سيدخل المنتخب المغربي سهرة اليوم التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا المقبلة 2012 في الغابون وغينيا الاستوائية، حيث سيستقبلون منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى في مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط ابتداء من الساعة العاشرة ليلا (الحادية عشرة بتوقيت الجزائر)، ويسعى لاعبو المنتخب المغربي لتحقيق فوز عريض على منتخب مغمور لم يسبق أن شارك في “الكان” ولا مرة، و من خلال تصريحاتهم نلمس إرادة قوية للنهوض بهذا المنتخب ودخول التصفيات بكل قوة بحكم أن المنافسة ستكون شديدة مع المنتخب الجزائري للظفر بتأشيرة التأهل عن المجموعة الرابعة. (تتأهل ثلاثة أحسن منتخبات احتلت المرتبة الثانية من أصل 11 مجموعة في هذه التصفيات). التعداد مكتمل و المعنويات مرتفعة وما وقفنا عليه من خلال تحضيرات المنتخب المغربي الذي دخل في تربص مغلق قبل 5 أيام، أن التعداد مكتمل مع استدعاء المدرب بعض العناصر الجديدة على غرار يوسف العربي (ينشط في نادي “كان“ الفرنسي). وستعرف المباراة غياب المهاجم يوسف حاجي بسبب العقوبة التي سلطها عليه ناديه نانسي وعليه فهو لا يوجد في أحسن أحواله البدنية فترك مكانه لغيره من اللاعبين الذين سيسعون لتحقيق الفوز ورفع المعنويات، خاصة أن المنتخب المغربي لم يحقق أي انتصار منذ مدة ويرى اللاعبون أن الفرصة مواتية لترتيب البيت بعض الشيء قبل المباريتين أمام تانزانيا والمنتخب الجزائري. المنافس مجهول ويثير المخاوف رغم أن منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى ليس بالمنتخب القوي والمعروف على الساحة الإفريقية بحيث لم يسبق أن شارك في نهائيات كأس أمم إفريقيا، إلا أن بعض المخاوف تسود المغاربة من أن يتمكن من تحقيق مفاجأة مدوية في هذه التصفيات، ولا يزال يتذكر الشارع المغربي جيدا كيف انهزم منتخب بلادهم في أول مباراة من التصفيات السابقة لكأس العالم وكأس إفريقيا عندما استضاف المنتخب الغابوني الذي كان يعتقده الكثيرون متواضعا لكنه بدا غاية في القوة ولم يكتف بتحقيق الفوز على منتخب المغرب بل كاد يتأهل إلى نهائيات كأس العالم لولا نقص الخبرة عند لاعبيه، وهو ما أخذ له مساعد المدرب كوبرلي احتياطاته اللازمة. أول مباراة في التاريخ بين المنتخبين لم يسبق للمنتخب المغربي أن واجه منتخب إفريقيا الوسطى سواء في الطابع الرسمي أو الودي، وعليه فإن هذه المباراة تبقى تاريخية لمنتخب إفريقيا الوسطى الذي سيتشرف بمواجهة نجوم المنتخب المغربي في صورة الشماخ و الحمداوي و غيرهما من اللاعبين الذين ينشطون في مختلف البطولات الأوروبية، في انتظار إجراء مباراة العودة ما بين المنتخبين، ثم المباراة المرتقبة لإفريقيا الوسطى مع المنتخب الوطني الجزائري الذي لم يسبق له أن واجهه هو كذلك. المغرب لم تلعب أي مباراة رسمية منذ 10 أشهر لم يجر المنتخب المغربي أي لقاء رسمي منذ أكثر من 10 أشهر، بحيث كان آخر لقاء رسمي أمام منتخب الكاميرون وانتهى بفوز رفاق “إيتو صامويل” بهدفين مقابل لاشيء بمركب محمد الخامس، ويسعى رفاق الشماخ لمحو تلك الذكرى السيئة وتحقيق فوز بالنتيجة والأداء على حساب منافس سيدخل المباراة من دون ضغط مثلما أكد على ذلك مدربه “آكورسي“ الفرنسي لأنه يملك لاعبين شبان ويسعى لتكوين مجموعة تنافسية في السنوات المقبلة. المباراة منقولة على المغربية الرياضية ستكون المباراة منقولة على المباشرة في قناة “المغربية الرياضية“ وهي التي تهم كثيرا منتخبنا الوطني بحكم أنه في نفس المجموعة الرابعة. وعلى عكس ما هي الأحوال عندنا في الجزائر لما يتعلق الأمر بإجراء المنتخب الوطني لمبارياته سواء الرسمية أو الودية فإن الشارع المغربي لا يهتم إطلاقا بمنتخب بلاده فهناك من لم يسمع حتى بوجود مباراة اليوم السبت وهو أمر طبيعي بحكم أن المنتخب المغربي مرّ بفترات عصيبة في السنوات الأخيرة ولم يتمكن حتى من التأهل إلى كأس إفريقيا الأخيرة، وما لفت انتباهنا من خلال تواجدنا في المغرب هو أن الشارع يولي أهمية قصوى للبطولة المحلية ويتابع كل صغيرة وكبيرة، خاصة فيما يخص قطبي الكرة هنا في المغرب ويتعلق الأمر بالرجاء البيضاوي و جاره الوداد. إفريقيا الوسطى شاركت 5 مرات في التصفيات وطُردت مرّتين! لم يسبق لمنتخب إفريقيا الوسطى أن قابل المغرب قبلا، والسبب ربما ولا الحظ، بل هو شح مشاركات ذاك المنتخب في المنافسات الرسمية في القارة السمراء، فلو أقررنا بأن فرص مواجهته المغرب في مواجهات ودية منعدمة، تبقى إمكانية تلاقيهما في التصفيات الإفريقية للكأس القارية أو العالمية هي الأقرب، لكن اللافت في تاريخ منتخب إفريقيا الوسطى هو دخوله غمار التصفيات 5 مرات فقط منذ 1979، والأغرب هو طرده مرتين في منتصف المشوار بعد عدم تنقله لمواجهة أحد المنافسين خارج ملعبه. --------- إستعادة “الكرامة”، إرضاء الأنصار وبعث رسالة للجزائر يدخل رفقاء مروان الشماخ لقاءهم مساء اليوم حاملين على أكتافهم مهمة وطنية المُراد منها استعادة الهيبة المهدرة وثقة الأنصار الضائعة بعد أن خرج الأسود من استحقاقات 2010 فارغي الأيدي، فالمغاربة لم يهضموا حتى الآن إقصاء منتخبهم من التأهل لنهائيات أمم إفريقيا، ولن يغفروا لنجومهم إعادة الكرّة مرة أخرى في الدورة التي تلي، خاصة وأن الخصم الأبرز في مشوار الإقصائيات هو الجار الشرقي مع كل الحساسية التي تعرفها “داربيات” المغرب العربي. غياب تاعرابت ضربة موجعة لمخططات “كوبرلي“ والأمل معقود على الشماخ بالتأكيد يستهدف “أسود الأطلس” مساء اليوم الفوز وبنتيجة عريضة تريحهم مع أنصارهم وتهّدد الخصوم المتبقيين أيضا، مما يجعل لعبهم ورقة الهجوم أمرا مفروغا فيه، حيث كان مقررا أن يدفع الفرنسي دومينيك كوبرلي المشرف حاليا على المنتخب المغربي في انتظار قدوم البلجيكي إيريك غيريتس بأبرز من يملكهم من مهاجمين كأساسيين، وقد رُشّح مروان الشماخ وعادل تاعرابت للقيام بالمهمة سويا، غير أن الأخير بعث بشهادة طبية إلى الطاقم الفني لمنتخب بلاده من إنجلترا تؤكد إصابته واستحالة مشاركته أمم إفريقيا الوسطى، أمر يضع الفرنسي في حرج أكيد، لكن رغم ذلك الأمل معقود على نجم “أرسنال” الشماخ مع منير الحمداوي، يوسف حجي أو حتى الوافد الجديد يوسف العربي. وسط الميدان يشكو غياب ركائزه والأحمدي قد يلعب إلى جانب غياب عادل تاعرابت الأكيد عن موعد الليلة بالرباط، سيجد كوبرلي مشاكل عدة في ضبط مُشّكلي خط وسط الميدان، فالثنائي المعول عليه قبلا حسين خرجة وسفيان العلودي تأكد غيابهما رسميا قبل فترة، وعصام الراقي المحترف في السعودية أصيب قبل أيام، كما أن كريم الأحمدي متوسط ميدان فينورد الهولندي يعاني من إرهاق كبير رغم أن مشاركته واردة بعد عمل مكثف من الطاقم الطبي ل”أسود الأطلس”، ويبقى الأمل معقودا على كل من مبارك بوصوفة، الزهر وهرماش كي يُعّوضوا الغيابات ويؤكدوا إمكاناتهم كون الفرصة أتيحت هذه المرة وقد لا تتكرر مرة أخرى. الدفاع يُقلق المغاربة والتخوف موجود الحديث في الصحف المغربية وحتى الشارع هناك عن مواجهة إفريقيا الوسطى استثنى الحديث عن دفاعات المنتخب المغربي رغم أنها أكثر نقاط ضعف “أسود الأطلس“ بدليل ما فعله منتخب غينيا الاستوائية قبل أسبوعين، خاصة في المحور الذي سينشطه في الغالب شكيب بن زوكان ومهدي بن عطية، يذكر أن خط دفاع الأسود يضم 3 محترفين فقط إلى جانب 5 محليين، وهي النقطة التي جعلته في نظر المغاربة الخط الأسوأ على الإطلاق مقارنة بالوسط والهجوم. ------------ المغاربة يتساءلون...هل افتعل خرجة، تاعرابت، العلودي وبقية الغائبين إصاباتهم؟ ساعات تفصل المغاربة على أول مواجهة رسمية ل أسودهم في العهد الجديد الذي اعتمدت فيه الاتحادية المغربية بقيادة الفهري سياسة الإصلاح، لكن بالهم منشغل بأمر آخر يبتعد عن اللاعبين الحاضرين في تربص المعمورة التحضيري لموعد الليلة، يخص إصابة بعض اللاعبين وتعذرهم عن الحضور، في صورة عادل تاعرابت، وقبلهم سفيان العلودي وحسين خرجة، خاصة الأول الذي تحول بين ليلة وضحاها إلى مصاب وتعذر عليه الحضور، مكتفيا بإرسال شهادة طبية تثبت إصابته، من جانبها، كان للأنباء القادمة من الغريم القادم في المجموعة المنتخب الجزائري وقع إضافي على مشاعر الجماهير المغربية، بما أن مراد مغني مثلا الذي أجرى عملية جراحية قطع مرحلة إعادة التأهيل وفضل الحضور لمساندة زملائه، وكذلك الحال بالنسبة لعنتر يحيى، ما يزيد من قلقهم حيال موقف نجومهم من الألوان الوطنية المغربية. كريتيان بصير: “يجب التسجيل سريعا لتفيدي أي سيناريو” “ليست لدينا معلومات كثيرة حاليا، عموما أغلب لاعبيهم المحترفين بفرنسا غير معروفين، أظن أنه على مستوى الاتحادية المغربية فقد كان هناك عمل كبير لتحضير التقارير حيث لدينا معلومات تخص كل لاعب على حدا... يجب علينا أن نستعد جيدا و نقدم مباراة بمستوى عال، في كل الأحوال تنتظرنا مباراة صعبة لأننا نعلم جيدا أنه ليس من السهل مواجهة هذا النوع من المنتخبات، ما علينا فعله هو مواجهتهم بقوة وتسجيل الهدف سريعا عندها سنتحكم بالمباراة“. --------- “أكورسي” يحيك شيئا في الخفاء ويُحّضر لمفاجأة الأسود لاعبو إفريقيا الوسطى في المغرب منذ أسبوع... يواجد الفرنسي جول أكورسي مدرب شبيبة بجاية السابق والحالي لمنتخب إفريقيا الوسطى إلى جانب أشباله في تربص بالرباط المغربية منذ يوم السبت الماضي، في حين التحق بعض المحترفين متأخرين يوم الاثنين قادمين إليه من مطار “أورلي” بباريس، ويتعلق الأمر بكل من كوفري ليمبات وإلوج إنزا ياميسي وفوكسي كيتيفواما وإيريك كوسينغو وأرميل كازانغبا وفرانكلين أنزيتي وإيفانس كوندوغبيا، ومباشرة بعد وصولهم التحقوا بتدريبات التشكيلة المتواجدة قبلا في ملعب “سلا” بالرباط، علما أنهم دخلوا منذ مدة في تربص مغلق بفرنسا تحضيرا لمواجهة المنتخب المغربي. أكورسي: “المفاجأة واردة ونبحث عن التعادل“ في تصريحاته للصحافة المغربية، قال الفرنسي جول أكورسي مدرب منتخب أفريقيا الوسطى أن المباراة أمام المنتخب المغربي اليوم عن أولى جولات التصفيات القارية لن تكون سهلة، ويأمل أن يخلق لاعبوه المفاجأة ويثقوا في إمكانياتهم دون أي مركب نقص: “أعتقد أنها مباراة صعبة على منتخبنا الفتي، على اعتبار أن المنتخب المغربي سيلعب فوق أرضه وأمام جماهيره ويتوفر على لاعبين من العيار الثقيل، سنعمل كل ما في وسعنا للظهور بصورة طيبة تمكننا من مواصلة باقي المشوار بمعنويات مرتفعة”، وأضاف: “على الورق كل الحظوظ تقف بجانب المنتخب المغربي الذي يبقى المرشح الأكبر للفوز، لكن حضورنا نسعى من ورائه للخروج بأقل الأضرار، سأكون سعيدا في حال ما إذا تمكنا من إحراز نتيجة التعادل، أعرف أن المهمة لن تكون سهلة نظرا لقوة منتخب الأسود، لكن المفاجأة تبقى واردة في مجال كرة القدم”.