سامية جيدل انتقد سليم جناد، رئيس جمعية حماية البيئة البحرية، ببلدية رايس حميدو، في لقاء له مع "الحوار"، بشدة تأخر الجهات الوصية عن غلق مصنع الإسمنت أو على الأقل اتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على مخلفاته، كاشفا أن تلوث شواطئ الرايس حميدو سببه بقايا هذا المصنع، وفيما أكد أن نقص الدعم المادي من طرف الوزارات والمؤسسات الخاصة أضعف نشاطاتهم وأعاقها، اتهم أطرافا لم يذكر اسمها بمحاربة الجمعية وكانت وراء هدم المقر الجديد. *الجميع يتفق على أن الشواطئ بالرايس حميدو تحتاج للتنظيف، مثلما يعتمدون بنسبة -لا بأس بها- على الجمعية كونها معروفة في المنطقة، غير أنه بالمقابل ثمة انتقادات حول ضعف نشاطاتكم، ما ردكم؟ نحن لا نلام لأن وسائل الجمعية بسيطة والإعانات من الجهات الوصية منعدمة، وأذكر بأنه رغم بساطة الوسائل إلا أننا لم نتخلى عن دورنا في تنقية شواطئ الرايس حميدو، حيث شرعنا ليلة أمس، بالتنسيق مع وزارة الصيد البحري، بحملة تنظيف المواني وباشرناها من ميناء لابيشري كما قمنا بحملة تحسيسية للصيادين بهدف التعريف بنوعية النشاط، إضافة إلى العديد من حملات التوعية بمدراس بلدية رايس حميدو، فضلا عن حملة تنظيف في أعماق البحار، انطلقت من موانئ رايس حميدو مرورا بعين البنيان وصولا إلى شاطئ القرن الذهبي بتيبازة. *ألا ترون أن الأولوية في التوعية للمواطن قبل الصياد، كونه يتحمل جزءا من مسؤولية التلوث؟ هذا صحيح المواطن يتحمل جزءا من مسؤولية تلوث الشواطئ، بترك نفاياته بعد مغادرته دون أن يرفعها ويرميها في المكان المخصص لها، لذلك نحن كثفنا من الحملات التحسيسية من أجل زرع ثقافة النظافة في الحفاظ على الشواطئ، كما ننبّه للمخاطر الناتجة عن النفايات في تهديد البيئة، وفي الوقت نفسه نشدد على مصالح البلدية بوضع الحاويات المخصصة للقمامة بالشواطئ. *هل في برنامجكم تنظيف كل الشواطئ؟ قمنا بتنظيف أعماق البحار بشواطئ رايس حميدو وعين البنيان حتى ميناء الجزائر، إضافة إلى شواطئ برج البحري وكيتاني الشاطئ الصغير، وقد تم تسخير32 غواصا لتنقية أعماق الشواطئ. *كم بلغت كمية النفايات التي رفعتموها؟ فاقت النفايات التي استخرجت من أعماق شواطئ الرايس حميدو 2 طن، لكن أشير هنا إلى أن الكمية الكبيرة من النفايات تعود لمصنع الاسمنت الموجود بالبلدية، حيث بات هذا المصنع خطرا على الشواطئ والبيئة، لأنه يحتوي على مواد كيمياوية تتسرب للشواطئ ولاترى بالعين، وهذا ما يشكل خطرا على البيئة والمصطافين. *أكيد أنكم صادفتم عراقيل أثناء تنفيذ برامجكم؟ بالنسبة لي فإن أهم العراقيل أو بالأحرى في مقدمة المشاكل التي تصادفها الجمعية التي تنشط منذ خمس سنوات، غياب الدعم المادي من قبل الجهات المحلية والوزارات، ورغم أن هدفنا هو حماية الشواطئ والغابات والموانئ ونظافتها من أجل راحة المواطن وسلامة البيئة، إلا أننا مازالنا نعاني التهميش في أبسط الأمور، ولا زلنا نعاني من نقص في التمويل، وكذا في غلق الباب أمام المبادرات الجادة، وأشير هنا إلى ما حدث لنا مؤخرا، حيث فوجئنا بقرار هدم مقر الجمعية الجديد لأسباب مجهولة. *ومن قرر هدمه؟ في الحقيقة نحن نجهل من وراء هذه العملية. *هل تلقيتم الدعم من البلديات ومختلف الوزارات؟ تلقينا دعما بسيطا من بلدية رايس حميدو، حيث منحتنا عشر ملايين سنتيم، وهو غلاف مالي غير كاف لتنفيذ المشاريع المعول عليها من قبل الجمعية، أما الوزارات فلم نتلق منها أي دعم رغم طلباتنا المتكررة.