يشهد حزب علي بن فليس حراكا غير طبيعي استعدادا للمؤتمر التأسيسي، ولأن النقاش يبدو ساخنا حول الأسماء المحيطة برئيس الحكومة السابق، فقد ارتأينا أن نجري معه هذا الحوار. *إلى أين وصلت الأمور فيما يخص حزبكم طلائع الحريات؟ الأمور جارية بسلاسة وانتظام إلى حد الساعة لقد أتممنا عملية تنصيب المكاتب المؤقتة على مستوى47 ولاية من الوطن زائد المكاتب المؤقتة ل 13 مقاطعة على مستوى العاصمة وانتهينا كذلك من عملية تنصيب المنسقين المحليين على مستوى الدوائر ال 537، ونحن بصدد إنهاء تنصيب المكاتب البلدية المؤقتة للحزب، وهي العملية التي توصلنا من خلالها إلى تغطية 1240 بلدية حتى الآن، أما على الصعيد التنظيمي فإن الهيئة الوطنية لتحضير المؤتمر التأسيسي للحزب قد تم تنصيبها يوم 14 مارس الماضي، وهي حاليا في طريقها إلى إنهاء ما أنيط بها من مهام وستعقد هذه الهيئة جلساتها الختامية يوم 2 ماي القادم للموافقة على المشاريع التمهيدية للبرنامج والقانون الأساسي والنظام الداخلي والبيانات واللوائح التي ستعرض على المؤتمر التأسيسي. وعلى صعيد آخر، فلقد تم تحديد أماكن وتواريخ انعقاد المؤتمرات الجهوية الخمسة في النصف الثاني من شهر ماي القادم وكذا تاريخ لقاء المؤتمر التأسيسي في النصف الأول من شهر جوان المقبل، فلقد تمكنا بالرغم من كل الضغوطات التي مارسها علينا عامل الوقت وضيقه من ضمان انتشار هياكل الحزب على كل المستويات المحلية وكذا التحضير الحسن والجيد للمؤتمر التأسيسي. *هل ننتظر مفاجآت في المؤتمر ؟ للتوضيح فإن المؤتمر الذي نحن بصدد التحضير لانعقاده هو مؤتمر تأسيسي والمؤتمرات التأسيسية للتشكيلات السياسية تخضع لضوابط صارمة وضعها قانون الأحزاب وبالتالي فإن المؤتمرات التأسيسية تتشابه في سعيها إلى تكييف قرارتها مع المقتضيات القانونية كي تنال اعتمادها. أما الفرق بين هذه المؤتمرات التأسيسية، فهو يكمن في مضمون البرامج السياسية التي تتبناها وفي الممارسات والسلوكات النظامية التي تختارها. فمن زاوية البرامج، فإن طلائع الحريات يحمل مشروع مجتمع كامل ومتكامل يعرضه على مناضليه ومن خلالهم على الشعب الجزائري بأكمله، فهذا المشروع ينطوي على رؤية وطريقة للخروج من الأزمة السياسية الراهنة ولوضع البلد على درب التجديد الديمقراطي ويتضمن المشروع كذلك تصور وخطوات من شأنها أن تزود البلد بنموذج اقتصادي قادر على تحرير الاقتصاد الوطني من تبعياته المختلفة ومن طابعه الريعي الصرف، ويحتوي ذات المشروع على اقتراح أطر وإجراءات وخيارات للخروج من الانسداد الاجتماعي الذي تعاني منه البلاد راهنا. وفيما يتعلق بالممارسات والسلوكات السياسية، فإن الحزب وهو المطالب بدمقرطة نظامنا السياسي لا يمكن له بتاتا أن يتجاهل المبادىء الديمقراطية أوأن يتخلى عنها في صفوفه، ما أريد قوله من هذا المنظور هو أن حزبنا سيجعل من الانتخاب الشفاف والنزيه مصدرا لتقلد المسؤوليات والوصول إلى المراكز القيادية، وما أريد قوله أيضا من ذات المنظور هو أنني سأحرص شخصيا على فتح الأبواب واسعة أمام الشباب والنساء وكل من يشكك في هذه النية الصادقة أطلب القليل من الصبر ليتأكد بعد عقد المؤتمر التأسيسي أنني لم أخلف وعدي. *-يقال إنه يوجد صراع خفي تدور رحاه بين شباب حزب الطلائع وفئة من المسنين المتقاعدين الذين يأكلون من كل صحن ؟ سؤال كهذا يوحي أن داخل حزب الطلائع يوجد صراع أجيال والحقيقة هي أن حزبنا يصبو إلى أن يكون إطارا للاتصال والتواصل بين الأجيال، أعرف أن تاريخ كل المجتمعات البشرية له قاعدتين أساسيتين، القاعدة الأولى هي أن كل جيل يطمح إلى توفير ظروف أفضل من الظروف التي حظي بها إلى الجيل الذي يأتي بعده، والقاعدة الثانية هي أن كل جيل يحضر ويسلح الجيل الناشىء بمستلزمات استخلافه، هكذا تبنى الأمم القوية المتماسكة والمتلاحمة، الأمم القوية لا تبنى على أساس صراع الاجيال و انما على اساس تواصلها تعاقب الاجيال سنة الحياة هذه نظرتي للعلاقات ما بين الأجيال وهي نفس النظرة التي أبقى متمسكا بها في تصوري لموقف حزبنا من الشباب ومن النساء، هذه القناعة راسخة لدي وليست وليدة الظرف، فلقد تغذى منها كل مساري المهني والسياسي. * لكن صراحة الكثير من المناضلين ساخط على قوائم الأعضاء المؤسسين وقوائم المنسقين الولائيين وكذا قائمة إطارات التحضير للمؤتمر، هل لديكم تعليق؟ ما أعرفه هو أن قائمة الأعضاء المؤسسين لم تغلق أبدا في وجه أي كان، وتتضمن بالفعل هذه القائمة عددا معتبرا من الشباب ومن النساء وأقول بكل صدق عددا معتبرا وليس مرضيا لأنني أطمح إلى أن تكون هذه الأعداد أكبر وأوسع. قانون الأحزاب كان يلزمنا بإيداع ملف تأسيس الحزب باسم 290 عضو مؤسس لا لسبب سوى لأننا أردنا فتح المجال واسعا أمام كل من اختار أن يساهم في إنشاء الحزب ولا سيما الشباب والنساء إتاحة الفرصة لهم للقيام بذلك، أما عن المنسقين الولائيين فلقد تم تعيينهم في الظروف الخاصة بتأسيس الحزب وهذه التعيينات مؤقتة إلى حين اعتماد الحزب، وفور الاعتماد سيعاد النظر في خارطة تمثيل الحزب محليا وستنظم انتخابات شفافة ونزيهة على كل المستويات المحلية من منسقين ولائيين ومنسقين محليين على مستوى الدوائر والبلديات فما على الشباب الساخطون والمتحمسون سوى الانضمام إلى صفوف الحزب وتقديم ترشحاتهم إلى المناصب القيادية في الحزب محلية كانت أو وطنية، وأعلمكم أن عملية انتخاب المندوبين إلى المؤتمر التأسيسي، وأشدد على كلمة انتخاب ستجري من 4 إلى 9 من ماي القادم على المستويات المحلية، وبهذه المناسبة أناشد الشباب والنساء أن يقدموا على الترشح لهذه الانتخابات * لكن قائمة الإطارات التي أسندت لها مهمة تحضير المؤتمر عليها تحفظات من لدن المناضلين، مارأيك ؟ -لست ميالا للمراوغة ولا اللف والدوران. تحضير المؤتمر ليس بالأمر الهين، فهذا الأمر يتطلب المعرفة والخبرة والممارسة الطويلة، كما يتطلب مبادىء وقناعات وأخلاقيات وقائمة الرفقاء والأشقاء الذين لهم مهمة تحضير المؤتمر التأسيسي هي مهمة صعبة للغاية وشاقة تتوفر فيهم كل الشروط التي ذكرتها و لنفرض أنني لست شخصيا متأكد من ذلك، فإن هناك تحفظات على هذه القائمة فإن الشخصيات التي تضمها يضطلعون بمهمة مؤقتة ستنتهي مع انتهاء المؤتمر التأسيسي وأضيف أنني أترأس شخصيا الهيئة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي و صفتي هذه فأنا أول شاهد على حسن أدائها ونجاعة كل أشغالها. رخص لنا بعقد المؤتمر التأسيسي في 21 فبراير الماضي وستعقد المؤتمرات الجهوية الخمس والمؤتمر التأسيسي قبل نهاية النصف الأول من شهر جوان، أي في مدة زمنية لا تتعدى الثلاثة أشهر إلا بضعة أيام، وهذا في حد ذاته أبلغ شهادة على ما أنجزته هذه الهيئة كما وكيفا. *حزب الأفلان منافسا لكم كما هو معروف الآن، لكن وجود أعضاء من اللجنة المركزية للحزب تدعمكم و تعتبر من المقربين لشخصكم قضية تدعو للغرابة، وهنا أذكر على سبيل المثال وجود السيد عبد القادر زيدوك، ما ردّكم؟ – لا أتنكر لأصدقائي ولا للوفاءات، هذه شخصيتي وهذه هي سماتي لما ترشحت للانتخابات الرئاسية في 2004 -2014 . كان من الداعمين لترشحي الكثير في الأفلان وفي أحزاب أخرى، فلقد وقع استمارات ترشحي في الاستحقاق الرئاسي الأخير2100 منتخب من عدة أحزاب سياسية أين المشكل ؟ أما إذا كان سؤالك يلمح إلى انضمام شخصيات من أحزاب أخرى إلى صفوف طلائع الحريات فالرد بسيط القانون لا يسمح بازدواجية الانتماء الحزبي وأضيف أن القانون الأساسي للحزب يحدد شروط الانخراط، فخلاصة القول في هذا الموضوع إن هذا الأمر محسوم من زاويتين زاوية قانون الأحزاب و زاوية القانون الأساسي للحزب ولا يمكن للصداقات أو الوفاءات أن تخل بضوابطها الواضحة والصريحة السيد عبد القادر زيدوك بما أنك تشير إليه، شخصيا أخ عزيز وسند وفي يربطني به مشوارا سياسيا طويلا وتجمعنا نضالات سياسية عدة، سي عبد القادر زيدوك، سياسي مخضرم ويشهد على ذلك مساره السياسي والذين يعرفونه كما أعرفه يشهدون على أنه رجل مبادىء وقناعات عولت عليه في حملتي الانتخابية الأخيرة و لم يخيب ظني أبدا. * لكن كان مكلفا بمكتب التجنيد والتعبئة وفي نفس الوقت عضو لجنة مركزية دعمت المترشح عبد العزيز بوتفليقة مرشح الأفلان، ما راأك؟ نعم كان أخي زيدوك منسقا وطنيا للجان المساندة في حملتي الانتخابية هذا ليس سرا ولم يرده أن يبقى سرا فله من الشجاعة السياسية ومن الثبات الأخلاقي ما يملي عليه تحمل مسؤولية خياراته والتزاماته وهو ما فعل ماضيا ويفعل حاضرا. * بالرجوع إلى الرئاسيات السابقة أغلب مؤطري الحملة هم إطارات الحزب ، هل هذا صحيح ؟ الجواب لا، هذا غير صحيح لم يمثلوا أغلبية المؤطرين كان لهم تواجد قوي وفعال و ناجح لكنهم لم يمثلوا الأغلبية، الاغلبية كانت تتكون من رجال ونساء وشباب جاؤوا من مختلف أطياف المجتمع السياسي. * لمسنا نفور محبيك لما أبقيت على نفس الإطارات، ما تعليقك؟ الجواب لا ادري أين وكيف، لمست النفور لمن ساندوني وآزروني بمناسبة الاستحقاق الرئاسي الأخير، المعطيات المتوفرة لدي تثبت العكس هؤلاء المساندين لم ينسحبوا بل أكثر من ذلك هم من طلب مني إنشاء الحزب، لمواصلة نضالهم والدفاع عن خياراتهم قناعتهم السياسية، وما عاينته ما أعاينه يوميا هو أنهم التحقوا ولا زالوا يلتحقون بحزبنا قيد التأسيس. فكيف كان لنا لولاهم أن نضمن تواجد حزبنا على كامل المستويات المحلية في ظرف زمني لا يتعدى الثلاث أشهر إلا بأيام ؟ تأطير حزبنا على هذه المستويات لم يأت من العدم، لقد جاء بواسطة المساندين لمشروع سياسي يؤمنون به ويسعون من أجل نشره، أضرب لكم موعدا يوم انعقاد المؤتمر التأسيسي للحزب، فسترون عندئذ بأم عينكم عوض النفور الوفاء والصمود. *سيدي صراحة هل ستعيد الكرة في حالة تنظيم انتخابات رئاسية؟ *المشاركة في أي استحقاق رئاسي ليست غاية في حد ذاتها، أنا لا أنتمي إطلاقا لصنف السياسيين الذين يعيشون السلطة من أجل ممارسة السلطة. ممارسة السلطة بالنسبة لي هي وسيلة- وسيلة وليس أكثر في خدمة مشروع سياسي. هل الظروف مواتية لنجاح المشروع السياسي الذي أحمله ؟ هل ترشحي سينفع البلد؟ هل كل الشروط متوفرة لإجراء انتخابات شفافة ونزيهة؟ هل ينتظر مني الجزائريون والجزائريات الترشح و يرون فيه جدوى ويعلقون عليه الآمال؟ هذه جملة من الأسئلة التي تستوجب علي الرد عليها قبل اتخاذ قراري. *حتى ولو كان مرشح لها الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة ؟ *هوية المشاركين الآخرين لا تعنيني ولا تهمني بقدر ما يعنيني ويهمني الجواب على الأسئلة الجوهرية التي أذكرتها منذ قليل . *أين هي الأحزاب التي ساندتكم في الرئاسيات الفارطة؟ -أغلبية هذه الأحزاب انضوت تحت راية "قطب قوي التغيير" والبقية فضلت مواصلة مشوارها السياسي بمفردها، إنني أتفهم و أحترم قرارها، وفي كل الأحوال فإنني شاكر وممنون لكل الأحزاب التي وقفت إلى جانبي في الاستحقاق الرئاسي الأخير، فلقد وجدت فيها سندا قويا وحلفاء تحذوهم إرادة قوية في تغيير سيرورة الأمور في بلادنا، لا يمكنني أبدا أن أنسى أو أن أقلل من الجهود وحتى التضحيات التي قدموها من أجل إنجاح مشروع سياسي جمعنا حوله العمل من أجل إخراج البلد من الانسداد الشامل الذي ابتلاه والارتقاء به إلى مستويات أعلى في الإصلاح والتجديد. *ماهو السبب الذي جعلها تنسحب من تأييدكم ؟ *تنسحب من تأييدي على ماذا؟ الاستحقاق الرئاسي الأخير الذي جمعنا انتهى يوم 17 أفريل من السنة الماضية. اجتمعت بكل الأحزاب التي ساندتني فيه أسبوع بعد هذا التاريخ، وخلال الاجتماع تبادلنا الآراء وناقشنا بكل صدق ونزاهة وفي جو حميمي الآفاق المستقبلية لعملنا السياسي، فهناك أحزاب اقترحت إنشاء "قطب قوى التغيير" في إطار جامع للأحزاب التي تختار مواصلة العمل النضالي المشترك وهذا ما تم وعينت منسقا لهذا القطب، وهناك أحزاب أخرى، فضلت استرجاع حرية عملها السياسي وقررت عدم الانضمام إلى القطب ومواصلة مشوارها بمفردها . هذا كل ما في الأمر والأمر ذاته طبيعي وعادي في الحياة السايسية *يقول بعض رؤساء الأحزاب التي ساندتكم أن قراركم لتأسيس الحزب هو ما دفعها للإنسحاب من الائتلاف الداعم لكم، هل من تعقيب ؟ -هذا الكلام لا يقال ولم أسمعه على الإطلاق من أي رئيس من رؤساء الأحزاب التي تقصدها، فكيف لقراري بتأسيس حزب سياسي أن يؤثر سلبا على موقف هذه الأحزاب من مواصلة العمل السياسي المشترك، لا أر شخصيا أي صلة منطقية بين هذا وذلك، والدليل أن عشر أحزاب من الأحزاب التي ساندتني في الرئاسيات الأخيرة لا زالت تنشط في إطار القطب، وأضيف أن إنشاء طلائع الحريات سيمثل دعامة وسندا للقطب وللمعارضة جمعاء، سيلتحق حزبنا بالقطب وبهيئة التشاور والتنسيق للمعارضة والكل يرحب بذلك و يستحسنه. *كما يعلم الجميع أن هذه المرحلة تتطلب أموالا طائلة، ما هي مصادر تمويل إنشاء حزبكم ؟ الجواب مصدر الأموال كلها من المناضلين، وأعني ما أقول وأنا صادق فيما أقول، لقد تعهدت بأنني سأحرص شخصيا على إضفاء الشفافية الكاملة على حسابات الحزب، وسبق وأن وجهت تعليمة بهذا الخصوص إلى منسقي المكاتب الولائية ومكاتب مقاطعات العاصمة، وحرصت أيضا على أن يتضمن القانون الأساسي للحزب تدابير دقيقة وصارمة بشأن هذه الجوانب المالية. *لنفرض أن هناك انتخابات رئاسية مسبقة، ماهي التسمية التي تدخل بها غمار المنافسة هل باسم حزبكم أوبماذا؟ الجواب على هذا السؤال سابق لأوانه، فلا الانتخابات الرئاسية المسبقة واردة في هذه الأثناء بالرغم من مطالبة المعارضة بها، وطلائع الحريات مؤسسة ومعتمدة ولا المعارضة فتحت تشاور فيما بينها حول الموضوع، وبالتالي لكل مقام مقال. *قناة الأطلس أحد الأسباب التي أدت إلى غلقها هو مساندتها العلنية لسيادتكم ورد الفعل الذي تبنيتموه لم يكن في المستوى بل تخليتم عنها هذا ما قاله مسيرو القناة، ما هو تعليقكم ؟ أن التصدي لمثل هذه التصرفات المشينة التي تعرضت لها قناة " الأطلس " هو بالذات دافع من دوافع نضالي السياسي، أي تمكين كل وسائل الإعلام من التمتع بحقها في التعبير والنقد والمساءلة. وأحسن خدمة يمكن لأي فاعل سياسي أن يقدمها لوسائل الإعلام التي عانت ولا زالت تعاني من تحرشات ومضايقات وتصفية الحسابات من طرف السلطة هي التخندق معها في مواجهة تعسف وتسلط النظام السياسي القائم. وعودة إلى قناة الأطلس، فإنني قمت بما كان في إمكاني القيام به تجاهها، فلقد نددت بقوة بكل التعسفات والإجراءات الظالمة التي طالتها، وفي كثير من تجمعاتي الانتخابية ضربت بها في عدة مناسبات المثل في الظلم التي لا يزال الإعلام الوطني يعاني منها. *لاحظنا دوما في خطاباتكم أنكم تولون أهمية بالغة لعنصر الشباب لكن الملموس غير ذلك فإن أغلبية مؤطري الحملة والحزب هم أشخاص مسنون، ما تعليقكم ؟ أشكرك على العودة إلى هذا الموضوع مجددا لأنه موضوع عزيز علي و يحظى بكل اهتمامي وانشغالي، لو عالجناه بموضوعية ورصانة للاحظنا أن المسؤولية متقاسمة بشأنه. نصيبنا من هذه المسؤولية يتمثل في ثلاث واجبات تبدو لي أساسية،و اجبنا الأول هو التحلي بالإرادة السياسية الصادقة بهدف فتح الأبواب أمام الشباب، والواجب الثاني اقتحام الحقل السياسي، والواجب الثالث هو ضمان التمثيل الشباني في تشكيلاتنا السياسية حتى لو اقتضى ذلك تحديد نسب صارمة وملزمة، أما نصيب الشباب من نفس المسؤولية فيتمثل في تخليهم عن يأسهم من السياسة وفي الاقتناع بأهميتها واقتحام كل فضاءاتها من أجل فرض تواجدهم وتطلعاتهم. يبدوا لي أن هناك تناقض صارخ بين معاينة نفور الشباب من السياسة من جهة والتحسر على غيابهم من المناصب القيادية في الأحزاب، فإذا أراد الشباب أن يصبحوا فواعل قوية داخل الأحزاب وأن يتولوا المناصب القيادية فيها فعليهم الإلتحاق بها وتقديم ترشحاتهم في إطارها والنضال الدؤوب في صفوفها، هذا هو طرحي لإشكالية الشباب والسياسة وهذه هي نظرتي إلى الطرق الممكن اتباعها للوصول إلى مصالحة حقيقية بين الشباب والسياسة. *هل فكرتم يوما في الانسحاب من الحياة السياسية؟ هل يمكنني أن أفكر في الاعتزال السياسي وأنا أساهم إلى جانب رفقائي في إنشاء حزب سياسي ؟ *اهل لديكم أمل ؟ مشروعي السياسي هو برمته أمل، وأنا شخصيا شديد التفاؤل، وهل يمكن للأفراد والأمم على حد سواء أن تتحرك وتبدع وتنجز في غياب الأمل ؟ الأمل والأمل وحده هو من يمكّن من تجاوز الصعوبات مهما عظمت وهو من يدحر الكلل أو الملل في مواجهة المستقبل و الاستبشار به .