عامر دراجي أثارت الحركة في سلك الولاة التي أجرها رئيس الجمهورية مؤخرا، الكثير من التساؤلات حول الخبايا والأسرار والخلفيات التي سبقت ورافقت أو لحقت بهذه الحركة، خاصة مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد. ولعل أهم وأبرز ما يلفت الانتباه في هذه الحركة هو إعادة الاعتبار لمحمد بوشامة الأمين العام السابق لوزارة الأشغال العمومية الذي سبق وأن دخل السجن بعد أن شغل أيضا منصب الأمين العام لولاية جيجل والذي جاء تعيينه على رأس ولاية الوادي، ليعيد له اعتباره ويكشف براءته من التهم التي نسبت له، والحال نفسه تقريبا مع مداني فواتيح والي أدرار والذي عاد إلى منصبه بعد مدة قصيرة لا تتجاوز أياما، ولكن هذه المرة واليا لولاية ميلة، الغريب في الأمر أن سبب الإقالة كان سوء التسيير و هذا ما يطرح عدة تساؤلات ويجعلنا نتأكد من أن الذي أقال السيد الوالي ليس هو نفسه من أعاد تعيينه، علامة استفهام طرحت أيضا حول تعيين مازوز حسين والي باتنة الأسبق أمينا عاما بوزارة الداخلية و الذي سبق أن كان على رأس ولاية تيزي وزو ثم باتنة كحال ولاية أم البواقي بقيادة مانع محمد الصالح وولاية جيجل و على رأسها بدريسي علي الذين أنهيت مهامهم من مناصبهم لجمود حركة التنمية فيها، أمر آخر لاحظه المتتبعون لشأن حركة الولاة في الجزائر وعودة وزراء إلى مناصب ولاة بعدما كانوا ولاة من قبل، وهذا ما ينطبق على عبد القادر قاضي الذي كان مهندسا مكلفا بمشروع مطار هواري بومدين وأبعد من منصبه نهاية التسعينات في فترة رئيس الحكومة أحمد أويحيى، ليعين واليا منتدبا لباب الوادي في بداية عهدة الرئيس بوتفليقة ثم واليا لعين الدفلى وبعدها غليزان ثم ليكافئ بمنصب وزير للأشغال العمومية التي لم يعمر فيها طويلا لا هي ولا وزارة الفلاحة، ليعاد واليا على رأس ولاية تيبازة، ثاني حالة مشابهة لحالة الوزير السابق قاضي هي حالة الآنسة يمينة زرهوني شقيقة مستشار الرئيس بن عمر زرهوني التي بدأت مشوارها أمينة عامة بولاية وهران لتعين بعدها واليا على تيبازة ثم مستغانم، بعدها أوكلت لها حقيبة السياحة لتعاد إلى منصبها السابق، و لكن هذه المرة واليا على بومرداس، وفي السياق نفسه عينت فاطمة الزهراء رايسي على رأس ولاية قالمة بعدما شغلت منصب واليا بالنيابة بولاية الطارف لتكون بعدها واليا منتدبا على زرالدة ثم بئر التوتة، وفي غياب تام لعنصر التشبيب في منصب الولاة نستثني مولود شريفي الذي يعتبر أصغرهم والذي تم تعيينه على رأس الولاية المنتدبة للدار البيضاءالتي تعتبر الأولى من حيث الكثافة السكانية بالعاصمة، الوالي الشاب الذي كان رئيس ديوان ولاية بومرداس ثم المنصب نفسه بولاية بجاية والذي تربطه علاقة عمل مع علي بدريسي والي بومرداس و الذي قبل مجيئه الى الدار البيضاء شغل منصب رئيس دائرة بوسعادة التي لم يمكث بها طويلا، حيث لم تتجاوز مدة إقامته بها السنة الواحدة ليعين بعدها على دائرة العلمة ثم الدار البيضاء، ونحن نتحدث عن الولايات المنتدبة نشير إلى أن جميع الولاة المنتدبين للولايات المنتدبة الصحراوية هم من أبناء المنطقة، كخطوة لتمكين أبناء المنطقة وهم أدرى الناس بمشاكلها من أجل الإسهام في إقلاع التنمية، الوالي المنتدب المعين على المدينة الساحلية زرالدة كمال بلجود كان مشرفا على تسيير ولايتين منتدبتين الدار البيضاء و الرويبة في ظل شغور المنصب لمدة قاربت عامين للدار البيضاء بعد إنهاء مهام واليها من طرف الوالي زوخ، عزالدين مشري و الحاج إبراهيم مراد الذين يشهد لهما بالكفاءة و النزاهة لدرجة أن الجميع كان ينتظر استوزارهما، إلا أن الحالة الخاصة التي تمر بها غرداية جعلت مسؤولي البلاد يختارون عز الدين مشري ابن بلدة سيدي مزغيش و الذي يلقبه البعض بوال الصحراء نظرا لبقاءه مدة طويلة بالجنوب بالمنصب ذاته على العديد من الولايات الصحراوية على غرار الواد بشار الأغواط البرج، لهذا عين واليا على غرداية لحنكته و درايته بخبايا الأمور هناك، الحاج إبراهيم مراد والذي عين على رأس ولاية تيزي وزو يعتبر من أقدم الولاة خبرة و كفاءة بعد أن كان على رأس عدة ولايات في الوطن، أما الوافد الجديد لولاية المسيلة محمد بوسماحة الذي قضى 7سنوات بتيندوف ثم تيارت والذي كان قد شغل منصب أمين عام ولاية البليدة ثم بعدها واليا لبئر مراد رايس والتي نشير هنا أن هذه الولاية كانت فال خير على الكثير ممن تداولوا على تسييرها، فعلى غرار بوسماحة مر بها قاضي و بوضياف و لعلايلي معمر و أولاد الصالح زيتوني الذين صارو اليوم ولاة، بقي أن نشير إلى أن الولايات التي يصطلح تسميتها بالعواصم كالجزائر العاصمة الأم و قسنطينةوهران و تلمسان لم يمسها التغيير ربما لعدة اعتبارات، أهمها المجهودات التي يقوم بها الولاة و التي برزت في الميدان على غرار ما تشهده ولاية وهران من تقدم على جميع الاصعدة، وبتعيينه واليا على باتنة قادما إليها من بشار وقبلها من الولاية المنتدبة لحسين داي يكون السيد سلماني قد حضي برضا مسؤوليه خاصة من خلال البصمات التي تركها في الولايات التي مر بها.