مصنع الإسمنت يهدد شواطئ وسكان الرايس حميدو وجدنا بشاطئ "لابيشري" قارورات بلاستيك تعود ل450 سنة رئيس البلدية والمنتخبون أعداء النجاح دعا سليم جناد، رئيس جمعية حماية البيئة البحرية، ببلدية رايس حميدو، والي العاصمة، عبد القادر زوخ، إلى التدخل العاجل لإيقاف ما يحدث بالبلدية وفرملة تلاعبات بعض المنتخبين. وقال رئيس الجمعي، في حوار مطول مع"الحوار"، "أطالب والي العاصمة، عبد القادر زوخ، بالوقوف وقفة جدية عند الكارثة البيئية التي تعرفها غابة "لافيجي" بالرايس حميدو بعدما قطعت أشجارها وتحوّلت إلى موقع لبناء السكنات الفوضوية"، مضيفا: " هناك غياب لمسؤولي البلدية، لذا عليك يا والي العاصمة، أن تحمي بيئتنا وتتخذ إجراءات ردعية لإيقاف هذه الكارثية التي تعرفها غابة "لافيجي" بالرايس حميدو".
وفي "الحوار" نفسه، كشف رئيس الجمعية، أن " هناك منتخبون وموظفون يتلاعبون جهارا نهارا بعقار البلدية وتحديدا يتلاعبون بعقار الغابة الموجودة ب"لافيجي"، من دون أن يحرك رئيس البلدية قيد أنملة لوضع حد لمثل هذه التصرفات المستبيحة للبيئة و لملك الدولة"، مشيرا إلى أنه " تم بيع قطع أراضي على مستوى" لافيجي" وسمح لمن اشتراها بقطع الأشجار لأجل بناء عليها بيوتا فوضوية".
وأردف سليم جناد "الشيء نفسه بالنسبة لما يحدث من قبل مصنع الإسمنت الذي يهدد شواطئ الرايس حميدو، حيث أناشد والي العاصمة التدخل ووضع الأمور في نصابها قبل أن تحدث كارثة بيئية وبشرية"، متابعا بالقول "أوجه ندائي للمسؤولين بالبلدية والسكان الذين يسبحون بالشاطئ بتوخي الحذر، لأن المياه ملوثة و احتمال كبير إصابتهم بأي أمراض خطيرة، منها الأمراض الجلدية". هذا، وقال رئيس الجمعية: "نشاطاتنا قلت، ليس تقاعسا منا ولا خذولا، ولكن بسبب تهميش رئيس البلدية لنا وعدم دعمه لنا، لا ماليا ولا معنويا"، لافتا إلى أن "رئيس البلدية يرفض مساعدة الجمعية مع أنه على دراية بعدم حصولنا على مقر إلا أنه لا يريد أن يساعدنا على العودة للمقر القديم الذي سحب منا عنوة أو الذي أخرجنا منه".
* نبدأ بنشاطاتكم وهل أنتم راضون عما تقدمونه للبيئة البحرية؟ نشاطاتنا قلت، ليس تقاعسا منا ولا خذولا، ولكن بسبب تهميش رئيس البلدية لنا وعدم دعمه لنا لا ماليا ولا معنويا، وأشير هنا إلى أننا نظمنا عدّة نشاطات تمثلت في تنظيف دوري للغابات والشواطئ خصوصا مع دخول فصل الصيف، حيث نقوم دائما بتنظيف سطح الشواطئ وأعماقها، وأشير هنا إلى أن كل مصاريف هذه النشاطات من جيوبنا الخاصة.
* وكيف وجدتموها أي ماذا سجلتم من ملاحظات بعد عمليات تنظيف الشواطئ والغابات؟ صراحة ما جمعناه من نفايات من شواطئ الرايس حميدو غريب وفظيع ومثير للتساؤل، بل يستدعي تدخل الجهات الوصية لأجل حماية شواطئنا، فقد رفعنا من قاع الشاطئ " حمالة الأطفال" وقارورات البلاستيك وأكياس وأحذية، فضلا عن نفايات المستشفى الموجود بين الرايس حميدو والحمامات من أكياس و حقن، والأفظع تلك المواد السامة التي يرميها مصنع الإسمنت الموجود ببلدية الرايس حميدو، لذا وفي هذا الصدد، أوجه ندائي للمسؤولين بالبلدية والسكان الذين يسبحون بالشاطئ بتوخي الحذر لأن المياه ملوثة واحتمال كبير إصابتهم بأي أمراض خطيرة، منها الأمراض الجلدية. * هل من توضيح أكثر؟ هناك بشواطئ الرايس حميدو مواد سامة سائلة لونها بني غامض تهدد صحة المصطافين وفواكه البحر في طريقها للانقراض، وعليه يجب أن تتدخل كل الجهات الوصية لوضع حد لما يحدث وإيقاف كارثة بيئية وبشرية أكيدة، وأشير هنا إلى أن بلدية الرايس حميدو بلدية سياحية وليست صناعية، وما يفرزه مصنع الإسمنت قتل السياحة بالمنطقة وأثر سلبا على مدخول البلدية، حيث أنه يطرح في الليل 200 ألف طن من مادة أولية للإسمنت، وفي النهار يسترجع 100 ألف طن، والمواطن هو من يدفع الثمن، حتى السكان عندما يمرضون ويصابون بالحساسية التنفسية لا يقدم لهم أي تعويض ولا مساعدة مالية، أكثر من هذا سكان الرايس حميدو ليس لهم حق شراء الإسمنت من هذا المصنع بل نشتريه من فوكة في الوقت الذي يباع إلا للبزناسية.
* وهل راسلتم وزارة البيئة وأبلغتموها بما يصنعه مصنع الإسمنت بشواطئ الرايس حميدو؟ بعثنا رسالة لوزارة البيئة، وقد راسلت مديرية البيئة ولكن لا شيء تغير، ولا أحد تحرك واتخذ التدابير الردعية والوقائية وكأن الأمر لا يهمهم، وأشير هنا إلى أنه من المفروض أن تقدم لنا وزارة البيئة مساعدات مالية ، وبما أن مديرية الشباب والرياضة تشاركنا في نشاطاتنا، فلم نتمكن من الحصول على هذه المساعدة المالية إلا إذا كان لدينا وساطة، وطبعا في هذه الحالة قد نحصل على هذا الغلاف المالي المقدر ب50 مليون سنتيم.
* وهل تحدثتم مع مدير شركة الإسمنت حول ما يطرح من هذه المادة في الشواطئ؟ تحدثنا مع مدير شركة الإسمنت فأنكر ونفى رمي مخلّفات مصنعهم للإسمنت في شواطئ الرايس حميدو.
* بالنسبة لنشاطات الجمعية، هل هي نشاطات بلدية، أم أنها ولائية؟ نشاطاتنا بلدية وأحيانا ولائية، فقد نظّفنا عدة شواطئ بالعاصمة، منها شاطئ "لابيشري" وغابات باينام.
* وماذا وجدتم من نفايات بشاطئ لابيشري؟ وجدنا بشاطئ لابيشري قارورات بلاستيك تعود ل450 سنة، كما اكتشفنا أن الزيوت التي تطرحها القوارب مضرة وخطرة وتهدد مياه الشاطئ والفواكه البحرية. وحسب الخبراء، فإن1 لتر من الزيوت كافية لتلويث 1000 متر مربع، لذا فإن الأسماك في طريقها إلى الإنقراض. وعن غابة باينام رئة الجزائر العاصمة، فقد نظفناها مرات عديدة، منها حملة نظافة قمنا بها مع شركة سويدية مؤخرا، وصراحة أحرجنا بما رفعناه من نفايات، على غرار قارورات الخمر التي غزت الغابة، فضلا عن وضعها الكارثي، حيث تغيب فيها التهيئة وينعدم فيها الأمن ومحرومة من الأكياس المخصصة لرمي النفايات.
* ذكرتم أن مصالح البلدية لا تقدم لكم أي مساعدة لا معنوية ولا مادية، لذا نريد أن نتعرف أكثر على علاقتكم بمسؤولي البلدية ورئيسها؟ رغم النشاطات المكثفة والمجهودات الكبيرة التي يقوم بها أعضاء الجمعية، إلا أن ذلك لم يشفع لنا بشيء أمام مسؤول البلدية الذي يرفض منذ مجيئه على رأس البلدية مساعدتنا وتدعيمنا وتشجيعنا، وأؤكد بأن رئيس البلدية، جمال بلمو، أدخلنا في دوامة التهميش والإقصاء وحرمنا من كل حقوقنا لأسباب نجهلها.
* هل من توضيح أكثر لعلاقتكم برئيس البلدية؟ رئيس البلدية يرفض مساعدة الجمعية مع أنه على دراية بعدم حصولنا على مقر، إلا أنه لا يريد أن يساعدنا على العودة للمقر القديم الذي سحب منا عنوة أو الذي أخرجنا منه. وللتوضيح أكثر فإن المكتب الوحيد الذي كان مقرا للجمعية بدار الشباب قبل مجيئه، انتزعه منا جمال بلمو، لأسباب نجهلها ومنحه لجمعيات أخرى غير ناشطة حوّلته على مرأى منه ومن كل المنتخبين إلى فضاء للعب الدومينو، كما أشير إلى أن رئيس البلدية لم يكتف بهذا فقط، بل هدم بنيانا صغيرا ولمرتين على التوالي، كنا قد شيّدناه بالقرب من الشاطئ، حيث أن تلك القطعة الأرضية كانت مرتعا لمنحرفي الأخلاق ومتعاطي المخدرات، فاسترددناها وبدأنا بتشييد المقر، وطبعا دون سابق إنذار ولأسباب أيضا نجهلها وربما نربطها نحن بمحاولة عرقلة نشاطنا وتعطيل تحقيق أهدافنا مع أنها تخدم البيئة والمحيط، أصدر قرارا بهدمه في الوقت الذي تحوّلت الغابة وبالتحديد " لافيجي" إلى بيوت فوضوية بعدما اقتلعت الأشجار جهارا ونهارا. شيء آخر لا يمكن أن نغفل عنه وأثار استياءنا وامتعاضنا، فرئيس البلدية عقد مع جمعية خيرية فتية اتفاقية مع أن ملفها غير مستوفي للشروط، فيما حرم جمعيتنا المستوفى ملفها كل الشروط من حقها من الاتفاقيات التي تسمح لنا بالاستفادة من مساعدة مالية مقدرة بقيمة 10 مليون سنتيم من الولاية، والتي بدورنا تساعدنا على تجسيد نشاطاتنا. أكثر من هذا هناك كارثة بيئية ستعرفها بلدية الرايس حميدو، والمسؤول الأول على البلدية لا يحرك ساكنا رغم أننا أعلمناه.
* كيف ذلك؟ هناك منتخبون وموظفون يتلاعبون جهارا نهارا بعقار البلدية، وتحديدا يتلاعبون بعقار الغابة الموجودة بلافيجي، دون أن يحرك رئيس البلدية قيد أنملة لوضع حد لمثل هذه التصرفات المستبيحة للبيئة ولأملاك الدولة، وأشير هنا إلى أنه تم بيع قطع أراضي على مستوى" لافيجي"، وسمح لمن اشتراها بقطع الأشجار لأجل بناء عليها بيوتا فوضوية، ومن يريد أن يتأكد من الوضعية الكارثية للغابات ومما نقوله ونكشف عنه للعلن، عليه أن ينتقل على مستواها ويرى بأم عينيه الكارثة البيئية المحدقة ببلدية الرايس حميدو وما ينتظرها من كارثة أعظم إذا لم تتدخل مصالح الجهات الولائية لوضع حد لهؤلاء الأشخاص المنتخبين، والذي اعتبرهم أعداء النجاح ولحماية البيئة، بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
* وأين هو رئيس البلدية من كل ما يحدث؟ رئيس بلدية الرايس حميدو تغير ولم يعد ذلك الرجل الذي وقفنا معه خلال الحملة الانتخابية وساندناه لأجل افتكاك كرسي البلدية، فرئيس البلدية ما إن تربع على الكرسي حتى نسي أننا من أعطاه أصواتنا ونحن من روّجنا له وساعدناه على الفوز في الانتخابات، وطيلة الأربع سنوات لم تربطنا معه علاقة طيبة بل علاقة مكهربة متعفنة، والغريب أننا نجهل لماذا يرفض مساعدة الجمعية ويرفض التحرك حيال ما يحدث للبيئة، خصوصا أنه يقول لأشخاص آخرين أننا ساعدناه وبأنه صديقي وكان زميلي في الدراسة، وبكل صراحة وبالمختصر، رئيس البلدية من الأشخاص الذين يعدون لا يوفون.
* وهل وجهتم رسالة إلى والي العاصمة عبد القادر زوخ؟ نعم وجّهنا رسالة إلى والي العاصمة، عبد القادر زوخ، وطرحنا انشغالنا وأبلغناه برفض رئيس البلدية مساعدتنا، إلا أن الرسالة مع الأسف الشديد لم تحمل على محمل الجد من قبل الوالي ولم يرد عليها لا بالإيجاب ولا بالسلب، رغم أن مصالح الولاية صنفتنا من بين أهم الجمعيات الناشطة بالعاصمة وعبد القادر زوخ كرمنا بنفسه، إلا أنه لم يرد على رسالتنا ما زاد من استيائنا، وما يعني مع الأسف الشديد غياب عامل التشجيع للجمعيات الناشطة، وأكرر بالقول، هناك تكريم لكن ليس هناك تشجيع.
* كلمة توجهونها للمسؤولين بالبلدية والولاية؟ أوجه ندائي لوالي العاصمة، عبد القادر زوخ، وأطالبه بالوقوف وقفة جدية عند الكارثة البيئية التي تعرفها غابة "لافيجي" بعدما قطعت أشجارها وتحولت إلى موقع لبناء السكنات الفوضوية، فأقول لهم إن هناك غياب للمسؤولي البلدية، لذا عليك يا والي العاصمة أن تحمي بيئتنا وتتخذ إجراءات ردعية لإيقاف هذه الكارثة. والشيء نفسه بالنسبة لما يحدث من قبل مصنع الإسمنت الذي يهدد شواطئ الرايس حميدو، أناشده التدخل ووضع الأمور في نصابها قبل أن تحدث الكارثة. حاورته: مليكة ينون