الجزء الثالث عشر والأخير فما أكثر ما يخطئ الإنسان فيتداركه الله برحمته الواسعة ويستمر عطاؤه ورزقه في التدفق عليه، وما أوسع رحمة الله بعباده المؤمنين وغير المؤمنين، فعطاء الله عام للناس أجمعين ورحمته وسعت كل شيء في الدنيا، فإذا كان عذابه يصيب به من يشاء في الآخرة، فإنه سبحانه جعل رحمته لجميع خلقه، في الدنيا، لأنها دار ابتلاء وعمل أما الآخرة فدار حساب وجزاء: "قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ" الأعراف:165.
فالبسملة جزء من آية في سورة النمل بصيغة: "إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم" النمل: 03 وهي عند البعض أول آية من سورة الفاتحة وعند آخرين افتتاح للسور كلها ما عدا سورة التوبة، لأن البعض عدها تتمة لسورة الأنفال، هكذا اعتقد بعض من حفظوا القرآن الكريم ونقلوه للأمة بالتواتر وأثبتوا ذلك، في مصحف عثمان فسدوا بهذا الجهد الكبير جميع طرق الاجتهاد على من جاء بعدهم متحدثا في مسألة ترتيب المصحف الشريف ورسم حروفه بالكيفية التي أقرَّها حفَظة كتاب الله تعالى عن المصطفى (ص) عن الآمين جبريل (عليه السلام) تنزيلا من رب العالمين ليكون هذا القرآن آخر ما خاطب به الله عباده فحفظ في السطور كما حفظته أمة المصطفى (ص) في الصدور ليكون حجة للمؤمنين وحسرة على الكافرين "يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ" الشعراء: 89.