حريٌّ بنا أن نتقدم للشعب المصري الشقيق بالتهاني الخالصة، بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لثورة 23 يوليو / جويلية، ثورة الحرية، العدالة الاجتماعية والكرامة العربية، الثورة التي كانت ملهمة لكل شعوب العالم، التي كانت تصبو للانعتاق والحرية. الثورة التي كان أيقونتها "جمال عبد الناصر"، هذا الاسم المحفور من ذهب على سجل التاريخ العربي والمنقوش في قلوب كل الثائرين الحقيقيين المتمردين على الاستعمار مثله مثل أسماء كثيرة مجاهدة ومناضلة في تاريخنا الإنساني عمومًا والعربي خصوصًا مثل نيلسون مانديلا وعندنا في الجزائر أحمد بن بلة، هواري بومدين، عبد العزيز بوتفليقة (أمير الدبلوماسية الجزائرية) وهذا رأيي الشخصي وسنأتي للحديث عن كل هذه الشخصيات وغيرها كرموز باقية للجهاد وليس كحكام أو رؤساء لأنهم كانوا حقًا أيقوناتٍ لثورة الإنسان ضد الذل والعبودية، وسيظلون كذلك. واليوم حديثي عن الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر، جمال عبد الناصر هو القائد الفعلي لثورة يوليو عام 1952 ورائد لكل حركات التحرر في الشرق الأوسط والدول الإفريقية ومساندها أيضا، إنه أيقونة القومية العربية التي كانت هاجسه الأول والأكبر، كما كان تأميم قناة السويس هديته لشعبه في 1956. إن جمال عبد الناصر ابن مصر، وابن قرية "بني مر" بمحافظة أي ولاية "أسيوط" في صعيد (جنوب) مصر تحديدًا، لكنه تجاوز حدود القرية وسماء الوطن الصغير ليظل قابعًا في سماوات الوطن العربي كله. لقد ظل قائد الثورة ووقودها في قطار حياة المصريين المليئة بالنضالات بدءًا من ثورة 19 إلى 53 إلى 73 مرورًا بهزيمة ما فتئت تتعافى منها مصر بفضل وقوف الدول العربية آنذاك معها، وعلى رأسهم بلد المليون ونصف المليون شهيد، الجزائر. إن للتاريخ حكايا، وتبقى البطولة فيها للإنسان. والإنسان العربي قادر إذا أراد، ما ينقصنا هو توحد وجهات النظر العربية والرؤية السياسية الناضجة التي تتجاوز حدود الإقليم الواحد، فالوحدة العربية مطلوبة الآن وبقوة خاصة في ظروف إقليمية ودولية تهدف إلى تقسيم العالم العربي والشرق الأوسط. أما إذكاء روح القومية العربية من جديد فمطلوب أيضا وبقوة، وعلى كافة الأصعدة أو المستويات وليس أقلها ثقافيا وإعلاميا. فكل عام ومصر بخير وشعبها في أمان وسلام بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو، وكل عام وجمال عبد الناصر في قلوبنا وتحية من أجله إلى كل أيقونات مصر المشتعلة في قطار الحياة حتى سدرة المنتهى ومنتهاه: الحرية المجد للأمة العربية والبقاء للشعوب العربية من الجزائر إلى مصر. [email protected]