حنان حملاوي تحوّلت المحلات الواقعة أسفل مسجد علي بتشين بساحة الشهداء إلى واجهة لبيع ألعاب الأطفال والملابس النسائية والرجالية، بعد أن اقترح الديوان الوطني لحماية الممتلكات الثقافية في وقت سابق أن تحتضن المحلات الواقعة أسفل المسجد"علي بتشين" الصناعات التقليدية التي كانت تمارس في الأيام الأولى لتدشينه مثل "الفضة"، "النحاس"، الفخار" وغيرها من الصناعات التقليدية الجزائرية المعروفة في المنطقة أيام زمان. بعد ترميم مسجد علي بتشين الواقع بساحة الشهداء بالجزائر العاصمة والتي استغرقت قرابة خمس سنوات، أعاد المسجد فتح أبوابه للمصلين منذ حوالي ثلاة سنوات لكن المحلات الموجودة أسفله ظلت مغلقة وكان التفكير جاريا من قبل المسؤولين عن المسجد في بعث نشاط حرفي تقليدي على مستوى هذه المحلات، لكن الأمر أخذ مجرى مختلفا وتم كراء المحلات لشباب يقومون بعرض سلع مختلفة من ملابس نسائية ورجالية ولعب للأطفال وهو المشهد الذي أثر على جماليات المسجد وخصوصيته. ويحمل المسجد تسمية "على بتشين" نسبة إلى "بيكانينو" وهو اسم رئيس أسطول البحرية الجزائرية في الفترة الممتدة مابين 1630و1646، وفي عام 1649 دخل "بيكانينو" الإسلام عن طريق فتح الله خوجة، الذي كان يملك بواخر خارج الأسطول واختار "على بتشين "كاسم له، ليأمر بعدها ببناء المسجد عام 1622في شكل هندسي عثماني ثم بناء المئذنة التي أخذت شكل مربع، وفي عام 1830في فترة الاحتلال الفرنسي تحول المسجد إلى ثكنة عسكرية للفرنسيين، ليبقى الأمر على حاله إلى غاية 1843 أين تحول بتشين إلى كنيسة "قديسة الحرية"، وبقي المسجد بهذه الصفة إلى غاية استقلال الجزائر عام 1962. ويعد هذا المسجدُ الوحيدَ في القصبة الذي بُني فوق محلات تجارية ويتميز عن غيره بهندسة معمارية فريدة، بحيث ترتفع به قاعة الصلاة عن سطح الأرض بحوالي 5 إلى 6 أمتار، لتفسح المجال لقيام نشاط تجاري أسفلها عبر عدد من المحلات، محلات من بينها حمّام معروف استمر وجوده إلى غاية السنوات الأولى للاحتلال. وعلى غرار عدد من جوامع ومساجد مدينة الجزائر العتيقة، اشتهرت هذه البناية الدينية بالعين المحاذية لمدخلها وهي "عين الشارع"، كما كانتْ تُسمَّى في العهد العثماني وحتى بدايات القرن 20م، التي تقابل نظيرة لها وأصبح الحي بأكمله يحمل اسميْهما منذ عقود زوج عْيون.