أكد الأساتذة المناقشون لأطروحات الدكتوراه المبرمجة في إطار " جلسات الدكتوراه للعلوم السياسية" المنظمة من طرف مخبر دراسات وتحليل السياسات العامة في الجزائر على أن الضعف المنهجي هو السبب الكامن وراء تراجع نوعية الأعمال والبحوث المقدمة في الجامعة الجزائرية. جاءت هذه الجلسات كمبادرة أولى من جامعة الجزائر "3" ، حسب البيان الختامي لفتح المجال أمام الطلبة في المخابر البحثية والانتاج المعرفي وهي فرصة أيضا لمرافقة الطالب في بحثه ومصادره الأكاديمية، وذلك من أجل مساعدة الباحثين وطلبة الدكتوراه في تصميم بحوثهم وإنارة الطريق العلمي أمامهم، من خلال إمدادهم بالملاحظات المنهجية الضرورية وتوجيههم نحو إنجاز أعمال فكرية مبنية على أسس علمية. وأسفرت هذه الجلسات في اليوم الأخير من هذه الفاعلية العلمية التي دامت يومين، صياغة مجموعة من التوصيات التي تدخل في إطار تثمين البحث العلمي وجعل الطالب في المستوى المنشود، وعلى رأسها يجب أن تتضمن مشاريع الدكتوراه الجدة والشغف العلمي، وأن تنزع نحو الدراسات الميدانية كالاستعانة ببعض النماذج والأمثلة والحالات الميدانية، التي تمثل مرجعية لمساعدة الباحث ، من أجل اختيار فرضياته والتوصل إلى نتائج أكثر دقة، والإحتكام إلى الأمانة العلمية، المصداقية أثناء انجاز بحثه، ويجب أن يضمنه معلومات صحيحة، وأن يرجع كل المعلومات إلى مصادرها الأصلية. العودة إلى المقاربات المنهجية التي لها خطاب علمي من أجل الاسيتعانة بها في اختيار وانجاز بحوثهم، كما يجب على الطالب الاعتماد على المنهج المقارن من أجل الوصول إلى نتائج مفيدة، وكذا ضرورة جعل البحوث والدراسات وسيلة التي يجب الاعتماد عليها في تصميم السياسات العامة واعتبارها جسرا لربط الجامعة بالمؤسسات الانتاجية. هذا ودعا المشاركون إلى الاستمرارية لمثل هذه الجلسات وتعميمها في كل الجامعات عبر الوطن، باعتبارها ركيزة أساسية وآلية مهمة للنهوض بمستوى الأبحاث والدراسات والرسائل الجامعية، ومد جسورة التواصل بين المخابر العلمية الجامعية لتبادل التجارب في كل التخصصات، وضمان تكوين علمي للطالب وتزويده بالأدوات المنهجية وإعطاء له حرية الدفاع عن أفكاره. كما كانت المناسبة فرصة لتقديم النصائح للطلبة الباحثين وفي مقدمتها أن يتسم البحث بالتحكم المنهجي، وأن يعتمد الطالب في دراسته على التقصي المعلومة والاستعانة بالدراسات الميدانية، وأن لا يكتفي فقط بما يجده في المكتبات، وأن تكون صياغة عنوان البحث في الدكتوراه بطريقة متأنية والابتعاد عن العموم، فكلما كان تضييق على الموضوع وحصره وتحديده بدقة من خلال تحديد ه منذ البداية. يجب على الطالب الباحث حسب هؤلاء الأستاذة أن يتميز بالصرامة العلمية أثناء توظيفه للمفاهيم واستعمال المصطلحات، وتحديد المفاهيم تحديدا دقيقا وضبط المصطلحات و الابتعاد عن المغلطة العلمية.