رد الشيعي حسن عبد الله: لقد رتب الجزائري على فهمه السقيم للرواية المذكورة هذه اللوازم، وبما أوضحناه فيما سبق يعلم بُطلان هذه اللوازم وإنما نقلنا تعليقه على الرواية كاملاً، ليعرف القارئ الكريم كيف أن هذا الرجل فسّر الرواية حسب هواه وبنى عليه مجموعة من اللوازم بهدف النيل من شيعة أهل البيت والذي يحق له أن يقول : سبحانك هذا بهتان عظيم هم الشيعة وليس الجزائري، فهو الذي افترى عليهم وألصق بهم ما هم منه براء . إننا نحن الشيعة نؤمن بأن القرآن الكريم الموجود في أيدي المسلمين هو نفسه القرآن المنزل من عند الله جلّ وعلا لم ينقص منه شيء ولم يزد فيه شيء ولم تطاله يد التحريف والتغيير والتبديل، وهذه نماذج من أقوال علماء المذهب ومحققيهم …. الرد على هذا الشيعي من وجوه : أولا : ذكر هذا الشيعي لآراء (الصدوق والمفيد والمرتضى والطوسي وعلي الطبرسي وبهاء الدين العاملي ومحسن الأمين العاملي، والخميني، والخوئي، وآل كاشف الغطاء، ومحمد هادي الميلاني، وابن المطهر الحلي، وشرف الدين العاملي، وجعفر آل كاشف الغطاء، ومحمد الشيرازي، والطباطبائي، ومحمد رضا المظفر، وعلي الشهرستاني) على فرض صحة ما نسب لهؤلاء من أنهم ينفون التحريف، لكن هذا لا يمنع أن علماء شيعة آخرين قالوا بالتحريف والعياذ بالله، وهذا مدون في كتبهم، إليك بعض أمثلة عن أقوال علماء الاثني عشرية القائلين بالتحريف : 329 ه القمي يقول : فالقرآن منه ناسخ ومنه منسوخ ومنه محكم ومنه متشابه ومنه عام ومنه خاص ومنه تقديم ومنه تأخير ومنه منقطع ومنه معطوف ومنه حرف مكان ومنه على خلاف ما انزل الله ومنه ما لفظه عام ومعناه خاص ومنه ما لفظه خاص ومعناه عام [تفسير القمي (329 ه) الجزء1 صفحة 5 مقدمة الكتاب، مع العلم أن كتاب تفسير القمي مختلف في صحة نسبته لعلي بن إبراهيم القمي] 1091 ه الكاشاني يقول : المستفاد من مجمع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت (ع) إن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد (صلى الله عليه وسلم) منه ما هو خلاف ما أنزل الله ومنه ما هو مغير ومحرف، وإنه قد حذف عنه أشياء كثيرة منها اسم علي (ع) في كثير من المواضع ومنها غير ذلك، وأنه ليس أيضا على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله (صلى الله عليه وسلم) [التفسير الصافي للفيض الكاشاني (1091 ه) الجزء1 صفحة49] 1111 ه المجلسي يقول : ولا يخفى أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن و تغييره وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأسا، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامة، فكيف يثبتونها بالخبر [مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول للمجلسي (1111 ه) الجزء12 صفحة525] 1320 ه حسين نوري الطبرسي يقول : هذا كتاب لطيف، وسفر شريف، عملته في إثبات تحريف القرآن، وفضائح أهل الجور والعدوان، وسميته: (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب)، فإني وجدت في القرآن نصوصا شديدة البلاغة تقابلها نصوص شديدة السخافة [فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب للنوري الطبرسي (1320 ه) صفحة2] 1348 ه عدنان البحراني يقول : والحاصل فالأخبار من طريق أهل البيت (ع) أيضا كثيرة إن لم تكن متواترة على أن القرآن الذي بأيدينا ليس هو القرآن بتمامه كما أنزل على محمد (ص)، بل هو خلاف ما أنزل الله ومنه ما هو محرف ومغير وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها اسم علي (ع) في كثير من المواضع و منها لفظة آل محمد ومنها أسماء المنافقين ومنها غير ذلك، وأنه ليس على الترتيب المرضي عند الله وعند رسول الله (ص) كما في تفسير علي بن إبراهيم. [مشارق الشموس الدرية للبحراني (1348 ه) صفحة 127 ط. المكتبة العدنانية] ثانيا : يمكن لأحدهم أن يعترض بحجة أن الأقوال السابقة هي كلام عام لا يفهم منه التحريف نقول، عندها فأقوال صريحة واضحة لعلماء الشيعة الاثني عشرية في كتبهم وليست روايات حتى يقال إنها لا تصح، ولا هي أقوال غير مفهومة حتى يقال إن المؤلف لم يقصد ذلك. يتبع…..