ووري، أمس، بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة، جثمان المخرج السينمائي بن عمر بختي، الذي توفّي ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، عن عمر ناهز 74 عامًا، بسكتة قلبية في مستشفى عين طاية. لكن بختي، الذي تارك رصيدا متميزا من الأعمال السينمائية أبرزها فيلما "الشيخ بوعمامة" و"الطاكسي المخفي"، أخذ معه غصّة في قلبه، سببها إجهاض مشروع فيلمه عن الأمير عبد القادر، الذي أراد أن يحقّق نفس النجاح الذي حقّقه فيلم بوعمامة. وفي وهران، خيّم خبر رحيل بختي بن عمر على افتتاح الدورة العاشرة لمهرجان وهران للفيلم العربي؛ حيث عبر العديد من السينمائيين الجزائريين على هامش حفل الافتتاح الذي أقيم بمركز الاتفاقيات محمد بن أحمد، عن تأثرهم الكبير برحيله؛ حيث قال السينمائي محمد حازورلي، رئيس لجنة التحكيم للأفلام القصيرة، إنه يتعين أن تسلّط الدورة الضوء على المشوار الفني وإبداعات المخرج الراحل. ومن جهته، ذكر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، في كلمة الافتتاح، أن رحيل بن عمر بختي يعد خسارة كبيرة للسينما الجزائرية، مضيفا أن الراحل تميز بمساهمته الكبيرة في تطوير الفن السابع بالجزائر، وكشف ميهوبي بأنه كان على موعد معه خلال الأيام القليلة القادمة، إلا أن الموت سبقه.
قالوا عن الراحل المخرجة باية الهاشمي "عار علينا أن يرحل دون أن ينجز فيلم الأمير" تأسّفت المخرجة باية الهاشمي، لوفاة المخرج بن عمر بختي، قبل أن ينجز الكثير من الأعمال التي كان يحلم بها، خاصة فيلم الأمير عبد القادر. وقالت الهاشمي، إن الراحل كان يحب العمل كثيرا، ولطالما رواده حلم إخراج فيلم عن الأمير عبد القادر الذي لازمه طول حياته، وكرّس له الكثير من الوقت، مضيفة "رحيله في هذه الظروف وصمة عار على السينما والفن الجزائريين، لأنه غادرنا قبل أن ينجز مشاريعه التي لطالما كان يحدثنا عنها". ووصفت الهاشمي رحيل مخرج "الطاكسي المخفي"، بالخسارة الكبيرة للسينما الجزائرية، التي فقدت خلال هذه السنة، العديد من الأسماء مثل عمار العسكري، فتيحة بربار وسيد علي كويرات، مردفة "لم تجمعني به أعمال، لكنني استفدت كثيرا من تجاربه وكان صديقا مقربا للفنانين". واستغلت الهاشمي المناسبة، لدعوة أهل السينما إلى التوحد وفرض وجودهم في الساحة، ومطالبة المسؤولين بالاستثمار في مجال السمعي البصري، مستشهدة بالتجارب السينمائية للدول العربية الأخرى على غرار مصر، تونس والمغرب.
الممثّل ياسين بن جملين "إنسان بسيط يمنح الكثير دون مقابل" اعتبر الممثل والمخرج، ياسين بن جملين، وفاة بن عمر بختي خسارة كبيرة للسينما الجزائرية، مشيدا بخصال الراحل الذي قال إنه كان يمنح الكثير للفنانين دون البحث عن المقابل "كان لي الحظ في التعامل معه عام 2007 في عمل "عطلة لابرانتي"، وتعلمت منه الكثير من الأشياء، هو إنسان مثقف وعارف بخبايا السينما، بسيط ويمنحك الكثير دون مقابل". وأشار بن جملين، إلى أن الراحل كان يتحدث كثيرا عن مشروع فيلم الأمير عبد القادر، والذي لم يتجسد -للأسف- على أرض الواقع.
المخرج حسين ناصف "تم توقيف فيلم الأمير عبد القادر بقرار سياسي" استحضر المخرج حسين ناصف، ذكرياته مع المخرج الراحل بن عمر بختي، والتي تعود إلى سنوات السبعينات، حين وقّع معه خطواته الأولى في عالم السينما والتلفزيون. وقال "أول خطوة لي في عالم السينما كانت مع بن عمر بختي. كنا ندرس معا في مدرسة التكوين عام 1977، وأجرينا التربص الميداني معا في عام 1978 الذي أخرج فيه أول أفلامه "العودة" مع سيد علي كويرات، عثمان عريوات، وفاطمة بالحاج". وأضاف ناصيف "رافقته خلال العمل وتعلّمت منه الكثير من الأشياء عن طريق نصائحه وتوجيهاته، وكنت معه أيضا في فيلم "بوعمامة"، وتحدثنا خلاله كثيرا عن الفنان عثمان عريوات الذي يعود الفضل للراحل في اكتشافه، لأنه هو من صنعه". وكشف ناصيف، عن تفاصيل إجهاض مشروع فيلم حول الأمير عبد القادر، نهاية الثمانينيات، قائلا "في تلك الفترة كنا نعمل أيضا على التحضير لفيلم الأمير الذي كتب نصه بوعلام بسايح، وباشرنا العمل، وبعد حوالي 15 يوما تم توقيف المشروع بقرار من السلطة ما بين 1985-1986، وآنذاك كان أحمد بجاوي هو المشرف على قسم السينما والدراما في التلفزيون الجزائري، و تم إنهاء مهامه وتوقيف مشروع الفيلم في آن واحد". وبحسب ناصيف "أثّر هذا القرار كثيرا في نفسية بن عمر بختي، لأنه كان يريد إنجاز فيلم عن الأمير على نفس شاكلة فيلم بوعمامة، الذي حقق الكثير من النجاح". حنان حملاوي