-بقلم نادية بلدي- الجزائر - انطفأت امس الأربعاء شمعة السينمائي بن عمر بختي احد الوجوه الفنية التي ميزت أعمالها حقبة من تاريخ السينما الجزائرية ورحل المبدع حاملا معه مشروع فيلم ضخم عن الأميرعبد القادر الجزائري بقي على مدى سنين حلما يراوده إلى آخر نفس. تبلورت فكرة الفيلم لدى المخرج في أوائل التسعينات حيث صرح في عدة مناسبات عن رغبته في إعداد عمل سينمائي بمعاييرعالمية عن هذه الشخصية الوطنية الفذة لكن المشروع لم ير النورفي تلك الفترة التي كانت فيها الجزائر تمر بظروف صعبة حيث كان الفنانون مستهدون من قبل الارهاب مما اثرسلبا على تطورالسينما و كل الفنون . إلى جانب هذا المشروع كان بختى يسعى إلى انجاز فيلم "التاكسي المخفي2" الذي رغب في تقديمه بعد النجاح الكبيرالذي حققه الفيلم الأول الذي أنجز في 1989 والذي فجر فيه الممثل عثمان عريوات مواهبه في اللون الفكاهي إلى جانب كوكبة أخرى من الفنانين الذين رحل الكثير منهم على غرار وردية و يحي بن مبروك ورشيد فارس وابو جمال. وكان بختي قد كشف عريوات للجمهور بمنحه البطولة الكاملة في فيلمه الملحمي التاريخي "الشيخ بوعمامة " في 1983 و نجح بجدارة في تقمص دور الشيخ الصوفي الذي كان احد قادة الثورات الشعبية الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي. وأبى المخرج احمد راشدي في شهادته عن أعمال الراحل إلى أن يذكر بعديد المشاريع التي سعى الفقيد إلى أخراجها على مدى 20 سنة لكن أحوال السينما في الجزائر حالت دون ذلك فعلى غرار بختي غادر الكثير من المبدعين في مختلف الفنون حاملين معهم أشجان كبيرة عن أحلامهم التي أجهضت . ومع أن بختي قد أنجز أعمالا مميزة ووقع أول عمل تاريخي في مسار السينما الجزائرية و هو "الشيخ بوعمامة "كما قال راشدي إلا أن هذا "التقني الماهر و المخرج الملهم "كما وصفه الناقد و السينمائي احمد بجاوي لم تمكنه الظروف من إتمام الكثير من مشاريعه . فبرحيل بن عمر بختي اثر مرض عضال أبعده لفترة عن الأضواء تكون السينما الجزائرية قد فقدت جيلا من المبدعين الأوائل الذين طبعت أعمالهم الملامح الأولى لهذه السينما التي عرفت في السبعينات مرحلتها الذهبية. وكان وقع خبر وفاة هذا السينمائي مؤثرا على زملائه من مخرجين و ممثلين لان رحيله جاء أياما قليلة بعد وفاة المخرجين عمارالعسكري و ربيع بن مختار والممثل الكبيرسيد علي كويرات و الممثلة الأنيقة فتيحة بربر. و قد أشاد الوسط الفني بخصال و حرفية الرجل الذي جمع بين الموهبة و الدراسة الأكاديمية . فقد تخرج بختي و هو من مواليد 1941 من المعهد العالي للدراسات السينمائية في باريس واشتغل في بداية مشواره مساعدا في تلفزيون فرنسا لكل من السينمائيين الفرنسيين جان بول ساسي و كلود لولوش. ولدى عودته إلى الجزائر التحق بالإذاعة والتلفزيون الجزائري كمخرج وأنجزأفلاما تلفزيونية حيث انجز عدة اعمال منها "المجاهد" و"العودة " "Le retour".