ضيّع المنتخب المغربي سهرة أول أمس فرصة تحقيق الفوز في أول جولة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا المقبلة 2012 في الغابون وغينيا الاستوائية.. وهذا بعد التعادل فوق ميدانه أمام نظيره من إفريقيا الوسطى دون أهداف، في مباراة لم ترق إلى المستوى المطلوب وساد فيها الطابع العشوائي، خاصة بعد مرور الدقائق، حيث ازداد الضغط على لاعبي المنتخب المغربي، فيما اكتسب لاعبو إفريقيا الوسطى الثقة في النفس أكثر فأكثر. وعليه فبهذه النتيجة المسجلة ما بين المنتخب المغربي وإفريقيا الوسطى، فإن الأمور تبقى على حالها في المجموعة الرابعة، حيث يملك كل منتخب نقطة وحيدة في رصيده، ويكون “أسود الأطلس“ قد رفضوا هدية المنتخب التانزاني الذي أوقف منتخبنا الوطني في ملعب تشاكر سهرة الجمعة. ومن جهتها أحدثت إفريقيا الوسطى المفاجأة، وتكون قد بعثت السباق من جديد للتنافس على التأشيرة الوحيدة للمرور، وتمنح أملا جديدا ل”الخضر“ الذين سيرتبون أمور البيت ويعودون بكل قوة في المباريات المقبلة. لم يتمكنوا من السيطرة على مجريات اللقاء كان التفوق واضحا على الأوراق بالنسبة للمنتخب المغربي على حساب إفريقيا الوسطى، لكن ما شاهدنا فوق الميدان لا يعكس ذلك، حيث كان التكافؤ سمة اللقاء، ولم يتمكن رفاق الشماخ من السيطرة على زمام الأمور وتسجيل هدف مبكر مثلما كان يمنّي لاعبو المغرب أنفسهم. وعليه فمع مرور الدقائق ازدادت الأوضاع تعقيدا ودخل الشك في نفوس المغاربة الذين اعتمدوا كثيرا على الفرديات لصنع الفارق، لكن دون فائدة في ظل الاستماتة الدفاعية لأشبال المدرب “آركوسي“ الذين عرفوا كيف يوقفون “أسود الأطلس“ فوق ميدانهم، في مفاجأة مدوية في هذه التصفيات. واستحقوا نقطة التعادل التي لم يسرقوها من مركب مولاي عبد الله بالرباط. لا الشماخ ولا الحمداوي صنعا الفارق الكل كان يعتقد على أنه بمجرد وجود أسماء بارزة في صفوف المنتخب المغربي، فإن ذلك سيمنحه الأسبقية والتفوق، لكن لا شيء من هذا القبيل حدث على الرغم من ضم “أسود الأطلس“ للاعبين من طراز مروان الشماخ الذي ينشط في نادي أرسنال الإنجليزي أو منير الحمداوي المتواجد مع أجاكس أمستردام، لأنه بكل بساطة لم يتمكن هذا الثنائي من إحداث الفارق إلا في حالات نادرة، حيث وجد صعوبات جمة في فرض طريقة لعبه. وهي النقطة التي يجب التنويه بها لأنه لا يوجد أي انسجام ما بين الشماخ والحمداوي وكل الشارع الرياضي هنا في المغرب على علم بذلك. بوصوفة أخطر عنصر لدى “الأسود“ كان لاعب أندرلخت البلجيكي مبارك بوصوفة من بين أحسن العناصر فوق الميدان من الجانب المغربي في لقاء أول أمس أمام إفريقيا الوسطى، حيث كان اللعب مرتكزا عليه واستطاع صنع بعض الفرص السانحة للتسجيل وتحضير كرات سهلة للمهاجمين لكنها لم تجد من يترجمها إلى أهداف. وبذلك فقد وقفنا من خلال متابعتنا لهذا اللقاء على أن بوصوفة هو نقطة قوة المنتخب المغربي والذي يعتبر القلب النابض لهذا المنتخب، حيث يربط ما بين الخطوط الثلاثة. وهناك نقطة أشار إليها بعض زملائنا الصحفيين هنا في المغرب على أن بوصوفة لا يمكنه التنقل للعب في أدغال إفريقيا أين يجد دائما الحجج لكي لا يسافر مع منتخب بلاده، حاله حال العديد من اللاعبين المحترفين في المنتخب المغربي الذين يتصرفون مثل بوصوفة. والمهدوفي نقطة ضعف المغرب من جهته يعتبر الظهير الأيسر هشام المهدوفي أضعف حلقة في المنتخب المغربي في لقائه أمام إفريقيا الوسطى وهو الذي ضيع العديد من الكرات على الجهة اليسرى، بالإضافة إلى أن الخطورة في هجوم المنافس كانت كلها تأتي من جهته. وهو ما لم يتحمله لاعب الرجاء البيضاوي المهدوفي وجعل أنصار المنتخب المغربي يحتجون عليه طيلة اللقاء ويطالبون المدرب بإخراجه وترك الرواق فارغا بدل الكوارث التي يقوم بها هذا اللاعب في الجهة اليسرى لدفاع “أسود الأطلس“ وعلى الطاقم الفني للمنتخب الوطني الجزائري أن يدرس جيدا هذه النقطة والتي بإمكانها أن تصنع الفارق في اللقاء ما بين المنتخبين. إفريقيا الوسطى أحسن من تانزانيا بعدما تفاجأنا بما حققه المنتخب التانزاني أمام منتخبنا الوطني الجمعة الفارط في ملعب تشاكر وتحقيقه للتعادل بطعم الفوز، ها نحن نتفاجأ مرة أخرى بقدرة منتخب إفريقيا الوسطى على فرض التعادل على المنتخب المغربي فوق ميدانه وأمام جمهوره وهو المنتخب الذي يحتل المرتبة 202 في جدول ترتيب “الفيفا“. لكن على ما يبدو فإنه أحسن بكثير من منتخب تانزانيا الذي كان في متناول “الخضر“، لكن الكرة لم تشأ الدخول إلى المرمى. و من دون شك سيجد رفاق زياني صعوبات جمة في تخطي منتخب إفريقيا الوسطى منتصف الشهر المقبل في الجولة الثانية التي سيتنقل فيها “الخضر“ إلى إفريقيا الوسطى، وعلى الطاقم الفني أن يجد الحلول الملائمة لتخطي هذا المنتخب. لاعبوها ببنية قوية وقامة طويلة ومادمنا في سياق المقارنة دائما ما بين المنتخبين التانزاني وإفريقيا الوسطى، فنجد هذه المرة أن لاعبي هذا الأخير يتميزون ببنية قوية جدا، بالإضافة إلى طول القامة التي يمتاز بها أشبال “آكورسي“، لكن يعاب عليهم البطء في بناء الهجمات وعدم التركيز جيدا على عكس المنتخب التانزاني الذي أبهر جماهير البليدة بسرعته الفائقة في نقل الكرة من منطقته إلى منطقة المنافس. وهو ما حدث مع منتخبنا الوطني الذي نجا من الكارثة في ذلك اللقاء، والجميع يترقب عودة قوية لمنتخبنا الوطني بمن في ذلك المغاربة الذين يرشحون الجزائر للظفر بالتأشيرة الوحيدة لكأس إفريقيا 2012. الحمداوي الحاضر الغائب فوق الميدان تلقى لاعب أجاكس أمستردام والمنتخب المغربي منير الحمداوي انتقادات جد لاذعة من طرف الأنصار المتواجدين في الملعب، وهو الذي لم يقدم ما كان منتظرا منه في لقاء أول أمس أمام إفريقيا الوسطى، حيث علّق عليه الأنصار آمالا كبيرة وهو الذي يتألق من يوم إلى آخر مع ناديه في هولندا. لكنه في لقاء إفريقيا الوسطى كان بمثابة الغائب الحاضر فوق الميدان وأثر سلبيا في أداء رفاقه بمن فيهم مروان الشماخ الذي لم ينسجم إطلاقا معه. “كيتيفواما“ أخطر عناصر إفريقيا الوسطى ومن الجهة الأخرى اكتشفنا بعض اللاعبين الذين لم نكن نعرفهم من قبل في منتخب إفريقيا الوسطى على غرار صانع الألعاب الذي كان يحمل القميص رقم 10 ويتعلق الأمر ب “فوكسي كيتيفواما“ الذي ينشط في نادي “كيسكيميت“ المجري، وعليه فقد كان هذا اللاعب من بين خيرة العناصر فوق الميدان وأزعج كثيرا دفاع المنتخب المغربي بتحركاته ومراوغاته العديدة. ما جعل المدافعين المغاربة يضطرون لارتكاب الأخطاء تجاهه وهو الذي ربح العديد من الوقت، بالإضافة إلى أنه ضيع على منتخب بلاده فرصة تحقيق الفوز. والحارس “ڤوفري” رجل اللقاء لا يختلف اثنان ممن تابعوا لقاء المنتخب المغربي مع نظيره من إفريقيا الوسطى على أن حارس هذا الأخير “ڤوفري لامبيت“ البالغ من العمر 21 سنة وينشط في نادي “سدان“ الفرنسي كان رجل اللقاء من دون منازع، حيث أدى مباراة كبيرة وتصدى لكرات عديدة، خاصة في الركنيات التي كانت كلها تنتهي بين قفازيه. ما أثر سلبيا في نفسية لاعبي المنتخب المغربي ومنح ثقة أكبر لرفاقه، خاصة المدافعين الذين كانوا يلعبون بارتياح في ظل تواجد حارس من هذا الطراز العالي. ------------------------ حوالي 30 ألف متفرج في الملعب كما كان منتظرا، فإن لقاء المنتخب المغربي مع نظيره إفريقيا الوسطى لم يكن ليجلب إليه أعدادا غفيرة من أنصار “أسود الأطلس“ بالنظر إلى المشاكل التي يعيشها المنتخب المغربي، لكن على الرغم من كل ذلك، فإننا سجلنا حضور ما لا يقل عن 30 ألف متفرج في مركب مولاي عبد الله، هذا الملعب الذي يعتبر تحفة حقيقية والإضاءة فيه كانت جيدة. وكل شيء كان متوفرا لأداء مباراة في المستوى، لكن رفاق الشماخ خيبوا آمال محبيهم ومن الصعب عليهم مطالبة الأنصار مجددا بالتنقل إلى الملعب من أجل مساندتهم لأنهم لم يتمكنوا حتى من تحقيق الفوز على منافس متواضع من قيمة إفريقيا الوسطى الذي يحتل المرتبة 202 عالميا في تصنيف “الفيفا“. أنصار إفريقيا الوسطى حضروا شهد لقاء سهرة أول أمس حضور عدد معتبر من أنصار إفريقيا الوسطى في مدرجات ملعب مولاي عبد الله في الرباط، وهم أنصار من جالية إفريقيا الوسطى في المغرب حاولوا مساندة منتخب بلادهم الذي تمكن من تحقيق نتيجة جد إيجابية في الرباط بتعادله مع المنتخب المغربي. وعليه فقد عمت الفرحة بين أوساط هؤلاء الأنصار الذين وصل عددهم إلى ما لا يقل عن 200 مناصر والذين وقفوا إلى جانب منتخب بلادهم إلى غاية إعلان الحكم عن نهاية اللقاء.