لايزال سكان قلعة فور الترك (مرسى الذبان سابقا) المتواجدة ببلدية الرايس حميدو بولاية الجزائر العاصمة يعانون من ارتفاع الرطوبة وهشاشة البنايات وتسربات مياه الأمطار منذ سنوات عديدة تجاوزت نصف القرن.وفي هذا السياق أعرب معظم سكان القلعة ليومية ''الحوار''، عن استيائهم الشديد من الوضعية الكارثية التي يعيشونها منذ أمد بعيد وسط هذه القلعة التراثية التي كان يجدر بالسلطات المختصة بالعمران التراثي استرجاعها وترميمها للمحافظة عليها. حيث أوضح من تحدثنا إليهم من سكان القلعة بشأنها أنها تفتقر لأدنى شروط العيش الكريم واللائق، ما أدى إلى تسجيل العديد من أمراض الحساسية والربو وسط العائلات القاطنة بالقلعة، لاسيما الأطفال وكبار السن حسب ما أكدوه لنا. ومازاد الطين بلة ومن حدة استياء هؤلاء السكان، هو تنصل السلطات البلدية للرايس حميدو من المسؤولية المخولة لها، وذلك بحكم تواجدهم فوق ترابها، وتحميل المسؤولية لمديرية الثقافة لولاية الجزائر بحجة إقامتهم وسط قلعة تاريخية تدخل في إطار حماية التراث، وهذه العملية من مهام مديرية الثقافة التي لها صلاحية اتخاذ القرارات الخاصة بسكان القلعة ما إن كان يتوجب عليهم الخروج منها والرحيل إلى سكنات، أو إعادة ترميمها، أو بقاء الوضع على ماهو عليه، حسب ما جاء على لسان معظم قاطني القلعة ممن رفعوا رسالة شكوى لسلطات المجلس الشعبي للرايس حميدو، والتي بحوزتنا نسخة منها. وعلى إثر ذلك توجه معظم سكان قلعة مرسى الذبان، إلى سلطات مديرية الثقافة، هذه الأخيرة التي اقترحت عليهم قرار الرحيل إلى الشاليهات المتواجدة ببلديتي عين طاية وبرج البحري، غير أن ذات السكان رفضوا هذا القرار الذي اعتبروه غير عادل بعدما قضوا سنوات عمرهم وسط هذه القلعة ينتظرون حلم تحقيق العيش وسط سكنات اجتماعية لائقة تحفظ لهما ماء الوجه وتجنبهم تلك المرارة التي عاشوها مع أطفالهم، على حد تعبيرهم. في ذات الإطار يناشد قاطنو قلعة فور الترك المعروفة باسم مرسى الذبان، السلطات البلدية والمحلية التدخل السريع، من أجل انتشالهم من هذه الوضعية المزرية والعالقة منذ سنوات عديدة وترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة. من جهتنا حاولنا الاتصال مرارا وتكرارا بالسيد زعيوى بوجمعة رئيس المجلس الشعبي للرايس حميدو للاستفسار أكثر عن الوضع ولمعرفة الجديد، غير أنه تعذر علينا مكالمته. الجدير بالذكر أن العديد من العائلات كثيرة العدد والقاطنة بالقلعة اضطرت إلى إقامة بنايات فوضوية بجوار القلعة للعيش براحة بعيدا عن الاكتظاظ. .. وبغلاف مالي قدره 40 مليار سنتيم بلدية الرايس حميدو تشرع في تطبيق برنامجها ل 2009 كشف رئيس بلدية الرايس حميدو زعيوة بوجمعة على هامش لقاء خاص جمعه ب ''الحوار'' عن برنامج البلدية المسطر لهذه السنة والمنتظر إنجازه قبل انتهائها على خلفية تقييم إنجازات السنة الماضية، عن تخصيص المجلس الشعبي ميزانية معتبرة قدرها 40 مليار سنتيم ستوجه للنهوض بقطاعات مختلفة بالمقاطعة. حيث ستعرف بلدية الرايس حميدو انطلاق أشغال إنجاز 11 ملعبا جواريا مع تخصيص أحدها لإجراء المقابلات الرسمية وآخر للتدريبات، حسب ما أوضحه رئيس البلدية، مؤكدا شروع الإنجاز فيها الشهر المقبل كأقصى تقدير. أما فيما يتعلق بالجانب التربوي والصحي فستتعزز البلدية بإكمالية جديدة هيأت أرضيتها بمنطقة ''سيدي الكبير''، وبعيادتين متعددتي الخدمات لفك الضغط عن تلك الموجودة تحت تصرف المواطنين، كما سيشهد 11 حيا بذات البلدية عملية الإمداد بغاز المدينة وهو ما يتزامن مع إعادة تهيئة الطرق والشوارع عبرها.