توحي كل المؤشرات إلى أن المدرب الجديد للمنتخب الوطني عبد الحق بن شيخة، سيستهل مهمته الجديدة على رأس “الخضر” خلال لقاء إفريقيا الوسطى ببعض التغييرات على مستوى التشكيلة الأساسية، وأبرزها التغييرات المتوقعة بالضبط في محور الدفاع، وذلك للتخلص نهائيا من خطة (3/5/2) التي كان بن شيخة ولا زال من أكبر الرافضين والمنتقدين لها في المنتخب، مهما كانت ثمارها الإيجابية في وقت سابق خلال التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم 2010.. حيث تدور الأخبار من طرف مقربين من المدرب الحالي للمنتخبين الأول والثاني بأنه سيلجأ إلى الخطة الكلاسيكية (4/4/2) لعل وعسى يجد فيها مخرجا للمأزق الذي خلفته الخطة التي انتهجها سعدان منذ قدومه، والتي لم نجن من ورائها في مختلف المباريات الأخيرة سوى الهزيمة تلو الأخرى، والتحول إلى الخطة الكلاسيكية القديمة يعني التضحية بمدافع من المدافعين المحوريين، والأمر يتعلق بواحد من الثلاثي “حليش، بوڤرة ويحيى عنتر”. المؤشرات توحي بصعوبة القرار وإن كنا ندرك صعوبة القرار بما أن الأمر يتعلّق بثلاثة لاعبين كانوا ولا يزالون يعتبرون قطعا أساسية ضمن تعداد المنتخب، ولم يسبق لهم أن مكثوا ولو لمباراة رسمية واحدة على مقعد البدلاء في وقت سابق، إلا أن التضحية بواحد منهم تبدو ضرورية للغاية لإشراك ثنائي فقط في المحور، والمؤشرات توحي مسبقا بصعوبة اتخاذ القرار، لأن عنتر يحيى وحتى إن صار ينشط في بطولة القسم الثاني بألمانيا، إلا أنه لا زال محافظًا على مكانته الأساسية ضمن تعداد ناديه “بوخوم”، فضلا على أنه قائد الخضر الحالي بعد اعتزال صايفي ومنصوري، أما بوڤرة ففضلا على أنه أساسي مع ناديه الإسكلتندي “غلاسكو رانجيرز”، فاللاعب مكانته الأساسية لا نقاش فيها لصموده في وجه روني وأمثاله من النجوم، وحتى حليش المنضم حديثا ل“فولهام” الإنجليزي، ورغم عدم حصوله على فرصة اللعب كأساسي فإن مكانته في “الخضر” من الصعب زعزعتها بالنظر إلى إمكاناته الهائلة التي ترشحه عن قريب للبروز في سماء البطولة الإنجليزية، وبالتالي فإن مجرد التفكير في التضحية بواحد من الثلاثي يشكل صداعا كبيرا لصاحب القرار الأول والأخير عبد الحق بن شيخة. حل وحيد فقط يبقي الثلاثي في التشكيلة الأساسية ويبقى بحوزة المدرب حل وحيد لا ثاني له إن هو قرر التخلص من هذا الصداع، والإبقاء على الثلاثي معا في تشكيلة واحدة، ألا وهو تحويل واحد منه إلى الجهة اليمنى من الدفاع، وهي الجهة التي عجز منتخبنا عن إيجاد من يشغلها منذ فترة طويلة، بل ونكاد نجزم أنها الجهة الشاغرة التي أجبرت الناخب المستقيل سعدان على اللجوء إلى خطة (3/5/2)، وقد يمس ذلك بوڤرة، أو عنتر يحيى أو حليش أيضا، ولو أن الترشيحات تصب حول الثنائي الأول بما أنه سبق له اللعب في منصب كهذا من قبل. ماذا لو يرفض عنتر أو بوڤرة منصب الظهير الأيمن؟ اللجوء إلى هذا الحل يعيد ذاكرتنا للوراء، عندما أعرب الثنائي بوڤرة وعنتر لسعدان من قبل عن رفضهما اللعب في منصب الظهير الأيمن، وهو الرفض الذي كان يجعل المدرب المستقيل من منصبه يجدّد وفاءه من جديد لخطته المعهودة، إذ صحيح أنهما في بعض المباريات وافقا على التحول إلى تلك الجهة على غرار لقاء كوت ديفوار الذي خاضه يحيى مثلا ظهيرا أيمن، إلا أنهما يرفضان اللعب في ذلك المنصب لسبب وحيد ألا وهو أنه ليس منصبهما الأصلي، ولا يجدان فيه الراحة التي يجدانها في المحور، وهي معضلة قد يواجهها بن شيخة أيضا إذا ما رغب في الاحتفاظ بالثلاثي معا. لا عيب إن جلس واحد منهم في كرسي الاحتياط ومع أننا ندرك مسبقا صعوبة اتخاذ قرار كهذا، إلا أن التضحية بواحد منهم وإجباره على المكوث في كرسي الاحتياط لا يعد بأي حال من الأحوال عيبا، لاسيما أن لاعبين كبارًا في العالم بأسره يجدون أنفسهم من مباراة لأخرى أساسيين وبعدها احتياطيين، دون أن يتفوّهوا ولو بكلمة في حق مدربهم، وهو ما على مدافعي منتخبنا أو أي لاعبين في المناصب الأخرى أن يقتدوا به، بما أن الفائز في الأخير سيكون منتخبنا الوطني الذي لا بد أن يخرج من ورطة النتائج السلبية التي يسجّلها في السبع مباريات الأخيرة، بتغيير الخطة والتحول إلى خطط أخرى جديدة قد تحدث الوثبة البسيكولوجية على مستوى المجموعة.