حلّ شهر رمضان وتوقع الجميع من العائلات المستفيدة من قفته بالعاصمة أنها ستصله في وقتها وأنها ستكون إعانة وليست إهانة، غير أنه مثل كل سنة لا يحلو صيام الأميار إلا بتأخير القفة وعدم توزيعها في وقتها، وليت الأمر توقف عند هذا الأمر، فقفة الإعانة هي قفة إهانة، مثلما قال بعض المواطنين، الذين تساءلوا عن سبب إلغاء مساعدة العائلات المعوزة بصكوك، كما كان الأمر في السنوات الأخيرة والعودة إلى القفة. ويبدو أن توزيع قفة الإعانة الرمضانية لم تكن مثلما كان متوقعا، بعدما راجت أخبار مفادها مطالبة الراغب بالاستفادة من القفة بتقديم وثائق، على غرار شهادة عدم المتابعة من قبل مصالح الضرائب وعدم الانتساب لصندوق التقاعد سواء للأجراء أو غير الأجراء، مع تقديم شهادة وفاة الزوج بالنسبة للأرامل وشهادة الطلاق للمطلقات وشهادة بطال لفئة البطالين وكذا شهادة عدم امتلاك دخل ثابت، وهي تعليمة مثلما كشف لنا بعض الأميار لم تصل مكاتبهم لذا لم يطالبوا بها المواطنين واكتفوا بطلب الوثائق القديمة. * لا توزيع لقفة رمضان قبل حلوله لكن وإن كانت بعض البلديات قد وزعت قفة رمضان أسبوعا قبل حلول شهر رمضان، فإن بعض الأميار لا زالوا لم يوزعوا ولم يستكملوا توزيعها، ما أثارت استغراب عدد من المواطنين، على غرار قاطني بلدية وادي السمار وباب الزوار، وبعضهم في حسين داي لا زالوا ينتظرون نصيبهم من هذه القفة. وأبرز بعض سكان باب الزوار استغرابهم من تأخر توزيع قفة رمضان مع أن المصالح المحلية، كما استفيد منهم، قد استكملت كل الإجراءات الإدارية وأكدت على أنها ستوزعها قبل حلول شهر الصيام، نفس الشيء بالنسبة لسكان بلدية وادي السمار الذين تساءلوا عن أسباب تأخر مصالح البلدية عن مدهم بهذه الإعانة، فيما استفسرت بعض العائلات المعوزة عن سبب إقصائها من القفة الرمضانية مع أنهم معنيون ومع أن مصالح البلدية قد وزعت بعضها. ولا يختلف وضع المستفيدين من قفة رمضان ببلدية القبة وبعض من سكان بلدية حسين داي الذين ينتظرون نصيبهم من هذه القفة الرمضانية، مستفسرين عما أخرها عن التوزيع مع أن مصالح البلدية قد أعدت القائمة واقتنت كل المستلزمات. * قفة إهانة وليست قفة إعانة حددت وزارتا الداخلية والتضامن محتوى قفة رمضان الواحدة ب12 مادة غذائية، وطالبت في تعليمة لها مصالح الشؤون الاجتماعية في البلديات بالالتزام بها. وتتضمن القفة نحو 10 كلغ دقيق، 5 كلغ فرينة، 2 كلغ حمص، 1 كلغ أرز، 2 كلغ شعيرات، 1 كلغ فريك، 5 لتر زيت، 2 كلغ طماطم مصبرة، 3 كلغ سكر، بالإضافة إلى 4 علب قهوة 250 غ، وعلبتي حليب بودرة 500 غ، و500 غرام سمن نباتي. واعتبر بعض المواطنين، أن هذه القفة ليست بقفة إعانة وإنما قفة إهانة باعتبار محتوياتها لا يمكن أن تغطي احتياجات شهر عمره 30 يوما، بل ما تحتويه لا يكفي لأسبوع، متسائلين عن سبب إلغاء الإعانة بصك بريدي مثلما كانت في السابق. وحسب بعض من المواطنين الذين تحدثت معهم "الحوار"، فإن الدولة ملزمة بإعادة النظر في قفة رمضان والعودة دون تفكير إلى منح العائلات المعوزة صكوكا بريدية من شأنها أن تسمح لهم باقتناء ما يحتاجونه وقد تغطي ولو بنسبة طفيفة متطلباتهم. * أميار يرافعون للعودة إلى الصكوك البريدية بدل قفة الإعانة من جهتهم، أكد بعض أميار العاصمة الذين تحدثوا مع "الحوار"، أنهم لم تصلهم من وزارة الداخلية أي تعليمة تجبر العائلات المعوزة على تقديم وثائق عديدة لأجل الاستفادة من قفة رمضان، على غرار شهادة عدم المتابعة من قبل مصالح الضرائب وعدم الانتساب لصندوق التقاعد سواء للأجراء أو غير الأجراء، مع تقديم شهادة وفاة الزوج بالنسبة للأرامل وشهادة الطلاق للمطلقات وشهادة بطال لفئة البطالين وكذا شهادة عدم امتلاك دخل ثابت، وهي تعليمة، فيما أبرزوا تفضيلهم منح العائلات المعوزة صكوكا بريدية بدل قفة تحتوي على بعض المواد الغذائية. وحسب رئيس بلدية السويدانية، وهاب جوادي، فإن عدد القفف التي وزعت على العائلات المعوزة وصل إلى 1300 عائلة، حيث رصد لها مبلغ مالي قدر ب400 مليون سنتيم، فيما طمأن رئيس بلدية حسين داي العائلات التي لم تصلها بعد حصتها من القفة الرمضانية أنهم سيحصلون عليها هذا الأسبوع على أقصى تقدير. هذا، وكشف رئيس بلدية الحراش امبارك عليك، أنه بعد دراسات تمت من قبل لجنة مختصة سنبدأ بتوزيع القفف خلال الأسبوع الجاري، حيث ستستفيد من القفة 2600 عائلة مستفيدة بمعدل 3000 دج للعائلة. * 8 مليار سنتيم لفائدة العائلات المعوزة خلال شهر رمضان بالعاصمة وكشفت جبالي فريدة، رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والشؤون الدينية والأوقاف والشباب والرياضة التابعة للمجلس الشعبي الولائي، أن العاصمة حدد لها ميزانية مالية قدرت ب48 مليار سنتيم لفائدة العائلات المعوزة خلال شهر رمضان الكريم. وأوضحت جبالي فريدة، رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والشؤون الدينية والأوقاف والشباب والرياضة التابعة للمجلس الشعبي الولائي، أن غلافا ماليا بقيمة 48 مليار سنتيم تم تخصيصه للعائلات المعوزة سيوزع عليهم في شكل قفف رمضانية. وقالت إن هذا المبلغ هو مساهمة من جميع بلديات الولاية باستثناء 3 بلديات هي برج البحري وعين طاية والمرسى التي لم تمكنها ميزانيتها الخاصة في الاشتراك في هذه المبادرة التضامنية. كما ساهمت مصالح الولاية بتدعيم المجلس الشعبي الولائي لضمان تقديم أكبر عدد من الإعانات للعائلات الأكثر احتياجا عن طريق تخصيص غلاف مالي تزيد قيمته عن 30 مليون دج، وسيوزع هذا المبلغ على شكل قفف تصل لمستحقيها قبل أول أيام شهر رمضان الكريم. وتم تحديد المستفيدين من هذه الإعانات، كما قالت، بعد ضبط قوائم المعوزين من قبل أعضاء اللجان البلدية التي تكفلت بإعداد هذه القوائم قبل تحويلها إلى المقاطعات الإدارية، ليتم النظر فيها والضبط النهائي لها من الولاة المنتدبين. وحسب السيدة جبالي، فإن قيمة قفة رمضان هذا العام ارتفعت من 3.500 دج في السنة الماضية لتصل إلى 5.500 دج بالنظر إلى ارتفاع قيمة المواد الغذائية، فيما ستزيد قيمة هذه الإعانة لتصل إلى 7000 دج وحتى 10000 دج في عدد من البلديات التي تملك الإمكانات المادية التي تساعدها من رفع قيمة إعانتها لمواطنيها المحتاجين. وأشارت إلى شروط الاستفادة من هذه المبادرة التضامنية التي ترتبط بضعف مدخول العائلات، لا سيما التي لا يزيد راتب أربابها عن 18000 دج الحد الأدنى للأجور المعمول به. كما تخص المبادرة عائلات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الذين ليس لهم عائد مالي من دون منحة المعاق وكذا العجزة والأرامل، يضيف المصدر. مليكة ينون