أنهى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مساء الأربعاء زيارة العمل و التفقد التي قادته إلى ولاية البليدة و التي دشن خلالها وعاين عدد من المشاريع ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي. فقد دشن رئيس الدولة بحي دريوش ببلدية بوعرفة 200 مسكن اجتماعي-ايجاري الى جانب تدشينه ايضا بأولاد يعيش ل 224 مسكن اجتماعي تساهمي و180 مسكنا اجتماعيا ايجاريا. وبحي ديار البحري ببني مراد دشن رئيس الدولة 228 مسكن اجتماعي تساهمي. كما أعطى بعين المكان اشارة تشغيل شبكة للغاز الطبيعي لفائدة 1350 عائلة. كما تعزز قطاع الصحة بدوره بمناسبة هذه الزيارة بتدشين الرئيس بوتفليقة لعدد من المرافق على مستوى مستشفى فرانز-فانون منها مصلحة لإعادة التأهيل الوظيفي وكذا إعطاءه إشارة انطلاق العمل بأول جهاز أشعة جراحة بمركز مكافحة السرطان. وبذات المستشفى سلم رئيس الجمهورية سيارات إسعاف لفائدة البلديات الريفية وعيادتين متنقلتين لضمان التغطية الصحية للمناطق النائية بالولاية. وفي قطاع الأشغال العمومية دشن رئيس الدولة ببلدية العفرون شطر من الطريق السريع الرابط بين وادي جر والحساينية على مسافة 25 كلم. اما قطاع التربية فقد استفاد من إكمالية جديدة محمد-العيد-آل-خليفة وروضة للاطفال افتتحهما رئيس الجمهورية. وفي قطاع النقل اشرف رئيس الدولة على افتتاح المصعد الهوائي الرابط بين البليدة ومرتفع الشريعة. وقد خص سكان مدينة الورود رئيس الجمهورية باستقبال حار بمناسبة زيارته لولايتهم. فعلى طول مسار الموكب الرئاسي تزينت بلديات الولاية وشوارعها في هذا اليوم الربيعي بالأعلام الوطنية و بصور الرئيس بوتفليقة وبشعارات تحمل معاني الترحيب والثناء والعرفان بالانجازات الاقتصادية والاجتماعية المحققة في عهده. وبشارع الفاتح نوفمبر-- الذي عبره رئيس الجمهورية مشيا على الأقدام -- اصطف المواطنون من مختلف الأعمار لملاقاة رئيس الدولة والاحتفاء بقدومه إلى ولايتهم في جو بهيج امتزج فيه إيقاع الموسيقى التقليدية بطلقات البارود وزغاريد النسوة التي كانت تتعالى من شرفات العمارات و المنازل لتحية موكب رئيس الجمهورية. و وسط هذه الاجواء كان الرئيس بوتفليقة وهو يعبر الشارع يبادل المواطنين التحية أحيانا والتوقف أحيانا اخرى لمصافحة المواطنين نزولا عند إلحاحهم. وقد رفع المواطنون القادمون من مختلف بلديات الولاية -- مثلما تدل عليه اللافتات المعلقة والمرفوعة -- شعارات عديدة تنوه بالمصالحة الوطنية و بمختلف الانجازات التنموية المحققة منها ''استمرار مسار المصالحة الوطنية غايتنا'' و ''مرحبا بفخامة رئيس الجمهورية'' و ''مدينة الورود ترحب برئيس الجمهورية'' و ''مرحبا برجل المصالحة الوطنية'' وغيرها. كما شارك في حفل استقبال الرئيس بوتفليقة نشطاء الحركة الجمعوية والمجتمع المدني ومختلف المنظمات الجماهيرية. بوتفليقة : يوم الشهيد هو عيد الفداء والخلاص من الظلم والعدوان والاستعباد أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس بالبليدة أن يوم الشهيد في الجزائر هو ''عيد الفداء والخلاص من الظلم والعدوان والاستعباد بالدم وبالموت". وأوضح الرئيس بوتفليقة في كلمته بمناسبة اليوم الوطني للشهيد أن يوم الشهيد الذي ''نتطيب بأنفاسه في هذه اللحظات هو عرفان متجدد واعتراف لملايين الشهداء الذين تعاقبت مواكبهم الزكية خلفا عن سلف في كل شبر وفوق كل بقعة من تراب الجزائر منذ أن دنس المحتلون إديمه والى أن أرغمه أبطال نوفمبر المنتصرون على الاندحار والانكسار". وبعد أن ذكر رئيس الجمهورية أنه ''إذا كان الشهيد قد قدم حياته فداء للوطن وللقضية ولأبناء أمته'' فإنه قد أراد -- كما أبرز -- ''حياة له ولهم غير الحياة التي ثارضدها ولقد أغدت الشهادة بهذا المفهوم وصية وأمانة". وفي هذا السياق قال رئيس الدولة أن ''يخصص شعب يوما أو أكثر من يوم للاحتفاء بمن ضحوا في سبيله أمر دارج ومعقول إلا أن قصة الشهداء ودلالات الشهادة وبشارتها تأخذ معاني أخرى حينما يتعلق الأمر بالجزائر التي هي بحق هبة الشهداء". وأضاف الرئيس بوتفليقة أنه من واجب الجزائريين ''اليوم وغدا'' أن ''يحفظوا ذكرى تلك القوافل من الرجال والنساء الذين رفعوا عقائرهم بالنذير وكرسوا أنفسهم للكفاح وتقدموا الشعب في ميادين القتال مضحين بأنفس ما لديهم من أجله وفي سبيله". "لاشك في أن إختيار 18 فيفري يوما وطنيا للشهيد منذ أن تأسس في مثل هذا التاريخ سنة 1989 -- كما قال رئيس الدولة -- هو دليل على وجود هذه الإرادة للتواصل وللوفاء". وبعد أن ذكر الرئيس بوتفليقة بأن ''هذا الشهر تميز بمحطات تاريخية هامة وحوادث مؤلمة'' أوضح أن ''تأسيس المنظمة السرية بتاريخ 18 فيفري 1947 التي مهدت لخيار الكفاح المسلح وكذا طرح القضية الجزائرية أمام الجمعية العامة للامم المتحدة بتاريخ 18 فيفري 1957 كانا من بين أهم تلك المحطات". وأضاف رئيس الدولة أن هذا الشهر تميز أيضا ''بمحن شديدة تمثلت في بلوغ العدوان الاستعماري قمة وحشيته يوم قام بإعدام مجموعة كبيرة من المجاهدين أمام إخوانهم الجزائريين ويوم تنفيذ فرنسا لواحدة من أبشع التجارب النووية السطحية في ناحية رقان بتاريخ 13 فيفري 1960". كما قررت فرنسا في مثل هذا الشهر -- يضيف رئيس الجمهورية -- ''إنشاء المناطق المحرمة وإقامة الأسلاك الشائكة المكهربة وزرع ملايين الألغام المضادة للافراد التي مازال جيشنا يعكف على إزالتها الى اليوم دون أن ننسى الجريمة المقترفة على ساقية سيدي يوسف يوم 8 فيفري 1958".