فتحت أمس محكمة بئر مراد رايس فرع الجنح قضية جديدة خاصة بشبكة النصب والاحتيال التي يديرها المدعو صادق مولاي صاحب السوق الشهير لبيع وشراء السيارات "الوعد الصادق" الكائن مقره بمنطقة سور الغزلان بولاية البويرة، وتتعلق أساسا بشبكة ناشطة ما بين ولايتي البويرة والعاصمة مهمتها إيهام الزبائن ببيع مركباتهم مقابل مبلغ مالي لا يتم تسديد سوى الشطر الأول منه، على أن يتم تسديد المبالغ المتبقية فور بيع المركبة، ليتم بعدها إخفاؤها عن الأنظار. وتعد هذه المحاكمة الثانية من نوعها في ظرف أسبوعين، مباشرة عقب الإطاحة بهذه الشبكة المتخصصة في النصب والاحتيال على مالكي السيارات والتي تنشط في الخط الرابط ما بين العاصمة والبويرة، وتقوم بشراء السيارات عن طريق وكالة ليتم وضعها في سوق "الوعد الصادق" للسيارات، ومن ثم بيعها مرة أخرى، باستخدام النصب والاحتيال على الزبائن. وتابعت النيابة العامة أمس متهما ينشط في هذا السوق الشهير، قام بشراء سيارة تحمل علامة "فولسفاغن بولو" من عند الضحية مقابل مبلغ مالي قدره 150 مليون سنتيم، لم يقم بدفع سوى 40 مليون سنتيم، على أن يقوم بتسديد المبلغ المتبقي فور بيع السيارة في سوق الوعد الصادق، وهي نفس الطريقة المتبعة من طرف غالبية الوسطاء الذين تمت الإطاحة بهم في إطار هذه الشبكة. وأمام تماطل المتهم في تسديد المبلغ المالي، اتفق مع الضحية على تسوية هذه الوضعية من خلال إبرام عقد تنازل على سيارة من نوع "ايبيزا" متواجدة في السوق، مقابل تسديد المبلغ المتبقي من عقد بيع سيارة "بولو"، كما اتفق الطرفان على تحديد موعد لاستلام السيارة في سور الغزلان، ليتفاجأ الضحية أن الاتفاق كان محل تلاعب، وأن السيارة تم بيعها لشخص آخر. وطالب الطرف المدني بتعويض مالي عن الأضرار قدره 20 مليون سنتيم، مع استرجاع مبلغ 150 مليون سنتيم قيمة السيارة، فيما التمس ممثل الحق العام تسليط عقوبة سنة سجنا نافذا مع 50 ألف دينار غرامة مالية كتعويض للضحية، ليتم النطق بالقرار النهائي في جلسة علنية مقررة بتاريخ 29 مارس المقبل. يذكر أن محكمة بئر مراد رايس قد عالجت قبل أسبوعين قضية من نفس النوع متعلقة بوسيط آخر يدعى "س، بودراجي" قام بالشراكة مع ابنه وعدد من السماسرة بخداع مجموعة من مالكي السيارات، موهما إياهم ببيع مركباتهم لأشخاص آخرين في السوق المسمى "الوعد الصادق"، ليتم بعدها بالنصب عليهم وإخفاء المركبات عن الأنظار. واستغل هذا الوسيط صلة القرابة التي تربطه بإحدى السيدات لإبرام اتفاق مسبق يقضي ببيع سيارتها من نوع "فولسفاغن تيغوان" تحصلت عليها برخصة المجاهدين، والتي تصل قيمتها المالية إلى 460 مليون سنتيم إلى شخص آخر، سلمته المفاتيح والوثائق المتعلقة بالسيارة قصد استكمال عملية البيع في مدينة سور الغزلان أين يتواجد هذا السوق الشهير لتتوتر بعدها العلاقة بينهما بسبب تماطل الوسيط في الرد على مكالمتها الهاتفية، من دون أن يقدم لها أي مبالغ مالية متعلقة بقيمة عقود البيع، أو إرجاع السيارة محل النزاع، مما دفعها إلى إيداع شكوى ضده لاسترجاع حقوقها.