غلبني النعاس بعد أن تابعت حوارا ساخنا بين شخصيتين بارزتين في عالم السياسة، إحداها موالية للسلطة والأخرى معارضة، وفي المنام جاءني إبليس ودخل علي الغرفة ضاحكا مقهقها حتى خفت أن يوقظ الجيران من قوة صوته، سألته ما يضحكك يا إبليس؟، قال أنا مصدوم منكم معشر الجزائريين !، قلت له لما؟؟، قال تتخاصمون وتعادون بعضكم البعض وأنتم في سلة واحدة الموالون والمعارضون. لا أدري لماذا قلت له وضح أكثر!، لم أفهم !، فقال الذين هم في السلطة اليوم من وزراء ونواب وإطارات سامية كانوا بالأمس في المعارضة الراديكالية، وفي نفس الوقت الذين هم في المعارضة اليوم وزراء ونواب وحتى رؤساء وزراء أصبحوا من أشد المعارضين، هذا بعد أن تقاعدوا طبعا وصار لهم فراغ في حياتهم اليومية. قلت له يا إبليس لا تقحمني في هذا، فأنا لست لا مع هؤلاء ولا مع أولئك، لكن سأحاول أن أجيبك، قاطعني قائلا لا لا تجبني لقد سئمت منكم وأعيب عليكم عدة أشياء، أمدكم بأفكار شيطانية تستعملونها في الاحتيال والاختلاس والنهب ولما تغتنون وتجنون الملايير تشيدون القصور وتكتبون عند المداخل هذا من فضل ربي ولا يوجد ولا واحد منكم رمز لي ولو بحرف، لهذا قررت أن أقاطع الجزائر وشعبها. وبينما هو يشرح لي حتى رن هاتفه الخلوي اتضح أن زوجته طلبته في استعجال غادر بعدها دون أن يسلم وهو يتمتم الله ينعل بليس الله ينعل بليس.