بعد الضجة التي أحدثتها الحملة التي تبناها نشطاء جزائريون على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" البس جزائري في العيد والتي حققت نجاحا كبيرا على المستوى الوطني وتعدته حيث وجدت تجاوبا عربيا وعالميا فاق كل التصورات، لم يكن أحد يتوقع أن يحقق هشتاغ "البس جزائري في العيد" والذي أطلقه راديو نجوم مواهب الجزائر خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان الكريم كل هذا النجاح، حيث تبنت عديد الشخصيات الفنية والإعلامية والثقافية مع الساعات الأولى لصبيحة عيد الأضحى المبارك هذه الحملة وظهرت بملابس تقليدية عكس عمق الزخم الثقافي الذي تتمتع به الجزائر عبر مناطقها المختلفة، هذه الحملة تعدت حدود الجزائر ولقت صدى عبر كامل ربوع الوطن العربي وحتى العالمي وهو ما دفع القائمين عليها إلى إطلاق حملة أخرى مواصلة للأولى تحت عنوان "معا للحفاظ على اللباس التقليدي الجزائري والضغط على وزارة الثقافة الجزائرية من أجل حمايته من السرقات حيث تعمد بعض البلدان المغاربية بين حين وآخر إلى نسب بعض الألبسة التقليدية الجزائرية إليها وتعتبرها جزءا من تراثها. ويسعى القائمون على هذه الحملة إلى أن تكون هذه الحملة أكثر قوة من سابقتها من أجل دفع وزارة الثقافة باعتبارها المعنية رقم واحد بالأمر من أجل تثمين اللباس التقليدي الجزائري والتعريف به باعتباره جزءا لا يتجزأ من تراثنا المادي والحفاظ عليه خاصة من السرقات. وتأتي هذه المبادرات بعد تراجع الاهتمام باللباس التقليدي الجزائري من كراكو، قفطان، شدة تلمسانية، الفرقاني والقندورة القسنطينية، العنابية، السطايفية والنايلية والبلوزة الوهرانية هذا من جهة، ومن جهة أخرى إقدام بعض الدول الشقيقة في الآونة الاخيرة إلى إظهار بعض الألبسة التقليدية الجزائرية والتي تعود إلى قرون طويلة على أنها لها وهو ما أثار انزعاج الكثير من أبناء هذا الوطن الغيورين على تراثهم. الإعلاميون والفنانون الجزائريون كانوا السباقين في تبني هذه المبادرة حيث ظهروا خلال الاسبوع الاول من عيد الفطر المبارك بازياء تقليدية متنوعة منهم الاعلامي رياض بن عمر، كنزة فرح، الإعلامية بقناة بي ان سبور رانيا الأفندي، الممثلة سارة لعلامة، الاعلامي محمد الفاتح خوخي رفقة الاعلامية مريم غراز على قناة الشروق نيوز، حيث فضّل خوخي ارتداء الكراكو العاصيمي عوض البدلة الكلاسيكية دعما وتشجيعا للمبادرة. حتى بعض الاسماء العربية واكبت الحملة منهم الاعلامية اللبنانية نانسي ياسين وظهرت بكاراكو عاصمي معاصر لمصمم جزائري وكتبت تغريدة على تويتر تقول "123 فيفا للجيري"، اما الممثلة الفلسطينية الجزائرية فاختارت البلوزة الوهرانية للمشاركة في هذه الحملة وكتبت طافش على صفحتها في الفايسبوك "كل تراث بلاد العرب غنية و رائعة ولزي المغرب العربي ككل خصوصيته وجماله .. و للزي التقليدي الجزائري جمالية خاصة. وزارة الثقافة التزمت الصمت امام هذه المبادرة ولكن تجرد الاشارة الى ان وزارة الثقافة خلال السنوات الاخيرة خاصة في عهد وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي تم التاسيس للعديد من الفعاليات الثقافية والفنية وبعض المهرجانات من اجل اعادة بعض اللباس التقليدي الجزائري وحمايته من الاندثار لكنها لم تلق التجاو ب الذي حظيت به حملة "البس تقليدي في العيد" على الفيس بوك. حنان حملاوي