حاوره: نبيل/ن محمد مرواني; إعلامي وأستاذ جامعي في الإعلام والاتصال، عرف بعموده التحليلي "ما بين السطور" وبمساهماته في عدد من الجرائد. خاض تجربة أثيرية عبر إذاعة مستغانم، وفي هذا اللقاء الذي جمعه ب"الحوار" تحدث مرواني عن المشهد الإعلامي، وعن التكوين الجامعي، وعن نظرته للمؤسسات الإعلامية المتواجدة في الساحة.
* كيف كانت بدايتكم في المجال الإعلامي؟ بدايتي كإعلامي كانت مع أواخر سنة 2007 حيث كنت في ذلك الوقت طالبا جامعيا في الإعلام والاتصال بجامعة مستغانم، ومنحت لي الفرصة على أثير الإذاعة الجهوية لمستغانم للعمل كمراسل صحفي للإذاعة المحلية بأحد دوائر الولاية، وكانت التجربة الإذاعية بالنسبة لي كطالب آنذاك أفقا مهنيا حفزني على العمل وتطوير قدراتي المهنية بالاستفادة من خبرات زملائي الإعلاميين ممن سبقوني إلى العمل الإعلامي والإذاعي لأوظف بعدها كصحفي بقسم الأخبار بالإذاعة الجهوية لمستغانم منذ سنة 2008 إلى غاية جانفي 2015، حيث التحقت في هذا التاريخ بجامعة مستغانم كأستاذ جامعي في الإعلام والاتصال بعد حصولي على درجة ماجستير في الاتصال، وما يميز في الحقيقة تجربتي الإعلامية المتواضعة أنها كانت متنوعة وثرية، حيث اشتغلت ككاتب صحفي بعدد من الجرائد الوطنية، منها جريدة "الأجواء" لمدة ثلاث سنوات، كما أني خضت تجربة كتابة العمود الصحفي بجريدة "الراية؛ التي كنت كاتبا لعمود صحفي بها عنوانه " ما بين السطور "، وأنا حاليا أخوض تجربة إعلامية أراها هامة في مشواري الإعلامي الذي أحبه كثيرا، إذ أني كاتب صحفي بجريدة "الحوار"، التي اعتبرها أحد المؤسسات الإعلامية التي أضافت لي الكثير مهنيا.
* كيف ترون التكوين الجامعي في الإعلام كأستاذ جامعي؟
_مميزات التكوين الجامعي في الإعلام وعلوم الصحافة قائم على تزويد الطلبة الجامعيين في التخصص بأهم المعلومات والمعارف الهامة في المجال النظري المتصل بآليات العمل الإعلامي المكتوب أو المسموع أو المرئي، وقد أضاف لي المسار المهني ميزة أساسية كأستاذ جامعي في الإعلام، إذ أسعى قدر الإمكان لتزويد الطلبة بما هو عملي وهام على مستوى الممارسة الصحفية، كما أعتقد أن طلبة الإعلام هم في حاجة إلى تكوين مهني يقابله تكوين نظري تضمنه المؤسسة الجامعية، ومن هنا أرى أن تجربتي الإعلامية بالإذاعة أو الصحافة المكتوبة أعطتني الكثير على مستوى الجامعة التي أدرس فيها الإعلام حاليا.
* ما رأيكم في المشهد الإعلامي الحالي ومستوى الأداء المهني؟
_أعتقد أن المشهد الإعلامي الحالي خاصة في مجال تعددية السمعي البصري مازال يحتاج لمقاربة عمل مغايرة عن ذاك الطرح الكمي الذي يرى أن كثرة القنوات الإعلامية يشكل أساسا للتعدد، بل يجب أن نعمل على تكوين الكوادر الإعلامية وإحالتها إلى التخصص الإعلامي في أحد المجالات العامة، وهذه مسؤولية تقع على عاتق المؤسسات الإعلامية التي أرى الكثير منها قد سقط في سياسة " البريكولاج الإعلامي" إن صح القول. أعتقد أنه يجب علينا كمهنيين تأسيس تعددية إعلامية تلبي أمال النخب وتصل إلى اهتمامات الجمهور.
* كيف ترون دور القائمين على المؤسسات الإعلامية في تطوير أداء الصحفي؟
رسالتي للقائمين على المؤسسات الإعلامية السمعية والبصرية ترتكز أساسا على دعوتهم للابتعاد عن المزاج التجاري الذي يحركهم دوما للعمل والاستثمار في حقل الإعلام المسموع والمرئي، فالإعلام مجال إبداعي يمتاز بدينامكية في النشاط المهني غايته بناء الوعي وتثقيف الجمهور وتعزيز الانتماء وتكريس ثقافة التعدد ونشر القيم، لذا أدعو وبشكل ملح القائمين على تسيير المؤسسات الإعلامية العمل على تجسيد ثقافة مغايرة في العمل والنظر إلى الإعلام كمجال مربح فقط، بل هو رسالة للمجتمع بكل ما تحمله الكلمة من معنى.