تكريس ثقافة الإعلام المسؤول تجاه قضايا المجتمع والوطن من رهانات الدولة اعتبر الإعلامي بالإذاعة الجزائرية، الحبيب بوفضة، مقدم البرنامج الإذاعي "توجهات " بإذاعة مستغانم الجهوية، مشروع الدستور الجديد، الذي قال إنه طرح مواد هامة تعزز بشكل واضح دور الإعلام بمختلف وسائطه ووسائله في التنمية بمفهومها الشامل، وتكفل من جانب آخر حق ممارسة المهنة في إطار المسؤولية المهنية والأخلاقية لمختلف الفاعلين في حقل الإعلام المكتوب والسمعي والبصري، وهو ما يعد مكسبا وتحديا في نفس الوقت أضاف من خلاله الدستور الجديد ثقلا آخر لسلطة الإعلام لتضطلع بدور أكثر فاعلية في تعزيز ثقافة دولة المؤسسات والحريات. كيف تستشرفون أفق العمل الصحفي على ضوء ما جاء به الدستور الجديد؟ من وجهة نظري كإعلامي شاب يحاول نقل تطلعات الشباب والمجتمع المحلي من خلال أثير الإذاعة إلى السلطات المسؤولة إننا مقبلون كإعلاميين كل في موقعه على محطة هامة على مستوى الأداء الإعلامي، وذلك لأن مشروع الدستور الجديد في حديث مواده عن الإعلام وحرية التعبير وحق المواطن في إعلام مسؤول ومؤطر قد دستر وبشكل أساسي وواضح الممارسة الإعلامية وجعل لها بعدا هاما في كيان الدولة والمجتمع، فضمان حق الوصول إلى المعلومات من قبل وسائل الإعلام وشبكة المعلومات ورفع صفة العقاب فيما له صلة بالصحافة يقابله، وهو مكسب تاريخي في نظري وواجبات ثقيلة على الإعلاميين المطالبين الآن بأخلقة العمل الصحفي والارتقاء به إلى المستوى المنشود في لغة الدستور الجديد، الذي تحدث لأول مرة عن أخلقة الممارسات العامة داخل نسيج المجتمع وأداء المؤسسات، والإعلام نشاط هام مؤثر في القرار والاتجاه وإعطاء بعد أوسع لمجال نشاطه بتعزيز الحريات واحترام تعدد الآراء وحماية هذا الطرح قانونا شكل بالنسبة لنا كإعلاميين أفقا هاما للارتقاء بالعمل الصحفي والتأكيد على أن الدولة تولي له الأهمية في تطوير البناء المؤسساتي وتعزيز المسار الديمقراطي. وماذا عن الدور الذي يجب أن يضطلع به الإعلامي على ضوء هذا التطور المتسارع؟ أعتقد أن الإعلامي ببلادنا مطالب، وأكثر من أي وقت مضى، بالمساهمة في تنمية المجتمع وحماية المكاسب المحققة على مستوى العديد من المجالات التنموية، كما أن المطلوب منا هو تطوير الأداء الإعلامي ليعبر في الأخير عن ما جاء في مضامين مشروع بناء سياسي جديد للدولة، وأعني بكلامي مشروع الدستور الجديد والعمل الاعلامي كباقي الوظائف الهامة التي يبقى لها دور وفعالية في تطوير الحياة التنموية بشكل عام. وماذا عن التحديات التي تواجه التعددية الإعلامية في مجال السمعي البصري؟ دعني أتحدث لك قبل الإجابة عن هذا السؤال الهام عن تجربة الإعلام الجواري عبر شبكة الإذاعات الجهوية، وما أضافته من ثقافة اتصال هامة على المستوى المحلي، فتحت من خلاله هذه الشبكة مجالا لتداول الآراء والتعاطي مع قضايا التنمية بشكل أوسع على المستوى الإعلامي، وهنا أربط وأؤكد أن التجربة الحالية للقنوات الخاصة يجب أن تأخذ من هذا الأداء، الذي تحدثت عنه في نشاط الإعلام الجواري، لتؤسس لعمل إعلامي أكثر جوارية وفعالية وتعددية، لذا فالتحديات، كما أراها من رؤية إعلامية هامة، الأهم فيها تكوين الموارد البشرية وأخلقه الممارسة الإعلامية وتحقيق مستويات عالية من الاحترافية، هذه ببساطة التحديات التي تواجه المؤسسات الإعلامية في ظل تعددية السمعي البصري التي يجب أن نشير أنها مكسب يجب أن يثمن لأنها نتاج ما أضافته الإصلاحات العميقة التي بادرت بها القيادة السياسية السنوات الأخيرة…