لا يمكن لمتصفحي الإنترنت الذين يزورون قسم كرة القدم على موقع “ياهو” الشهير أن لا يتعرّفوا على “بيار ميناس“ منشط موقع “بييرو لوفوت” بجسمه البدين، يتميز بحس فكاهي كبير يدفعك إلى إعطاءه مساحة كبيرة من الاهتمام، كما يتميز بصراحته المعهودة، وبات يعرف عنه أنه الشخص الذي يعبّر بصوت عال عن الرأي الذي يخجل الآخرون من قوله، وهو الشيء الذي دفع بقناة “كنال +” الفرنسية لإعطاء الصحفي السابق في مجلة “ليكيب” فرصة العمل معها كمحلل في حصة “كنال فوتبال كلوب”، وما دفعنا لمحاورته هو معرفته الواسعة لخبايا كرة القدم الجزائرية. هل سبق لك أن استقبلت رسائل بريدية وإلكترونية من المشاهدين الجزائريين تتضمن إعجابهم وملاحظاتهم عما تقدمه في برنامج “كنال كلوب فوتبال”، أو عبر موقع “ياهو” الشهير؟ نعم هناك العديد من الجزائريين الذين يراسلونني عبر الموقع الذي أنشطه، وهذا طبيعي خصوصا إذا كانت المعلومات التي أقدمها تخص المنتخب الجزائري، مثلما حدث في نهائيات كأس إفريقيا وكأس العالم حيث كان عدد الرسائل كبيرا، وكثيرا ما أجد عددا من الرسائل على الموقع تعبّر في كثير من الأحيان عن طيبة من يقوم بإرسالها. إذًا لم تكن كلها تحتوي على رسائل جيدة، يمكنك قول ذلك، لا داعي لإخفاء الأمر... لا، أبدا، صدقني الجزائريون الذين يراسلونني من الجزائر كل رسائلهم تعبّر عن طيبة قلوبهم، صحيح مرات قليلة تصلنا بعض الرسائل فيها الكثير من النقد لكنها تصل من المقيمين في فرنسا، أما عن المقيمين في الجزائر فلست بصدد مدحهم لكنهم طيبون للغاية. ألا تعتقد أن برامج “كنال +” التي تبث بطريقة شرعية للجزائريين ساهمت في زيادة متتبعي البطولة الفرنسية، خاصة بمشاركة اللاعبين الجزائريين فيها؟ بالنسبة لي أتذكّر مرحلة شهدت تواجد عدد كبير من اللاعبين الجزائريين الذين ينشطون في البطولة الفرنسية أكثر من الوقت الحالي، وكانت مرحلة قريشي، دحلب، عصاد وآخرين... في الوقت الحالي اللاعب الجزائري يختار اللعب في بطولات أوروبية أخرى مع مغادرة زياني نحو “البوندسليغا” وبوڤرة الذي نجح إلى حد بعيد مع فريقه “رينجرز”، هناك نوعين من اللاعبين الجزائريين الذين تتحدث عنهم، أولا هم اللاعبون الجزائريون الذين يلعبون للمنتخب الجزائري، وثانيا اللاعبون الذين يملكون أصول جزائرية ويلعبون للمنتخب الفرنسي، وكلاهما يمثل أهمية كبيرة للجزائريين. إذن ما هو تفسيرك لظاهرة مغادرة اللاعبين الجزائريين إلى بطولات أوروبية أخرى كما ذكرت كالبطولة الألمانية، الإسبانية والإيطالية رغم أنهم تلقوا تكوينهم في فرنسا؟ الشيء نفسه بالنسبة للاعبين الفرنسيين، هناك الكثير منهم من تلقى تكوينه هنا بفرنسا لكنهم في الأخير فضلوا المغادرة نحو بطولات أخرى، هذه الظاهرة سببها اقتصادي بالدرجة الأولى، لأن اللعب في بطولات أخرى يسمح للاعب بتقاضي أجرا عاليا مما يتقاضاه بفرنسا، وهو نفس الشيء الذي يفعله اللاعبون الفرنسيون ذوو الأصول الجزائرية. ما رأيك في ميول العديد من اللاعبين الجزائريين الذين ولدوا بفرنسا لاختيار اللعب مع المنتخب الجزائري عوض المنتخب الفرنسي؟ هناك من يختار الجزائر لأنه يعتقد أن استدعاءه للعب مع المنتخب الفرنسي مستحيل، أو لا يملكون الصبر لانتظار الدعوة في وقتها وكمثال على ما أقول مراد مغني هذه الظاهرة جديدة، ديديي دروغبا اختار اللعب مع منتخب كوت ديفوار لأنه كان يعتقد أنه من المستحيل أن تتم دعوته للعب مع المنتخب الفرنسي، أضف أنه في الوقت الذي اختار فيه اللعب مع كوت ديفوار لم يكن يعرف شيئا عنها، وهناك أيضا من يختار أحد المنتخبين على أسس رياضية وهناك أيضا من يقوم باختياره على أساس حبهم للبلد الذي يحمل ألوانه، وفي هذه الحالة علينا أن نحترم اختيار القلب. هل تعتقد أن لاعبا مثل رياض بودبوز بإمكانه إضافة بريق للبطولة الفرنسية بموهبته الكبيرة؟ بودبوز يا له من لاعب، موهبته كبيرة وهدفه كان رائعا بقذفته القوية، هذا اللاعب اكتشفته الموسم الماضي بمناسبة تسجيله لهدف جميل جدا من وسط الميدان على فريق موناكو خلال منافسة الكأس، إنه لاعب يملك مؤهلات كبيرة، على كل حال يمكننا أن نجد مثل هذه المواهب في الأحياء الصغيرة، فتيري هنري جاء منها. بطولة كأس العالم مر عليها الآن عدة أشهر، هل يمكنك العودة إلى مردود المنتخب الجزائري؟ علينا الاعتراف أن المنتخب الجزائري وقع في مجموعة صعبة، الشيء الإيجابي أن الفريق تمكن من تطوير طريقة لعبه، لكن ما كان ينقصه وجود لاعبين ذوي مستوى عال من الناحية الهجومية، مؤسف أن صايفي لم يكن أصغر بسنتين أو ثلاث. في سياق حديثنا عن صايفي وأنت من بين أكثر المعجبين به، ألم تتأسف على تأخره في إظهار كامل إمكاناته خلال الموسم ما قبل الماضي؟ نعم بالفعل، ليس من السهل أن نسيّر مشوارا كرويا بالسهولة التي نعتقد، هناك اختيار الأندية التي تؤثر بشكل أو بآخر على مشوار اللاعب، شخصيا أنا من بين الأشخاص الذين يقولون أن تطور اللاعب في نادي لوريون راجع إلى كون المدرب كريستيان ڤوركوف أحسن مدرب في فرنسا، وهو ما دفع برفيق الى تطوير مستواه، وهي الإمكانية التي لم يجدها في باقي الفرق التي لعب معها، كما أن إقحامه كمهاجم في لوريون ساعده على ذلك عكس ما كان عليه عندما كان يلعب كصانع ألعاب. هل لديك ذكرى مع لاعب جزائري أو في أحد اللقاءات التي كان يلعب فيها أحد الجزائريين؟ الإجابة سهلة بالنسبة لي: صالح عصاد ذكرياتي معه لن تنسى في أول تجربة لي كصحفي في مجلة “ليكيب”، كان ذلك في ميلوز أين كان يقيم عصاد، جاء خصيصا من أجلي إلى محطة القطارات وقد اضطررت إلى المبيت في بيته بسبب غياب غرف شاغرة في كل الفنادق الموجودة في المدينة بسبب برمجة اجتماع للإتحاد العام للعمال. في أي سنة حدث ذلك؟ كان ذلك بعد نهاية كأس العالم في إسبانيا، أتذكّر أنه كان يملك مصحفا للقرآن في سيارته المرسيدس، قمت بمحاورته رفقة زوجته في البيت، واعترف أنه لم يكن يعرف زوجته من قبل بسبب التقاليد التي كانت سائدة، وأول لقاء كان بينهما هو يوم زواجه بها، ومن بعد علمت أنه دخل السجن بسبب انخراطه في حزب جبهة الإنقاذ الإسلامية، وأتذكّر أنه كان لنا حديث مطول حول الإسلام ورمضان، في ذلك الوقت لم يكن أحد يعرف شيئا على الإسلام أو رمضان في فرنسا عكس الوقت الحالي، اليوم مع أحد أفضل أصدقائي الممثل جمال بن صالح الذي يعتبر شخصا مؤمنا كثيرا بديانته، كثيرا ما تكون لدينا حوارات في هذا الموضوع وآخر مرة كانت في ليلة الشك التي سبقت إعلان بداية شهر رمضان، إذن كما قلت لك أول تجربة لي في ميدان الصحافة كانت بتنقلي لمحاورة صالح عصاد، كما أن الليلة التي قضيتها في بيته مع الحديث الذي دار بيننا تجعلني أقول أنها أجمل ذكرى في حياتي ولن أنساها أبدا. هل تبادلتما وجهات النظر فيما يخص الديانة؟ أنا لست من بين الأشخاص الذين يطبقون تعاليم ديانتي، عكسه هو الذي كان كثير العبادة. كان كثير العبادة لكنه منفتح... نعم صحيح كان منفتحا للغاية. ما هي الذكرى التي تحتفظ بها عن عصاد اللاعب؟ كان يملك مراوغة خاصة به... نسيت اسمها... تقصد “الغراف”...؟ نعم بالفعل، هذا هو “الغراف”، تذكرته الآن لأنه كان أحد العناوين الفرعية في المقال الذي كتبته، كان لاعبا استثنائيا وأتذكر الموسم الذي لعب فيه في نادي “باريس سان جيرمان” حين تم استبداله باللاعب “كاس كيست” لكنه لم يحالفه الحظ في ذلك الانتقال بسبب الإصابات المتكررة التي لحقت به على مستوى الركبة، هناك أيضا اللاعب دحلب، كما لا أنسى نادي “النجم الأحمر” الذي كان يضم في صفوفه ما لا يقل عن ستة لاعبين جزائريين بوجود الأخوان بلقبلة، وبالمناسبة حضرت مؤخرا تصوير أحد الأفلام حيث قابلت أخواته اللائي كان لهم دور معيّن فيه.