بقلم: جمال الصغير يتكلم بعض مشايخ الإخوان المسلمين مع بقية مشايخ الشيعة في دول العربية، على أن داعش وهابية كما يزعمون، وعقيدة الدم أطروحة سعودية نفذتها داعش في المسلمين، وكأن الإسلام هو السعودية بالأساس وهم الحريصين عليه ماشاء الله عليهم، والبعض من الأساتذة المحترمين من الإخوان المسلمين المتأثرين بأفكار السيد قطب والمودودي يتهمون علماء السلف بأنهم لا يتكلمون عن داعش ولا يحذرون منها، لكن قبل هذا لنعرف من هي داعش: معنى كلمة داعش : هو اختصار لمجموعة كلمات تعني في مجموعها دولة الإسلام في العراق و الشام د = دولة، أ = الإسلام، ع = العراق، ش = الشام وهي في المصطلح الشرعي، عبارة عن مجموعة وتنظيم من الخوارج التكفريين الإرهابيين المسلحين، تضم أشخاصا من جنسيات مختلفة عربية وأجنبية تُحرك بأيدي أجنبية عن بُعد، قد جمع بينهم الهوى ومخالفة الشرع والتعطش للدم والتغيير بالطرق اللاشرعية والأطماع الدنيوية، ولدت هذه الدسيسة على الإسلام وأهلها في العراق ومن ثمَّ ترعرعت في سوريا وهي تسعى مستقبلا كأي فكر خارجي لإقامة الخلافة الإسلامية (زعما) في أنحاء المعمورة، وهي كلمة حق أريد بها باطل، كما قال علي رضى الله عنه في أسلافهم الأوائل، وقد كان أول من قاتلهم وقَتَّلهم شر قتلة رضوان الله عليه. قال رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ فيهم يَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ يُسِيئُونَ الْأَعْمَالَ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ ، قَالَ يَزِيدُ: لَا أَعْلَمُ إِلَّا قَالَ يَحْقِرُ أَحَدَكُمْ عَمَلَهُ مِنْ عَمَلِهِمْ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ، فَإِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ، فَطُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ، وَطُوبَى لِمَنْ قَتَلُوهُ، كُلَّمَا طَلَعَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قَطَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَرَدَّدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِشْرِينَ مَرَّةً أَوْ أَكْثَرَ وَأَنَا أَسْمَعُ ، هذا لفظ الحديث في مسند أحمد عن ابن عمر. وقد ارتأينا في هذا المقال أن نجمع لكم بعض كلام علمائنا ومشايخنا السلفيين الربانيين في هذه الفرقة الخبيثة بيانا للح: الشيخ عبد الرحمن محيى الدين: داعش أسسها اليهود الشيخ سليمان الرحيلي: لا يجوز للمسلم أن يحب داعش ولا أن يباعيهم الشيخ محمد بن رمزان الهاجري: ويلكم أيها الدواعش أنتم دسيسة على الإسلام الشيخ خالد عبد الرحمن: حقيقة الخوارج وداعش
يقول العلامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي: ولا يستغرب هذا الإجرام من حزب ضال يكفِّر أهل التوحيد والسنة، كما لا يستبعد أن يكون هذا الحزب امتدادًا لإيران الفارسية التي تكفِّر أهل السنة وتسعى بجدٍ إلى تدمير أهل السنة، وتحويل من يبقى من أهلها إلى روافض يكفِّرون الصحابة -رضي الله عنهم- ويقذفون عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- ويحرفون القرآن، ويؤلهون أهل البيت البرءاء منهم، ومن عقائدهم الكفرية. ومن الأدلة على أن تنظيم داعش امتداد لإيران أنه لم يحرك أي ساكن ضد إيران سائرًا على نهج أمه (القاعدة) التي ما أُسست إلا لحرب أهل السنة، وتكفيرهم، وإفساد شبابهم، ولم تحرِّك ضد إيران؛ بل إيران هي مأوى هذه القاعدة وزعمائها، فهي وحزب الشيطان في لبنان، والحوثيون في اليمن أدوات تدميرٍ بيد إيران، سواء المادي منها، والمعنوي. الشيخ صالح آل الشيخ: داعش صنيعة استخباراتية تخدم عدة جهات منها إيران والأسد بدا وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ، مقتنعا بأن تنظيم داعش عبارة عن صنيعة استخباراتية تخدم أكثر من نظام حالي ومنها إيران ونظام الأسد، كما كانت تخدم في وقت سابق رئيس الوزراء الأسبق للعراق نوري المالكي، مشيرا إلى أن فكرة نشوء هذا التنظيم تقترب من نظرية عش الدبابير التي دعا إليها أحد من وصفهم بالقادة الصهاينة في إسرائيل قبل سبع سنوات. وحاول آل الشيخ تقريب فكرة ظهور داعش على السطح لعشرات من الدعاة الجدد الذين اعتمدتهم الوزارة للعمل فيها خلال التقائه بهم أمس، وذلك في ردّه على تساؤل أحدهم حول هذا التنظيم، إذ أشار إلى أن داعش في أساسه متفرع من القاعدة، وبيعة أعضائه الأساسية لزعيمه السابق أسامة بن لادن ومن ثم لأيمن الظواهري، قبل أن ينشقوا ويعطوا البيعة لأبي بكر البغدادي بعد فترة من العمل تحت إمرة أبي مصعب الزرقاوي في العراق. يقول الناصح وهب بن منبه رحمه الله في ذلك " إني قد أدركت صدر الإسلام، فوالله ما كانت للخوارج جماعةٌ قط إلا فرَّقها الله على شرِّ حالاتهم، وما أظهر أحدٌ منهم رأيه قط إلا ضرب الله عنقه، وما اجتمعت الأمة على رجل قط من * * الخوارج"، "تاريخ دمشق"، و"تهذيب الكمال"، و"سير أعلام النبلاء".
* ويؤكد كلام ابن منبه، ابن تيمية رحمه الله، حيث يقول:
" أمر النبى صلى الله عليه وسلم بقتال من يقاتل على الدين الفاسد من أهل البدع كالخوارج وأمر بالصبر على جور الأئمة ونهى عن قتالهم والخروج عليهم، ولهذا قد يمكن الله كثيرا من الملوك الظالمين مدة وأما المتنبؤون الكذابون فلا يطيل تمكينهم بل لابد أن يهلكهم لأن فسادهم عام في الدين والدينا والآخرة، قال تعالى "ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين"، وقال تعالى "أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك"، فأخبر أنه بتقدير الافتراء لابد أن يعاقب من افترى عليه". "مجموع الفتاوى" (14/269)
أيا المسلمون: الخوارج يفسدون الدين والدنيا لو تمكنوا وحكموا أي بلد، لأنهم أهل هوى، واختلاف فيما بينهم. يقول وهبه بن منبه فيهم "ولو أمكن الله الخوارج من رأيهم لفسدت الأرضُ، وقُطِعت السبُلُ، وقُطِعَ الحجُ عن بيت الله الحرام"، ألا ترون أيها المسلمون اليوم؛ أن الخوارج تسببوا في إفساد الدنيا على الناس الآمنين في مدنهم وقراهم وبلداتهم؛ فتهجروا بسببهم، ألم يتسببوا في قطع الطرق وانتزاع الأمن، ألا ترون أن الخوارج أفسدوا على المسلمين دينهم؛ قطعوا على الناس السُّبُل إلى الحج والعمرة بسبب التهجير لهم وذهاب أموالهم؟. ألم تُدركوا زمن جماعة "جهيمان" عندما خرجت في المسجد الحرام، فعطّلت الصلاة في المسجد الحرام يومئذ، ومُنع الأذان من أن يرتفع من المسجد الحرام آنَذاك؛ لمدة خمسة عشر يوماً، حالهم حال أبو سعيد القرمطي عندما انتهك البيت الحرام في حج عام 317ه وقتل الحجيج في صحن الطواف، و رماهم في بئر زمزم. أحبتي في الله! إن شأن الخوارج لم يخف على صدر الأمة وفضلائها، فهذا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه الخليفة الرابع الراشد أعلى من ابن منبه وابن تيمية وأشرف، يقول في وصف الخوارج: " الذين ليسوا بقراء للقرآن ولا فقهاء في الدين ولا علماء في التأويل ولا لهذا الأمر بأهل في سابقة الإسلام، والله لو وُلُّوا عليكم؛ لعملوا فيكم بأعمال كسرى وهرقل"، "تاريخ الطبري" (3/117)
هاهم خوارج اليوم "داعش" وزمرتهم يعملون في أهل الإسلام ما يعمله اليهود في المسلمين من قتل وتشريد، ولكن ليطمئن أهل الإسلام على حياتهم من هؤلاء الخوارج فهم إن تسيدوا في وقت من الأوقات أو استولوا على مناطق؛ فإنهم لن يطول بهم المقام، فقد أخبر من هو أعلى من علي ابن أبي طالب وأشرف؛ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مطمئننا أمته، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ (يَنْشَأُ نَشْءٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ).
فعلاً؛ "داعش" اليوم معجبة بنفسها عندما استولوا على مناطق النفط في سوريا ومناطق الزراعة في العراق وملكوا العتاد، وأعلن قائدهم أبو بكر البغدادي الخلافة الإسلامية في الموصل، وخطب الجمعة 6 / 9 / 1435ه.
نعود إلى كلام وهب بن منبه النفيس في الخوارج ونصيحته لذي خولان، فيقول " ولو أمكن الله الخوارج من رأيهم … إذَنْ؛ لعاد أمرُ الإسلام جاهليةً حتى يعودَ الناسُ يسثغيثون برؤوس الجبال كما كانوا في الجاهلية، وإذنْ؛ لقام أكثرُ من عشرة أو عشرين رجلاً ليس منهم رجلٌ إلا وهو يدعو إلى نفسه بالخلافة، ومع كل رجل منهم أكثر من عشرة آلاف يُقاتل بعضُهم بعضاً، ويشهد بعضُهم على بعضِ بالكفر، حتى يصبح الرجل المؤمن خائفاً على نفسِه ودينه ودمه وأهله وماله، لا يدري أين يسلك، أو مع من يكون".
ألا ترون أن هذا الكلام يخاطب "الخوارج" اليوم، ك"القاعدة" و"داعش" و"النصرة" وغيرهم ، أليس المسلمون في الشام والعراق اليوم يستغيثون بالمناطق البعيدة عن القتال والحروب والدمار؟، ألا ترون أن القاعدة انقسمت والنصرة وداعش وانفصلت عن بعضها البعض، وكل قائد انحاز معه ثلة؟ حتى في زمن أسامة بن لادن كان هناك انقسام وانشقاق عنه، ألا ترون أنهم بعد انقسامهم فيما بينهم؛ يُكفِّرون بعضهم بعضا، ويقاتل بعضهم بعضا؟، ألا ترون أن المسلمين أصبحوا في ذُعرٍ وخوفٍ من هؤلاء وهؤلاء، لا يعرفون الحق مع من فيهم؟.