تعد الجالية الجزائرية، أكبر الجاليات في فرنسا من حيث العدد مقارنة بالجاليات الأخرى، وتعد مدينة ليون إحدى القبلات الرئيسية التي تعج بعدد كبير من الجزائريينبفرنسا إلى جانب كل من باريس ومارسيليا، يلفت انتباه كل من يخترق الأحياء والمدن المحيطة بها إلى الملامح المغاربية الكثيفة الحاضرة بهذه المناطق خاصة الشبابية منها، * الدور الثاني.. حاج عيسى وزياية * عند وصولك إلى وسط المدينة أو بالتحديد "بلاص دو بون" Place du pont مابين محطتي القطار الرئيسيتين بارديو part-Dieu وبيراش perrache ستجد نفسك وكأنك وسط أحد الأحياء الشعبية بالعاصمة أو سطيف حيث يباع الخبز المطلوع والمحاجب واللبن ومشروبات حمود بوعلام وإيفري، يزور هذا المكان الجزائريون من كل الأحياء والمدن المحيطة بليون وذلك للحديث فيما بينهم عن هموم الغربة وأخبار الوطن، وهذه الأيام عن الكرة والمونديال. أكد لنا بعض أصحاب المقاهي ومحلات الأكل الخفيف بساحة الجسر، أن السطيفيين وأبناء الوادي هم الأكثر زيارة إلى المكان، نظرا لكثرة هؤلاء بليون، ومازاد على توافد أبناء هاتين المدينتين على المكان تتويج الوفاق بكأس الجمهورية وارتقاء مستوى اللاعب خالد لموشية ذي الأصل السوفي وابن حي "لي فرن" Les vernes بمدينة جيفور Givors جنوب ليون. * * سعدان.. أخطأ في حاج عيسى * وتشهد مدينة ليون وبقية المدن الفرنسية أسابيع قبل انطلاق منافسات كأس العالم ديكورا مميزا، يتمثل في تهاتف أبناء الجالية الجزائرية على اقتناء وارتداء اللباس الرياضي للمنتخب الوطني، وهو ما يعبر مدى تعلق هؤلاء الشباب بالمنتخب الوطني واعتزازهم بانتمائهم للجزائر بالرغم من بطاقات هوياتهم وثقافاتهم الفرنسية، كما يعد في حد ذاته تحديا وشجاعة وسط مجتمع متعدد الأعراق. * فالشاب "فراد. ب" FRED من أب جزائري وأم فرنسية من مدين برون BRON مسقط رأس المهاجم كريم بن زيمة بالضاحية الشرقية لليون ينتظر على أحر من الجمر موعد انطلاق منافسات المونديال حتى يتابع مباريات المنتخب الوطني، اقتنى مؤخرا لباسا رياضيا للمنتخب خصيصا للمناسبة، ودعا الطاقم الفني وعناصر الفريق للتحضير بجدية وبذل المزيد من المجهودات حتى يحققوا نتائج إيجابية ومفاجئة بقية أندية المجموعة بالتأهل إلى الدور ثمن النهائي بالرغم من أن المهمة ليست بالسهلة عكس ما يعتقد أغلبية أنصار الفريق حسبه، حيث أوضح أن ثعالب الصحراء لم يشاركوا منذ مدة طويلة في نهائيات المونديال، مما سيؤثر سلبا على الجانب النفسي عكس بقية منتخبات المجموعة التي ستدخل اللقاءات بمعنويات جد مرتفعة، فالتركيز على الجانبين المعنوي والتكتيكي يمكن - حسب قوله - في قوة تلك المنتخبات على هزم أشبال المدرب سعدان، أما "نبيل. ب" من مدينة فول فلان VAOLX EN VELIN غير البعيدة عن برون والذي يتقن اللغة العربية بعد تعلم أبجدياتها بمدينة سطيف يحضر أمتعته للسفر إلى جنوب افريقيا من أجل مشاهدة مباريات الفريق بعد حضوره مباراة الخرطوم، وعلى الرغم من إلحاحه بعدم التدخل في صلاحيات المدرب سعدان، غير أنه يفضل إقحم المهاجمين حاج عيسى وزياية ولموشية في التشكيلة الأساسية، قائلا إن حاج عيسى الوحيد الذي يمكنه الوصول إلى شباك المنافس نظرا للسرعة التي يتميز بها والحيلة في اختراق خطوط الدفاع، قائلا إن حاج عيسى يتميز بالسرعة عكس بقية زملائه، وعن اللاعب لموشية فهو قطعة رئيسية في التشكيلة حسبه، ولا يمكن للمدرب الاستغناء عنه، فقد أثبت جدارته في القائمة الأساسية بعد ارتقاء مستواه طيلة الموسم المنصرم بمشاركته في العديد من المباريات الصعبة والحاسمة، في وقت كن هناك العديد من العناصر يلازمون دكات الملاعب الأوروبية، وعن حظوظ المنتخب الوطني في اجتياز الدور الأول، قال نبيل: "لا يخفى على أحد أننا نتواجد في مجموعة نارية، والفريق الأكثر استعدادا بدنيا، معنويا وتكتيكيا هو الذي يجتاز الدور القادم. * * الحديث عن المتخب الجزائري أكثر من الديكة * وعلى غرار مدينة ليون وضواحيها تشهد عاصمة الجن والملائكة باريس نفس التحضيرات قبل متابعة مباريات المونديال، فأنصار المنتخب الوطني بباريس غير متعودين على النوم مبكرا بالرغم من عملهم اليومي المرهق، إلا أنهم ينتظرون بشغف مونديال جنوب افريقيا. ويوصف الجزائري الباريسي بالعناد وقول كلمته وعدم السكوت، خاصة إذا تعلق الأمر بالوطن الأم الجزائر، وسبق للجزائريين تغيير ديكور وحياة باريس اليومية شهر نوفمبر المنصرم عقب تأهل الفريق للمونديال بصوت ONE, TWO, TREE, VIVA L'ALGERIE، المنبعث من كل مقهى، دكان، في الشارع عبر المسجلات والشاشات وراديو السيارات ومحلات الجالية الجزائرية مكسوة بالراية الوطنية، كما تجري هذه الأيام الاستعدادات والتحضيرات لاستقبال انطلاق منافسات المونديال على قدم وساق من طرف أصحاب المقاهي ومحلات الجزائريين بتزيين محلاتهم بالرايات الوطنية، وصور المنتخب الوطني لجلب أكثر عددا ممكن من الأنصار إلى مقاهيهم أثناء لقاءات المنتخب الوطني. * وأكد "عادل. د"، أن شهرجوان سيكون ملفتا للإنتباه هذه الصائفة بعد تغيير أبناء الجالية الجزائرية اهتماماتهم اليومية نحو المنتخب الوطني ويحلم بلقاء فرنسا - الجزائر خلال هذا المونديال، سيكون حسبه يوما نهائيا للعالم قائلا: "لعبنا أدوارا تأهيلية، ورأيتم ما فعلنا بمصر، وإذا تقابلنا مع فرنسا، أكيد سيكون الجو أروع" غير أن صديقه "جمال. ب" حاول إعادته إلى المنطق والعقل قائلا بأنه شخصيا سيناصر الفريقين الجزائري والفرنسي مقتنعا أن جذوره هناك ومستقبله هنا بفرنسا واصفا نفسه بالطير وبجناحيه الفرنسي والجزائري لايمكنه الطير - حسبه - بجناح واحد. * * بارباس.. مع الخضر.. ولاباس * وأنت تلج حي برباس BARBىS بالدائرة الثامنة عشر في باريس لاتصور لك نفسك أنك في باريس بعد تغيير ملامح الحي من طرف الجالية الجزائرية وأنصار المنتخب الوطني التي تلتقط أخبار استعداد أشبال المدرب سعدان عبر عدة قنوات ووسائل خاصة غير إعلامية تسبق ما يكتبه وينطقه الإعلاميون، ويعرف حي برباس كل صغيرة وكبيرة وما يجري بتربص سويسرا لحظة بلحظة، وكأنه بعث مراسلين هناك بسويسرا يمدونه بأخبار مجريات التربص. وفي دردشة رفقة "لطفي. ف" عاصمي الأصل (من حسين داي) حول مستوى مجموعة المنتخب الوطني، قال إن مستوى مجموعة فريقنا متقارب ومتساو، متفائلا بإحداث زملاء شاوشي المفاجأة مصرحا: ON VA PASSER، عكس زميله "محمد. خ" الذي أشاد بقوة الإنجليز حاليا، فانجلترا حسب رأيه المنتخب الوحيد الذي يشكل صعوبة للمنتخب الجزائري، مضيفا بإمكان الجزائر عالفوز على الولاياتالمتحدة قائلا: "أمريكا، كرة القدم ليست رياضتها، علمنا ذلك من خلال سياحهم الذين يزورون باريس، فهم لا يعرفون من هو زيدان أو أين تقع الجزائر في خارطة العالم، أنا متأكد أن الجزائر ستتأهل إلى الدور الثاني".