعلوا بمصر، السنغال، ليبيريا، رواندا، زامبيا، غامبيا، وإن كانوا سيّئين فستكون حصيلتهم سيئة مثلما حصل أمام تانزانيا. جمهور يعشق الكرة.. والكرة تعطي لمن يعطيها “الكرة تعطي لمن يعطيها” قاعدة سائدة في العالم بأسره، فمنتخبنا أعطته الكرة يوم أعطاها مجهودات مضنية، يوم ترك اللاعبون دماءهم وركبهم فوق الميدان، لكنهم اليوم لم يعطوها شيئا فها هي تعطيهم القليل وما يستحقون، وشعبنا يعشق الكرة ويتنفسها حتى الجنون، وليس من حقنا أن نلومه، فهو لبّى النداء أول أمس رغم تعب الصيام وحرارة الطقس، ومشقة الدخول إلى ملاعبنا هذه الأيام، صام بالملعب وأفطر على طعام بارد، وفي النهاية كانت مكافأته مردود هزيل، وجه مخزي، وتعادل بطعم الخسارة، وفوق ذلك يلام ويعاتب من طرف البعض، ويقال عنه إنه سيء، لأنه انتقد سعدان وانتقد غزال على صيامه عن التهديف منذ سنة بالضبط. “تشاكر“ فأل الخير خاصم المنتخب بطاقمه ولاعبيه ولطالما ألصقت التهمة بالجمهور العاصمي الذي يغزو مدرجات ملعب 5 جويلية في كلّ مناسبة، ولطالما قيل عنه أنه شؤم على المنتخب ومن زمان. خرافات لا يصدقها العاقلون، ومن يعرفون الكرة وشؤونها، لكن من صدّقوها سارعوا للمطالبة بالهروب مُسرعين مهرولين إلى ملعب مصطفى “تشاكر“ بالبليدة، بحجة أن هذا الأخير فأل خير على منتخبنا، فخاصمهم هذا الملعب جميعا، وخاصمهم الجمهور كلهم بمن فيهم سعدان الذي حدث له ما حدث له بعد مباراة الغابون، وشتم (الأمر غير مقبول) وسمع ما تعوّد على سماعه منذ تراجع مستوى منتخبنا، وسمع اللاعبون معه ما لم يتعوّدوا على سماعه في الحقيقة. العيب في لاعبين صاروا لا يعرفون طريق المرمى والعيب في هذه الحالة لن يكون سوى في اللاعبين الذين صاروا لا يعرفون طريقا إلى المرمى، لأن مهاجمينا وما عدا هدف قديورة الذي لعب فيه الحظ دورا كبيرا بما أنه جاء من قذفة قوية من بعيد، لم يجسّدوا الفرص التي أتيحت لهم، والسبب لا يعود إلى سوء الطالع، بل إلى سوء تمركزهم وانتشارهم أمام مرمى المنافس، ولعلّ ما يؤكد ذلك هو تمكن الحارس التانزاني القصير القامة من الظفر بكل الكرات في السماء، دون أن يتيح لمهاجمينا ولا فرصة للانقضاض على أيّ كرة لا بالرجل ولا بالرأس. ... وفي لاعبين تخلّوا ن روحهم السابقة نعم، العيب عيبهم وليس عيب في الجمهور، لأنهم تخلوا عن روح السودان بأم درمان، وروح زامبيا والقاهرة وأنغولا ومالي وكوت ديفوار وكلّ المباريات التي تألقوا فيها، وصاروا أشبه بأجساد من دون أدنى روح، أو أشبه بدمى متحركة، تأتي من أجل المباريات والتربصات، تتكبّد الهزائم وتعود بعدها إلى الديار بأوروبا وكأن شيئا لم يحدث. 8 أشهر دون انتصار.. من حقّ الجمهور أن يعاتب الجميع ولن نقول للجمهور اشتم فلانا لأننا نرفض أن يشتم شيخ كبير ومحترم مثل سعدان، أو لاعبين أعطوا الكثير في السابق للمنتخب، لكننا نعطي الحقّ لهذا الجمهور، سواء جمهور 5 جويلية، أو جمهور البليدة أو حتى جمهور الصحراء، أن يعاتب الجميع ودون استثناء، بما أن المنتخب صار عاجزا عن تحقيق الفوز منذ آخر مباراة فاز بها ثمانية أشهر أمام منتخب كوت ديفوار بأنغولا. ومرّة أخرى نؤكد أن العيب في اللاعبين “الباردين” برودة طقس أوروبا التي ازدانوا فيها وتربّوا وترعرعوا وعرفوا بداية ممارسة الكرة فيها، وليس في الجمهور الجزائري الذي ما زال يمنّي النفس برؤية راية بلده ترفرف في المحافل الدولية مستقبل ا.