أكيد أن المدرب عبد الحق بن شيخة، الذي عين أول أمس على رأس العارضة الفنية للخضر، استلم إرثا ثقيلا، فهو مطالب بفعل أكثر من سابقه في هذا المنصب من خلال الحفاظ على المستوى العالمي الذي بلغته التشكيلة الوطنية في عهد سعدان. ويتعين عليه كأول خطوة إيصال الفريق الوطني إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 وهو الهدف الذي حددته له الإتحادية ووافق من أجله على القيام بمهمته الجديدة التي ستكون لا محالة محفوفة بالصعوبات التي يتعين على بن شيخة مواجهتها بكل ما أوتي من ذكاء وشجاعة من أجل التغلب عليها وتأكيد جدارته في قيادة الخضر، لا سيما وأن تعيينه لقي إجماعا كبيرا بعد إلحاح زملائه في المهنة وأوساط كروية بضرورة وضع مدرب محلي على رأس العارضة الفنية للخضر من أجل الحفاظ على جزائرية الطاقم الفني. ولا شك أن الفترة الزمنية القصيرة التي تبعدنا عن مباراة إفريقيا الوسطى لن تسمح لبن شيخة بإدخال تغييرات على تعداد المنتخب الوطني بل سيخوض مباراة ''بانجي'' بنفس التعداد الذي لعب اللقاء ضد تانزانيا وهذا من أجل المحافظة على تماسك الفريق المطالب بتحقيق نتيجة إيجابية تحافظ على حظوظه في تجاوز بنجاح المرحلة التصفوية الأولى من كأس أمم إفريقيا .2012 ويسود الإعتقاد أيضا أن استقرار الفاف مرتبط بضرورة نجاح المدرب بن شيخة في مهمته الجديدة، ذلك أن الهيئة الفدرالية التي اضطرت رغما عنها الى التخلي عن فكرة استقدام مدرب أجنبي بعد الضغوطات القوية التي مورست عليها من عدة جهات، وجدت نفسها اليوم في وضعية هشة بعد كل الذي حدث في الفريق الوطني في أعقاب التعثر المسجل ضد تانزانيا بالبليدة وأن ضرورة الإستنجاد بمدرب جزائري معناه أن المنتخب الوطني لا يجب أن يكون ملكية خاصة ولا بد من احترام الرأي العام عندما يتعلق الأمر بالمصلحة الوطنية. ويعتقد المقربون من بن شيخة أن هذا الأخير لن يتجرأ على إحداث بعض التغييرات في صفوف الفريق الوطني إلا بعد موعد إفريقيا الوسطى، وذلك مهما كانت نتيجة المباراة، وأن أول خطوة يقوم بها ستتمثل في استدعاء لاعبين محليين يلقون حاليا إجماعا كبيرا للإنخراط في الفريق الوطني على غرار ما يتردد حول مدافع شبيبة القبائل بلقالم ومهاجم وفاق سطيف جابو اللذين أصبحا يطرقان أبواب التشكيلة الوطنية. كما أن منهجية العمل التي يسير عليها بن شيخة وتفكيره التكتيكي يفرضان عليه إدخال تغييرات على التشكيلة الأساسية التي اعتمد عليها رابح سعدان في كل المباريات التي خاضها الخضر إلى غاية الوصول إلى نهائيات كأس العالم الأخيرة، وربما قد يضطر أيضا إلى وضع بعض اللاعبين المحترفين في دكة الإحتياطيين واستخلافهم بزملائهم الذين لم يسعفهم الحظ لتأكيد جدارتهم في الحصول على مكانة أساسية في صفوف الخضر. ولا شك أيضا أن حرية بن شيخة في القيام بالتغييرات التي يراها مناسبة لأفكاره ستتعزز أكثر في حالة الحصول على الإنتصار في التنقل القادم إلى إفريقيا الوسطى، ويتساءل البعض هنا عما إذا سيتمكن المدرب الوطني الجديد من فرض الإنضباط لما نعرف أن بعض اللاعبين المحترفين، لا سيما القدامى منهم، سيتقبلون بمضض كبير إحالتهم على كرسي الإحتياط وتحدث من أجل ذلك مشاكل كبيرة قد تؤثر على مسار واستقرار الفريق الوطني الذي عاش في التصفيات الأخيرة توترات كبيرة لم يتم الكشف عنها لكنها لا زالت محل تأويلات عديدة تؤكد غياب الشفافية لدى المسؤولين عن تسييره. لقد وافق المدرب بن شيخة على شرط الفاف القاضي بتأهيل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2012 لكنه ترك الباب مفتوحا لإمكانية قيامه بتغييرات على مستوى الطاقم الفني الذي سيبدأ معه مهمته الجديدة إذ أن الاتحادية عمدت إلى الإحتفاظ بالثنائي زهير جلول وبلحاجي حتى لا يشعر اللاعبون بوجود انقطاع داخل صفوف التشكيلة الوطنية وسيساعد ذلك بن شيخة على اكتشاف نفسية العناصر الوطنية. وقالت مصادر قريبة من الفاف أن تأطير المنتخب الوطني سيتدعم باستقدام مستشار من جنسية ألمانية تنحصر مهمته في تقديم نصائح فنية للمدرب الوطني لكن دون التدخل في صلاحيات هذا الأخير. ولمن لا يعرف بن شيخة، فإن هذا الأخير خريج المعهد العالي لتكنولوجية الرياضة بدالي ابراهيم ولعب في صفوف عدة أندية جزائرية منها مولودية الجزائر التي دربها فيما بعد كما فعل مع شباب بلوزداد واتحاد الحراش. وخاض المدرب الجديد للخضر تجربة ناجحة في البطولة التونسية التي نال لقبها مع النادي الإفريقي وساهم ذلك في صنع سمعته الدولية، حيث أصبح خبيرا في الفيفا والكاف. فهل ستسمح له تجربته القصيرة في التدريب بخوض مغامرة ناجحة مع المنتخب الوطني؟