ترجمة: جلال خشيب. (الترجمة تمّت عن اللغة التركية). جلال خشيب: باحث جزائري مهتم بالدراسات الدولية، جامعة الجزائر3 وبمعهد دراسات الشرق الأوسط والعلاقات الدولية جامعة مرمرة، إسطنبول. لقد سبق لجامعة الشرق الأوسط التقنية (بتركيا) وأن أجرت بحثا عن موضوع اللغات، حسب هذه الدراسة وحتّى يستوعب دماغ الإنسان الجمل التركية فإنّه يقوم خلافا لما يقوم به في بقية اللّغات- بعمليتين مختلفتين، في الوقت الذّي يستخدم فيه البشر اللغات تقوم أجزاء متعدّدة من الدماغ بعمليات معقدة جدّا، كما يحدّد العلماء بعضا من التقنيات التّي تحدث من خلالها أو بفضلها هذه العمليات في أدمغة البشر، اليوم يُولي العلماء أهمية قصوى للأبحاث التّي يُجريها حقل الدراسات اللغوية (أي علم اللسانيات) المتعلقة بعمل الدماغ بخصوص هذا الموضوع، ففي العام الماضي قامت جامعة الشرق الأوسط التقنية بتأسيس مخبر دراسات لأجل تطوير هكذا أبحاث، وقد عمل العلماء في هذا المخبر على إيضاح العمليات وشرحها التّي يتعلم بها البشر ويستخدمون بواسطتها اللغة. وحسب هذه الدراسة، فإنّ دماغ الإنسان يقوم أثناء الحديث باللغة التركية أو الاستماع إليها بعمليات متباينة مقارنة بما يقوم به في لغات أخرى، فمثل هذه العمليات لا نجد لها وجودا في اللغتين الإنجليزية أو الألمانية مثلا وذلك راجع إلى البنية النحوية التّي تتميّز بها اللغة التركية، فالفعل في اللغة التركية يأخذ مكانه في نهاية الجملة، ونظرا لأنّ اللغة التركية تمتلئ بالإضافات (سافيكس) في كلماتها فإنّ هذا الأمر يُبقي عقل الشخص المتعامل معها حتّى يفهم جملة ما- في حالة انتظار وانتباه مستمر حتّى تكتمل الجملة من أولها لآخرها في حالة الكتابة أو الاستماع أو المحادثة أيضا-. فبعد قراءة الفعل (الذّي يكون في آخر الجملة أي بعد إكمال الجملة) تتكرّر الجملة تباعا في الدماغ مرة أخرى ليتضح المعنى أخيرا، تغيب مثل هذه الحالة في اللغة الإنجليزية مثلا، هذا ما يجعل اللغة التركية مختلفة عن بقية اللغات الأوربية الأخرى. … النص الأصلي مأخوذ من كتاب إسطنبول، الدروس التركية للأجانب، مستوى ب:1، ص: 60