تعطي وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط اليوم من ولاية الجلفة إشارة انطلاق الموسم الدراسي الجديد 2016/ 2017 من الجانب الشكلي "فقط"، حيث لا يزال القطاع يتخبط عشية أول يوم دراسي في مشاكل بيداغوجية توارثها خلال السنوات الماضية، وازدادت حدتها بفضل المعالجة العرجاء التي تطبع حلول الوزارة الوصية، مما يجعل كلا من مشكل التأطير والشغور البيداغوجي مسلسلا يجثم على المراسم الرسمية في بداية كل سنة دراسية ويؤخر الانطلاق الفعلي للدارسة إلى أزيد من أسبوعين كاملين. وتواصل مديريات التربية الخمسين العمل على قدم وساق عشية الدخول المدرسي لسد الشغور البيداغوجي الذي تعرفه المؤسسات التربوية من خلال استدعاء المترشحين الراسبين المسجلين في القوائم الاحتياطية من أجل القيام بمهمة "الاستخلاف" بعد أن سجل القطاع عجزا فادحا في التأطير تجاوز ال 60 ألف أستاذ، رغم اعتماد وزارة التربية على 459 ألف أستاذ جديد من بينهم 4878 أستاذ من خريجي المدارس العليا للأساتذة و28 ألف أستاذ من الناجحين في مسابقة التوظيف الأخيرة من أجل التأطير البيداغوجي لأزيد من 8 ملايين تلميذ بمقاعد الدراسة من بينهم 4 ملايين تلميذ في الطور الابتدائي لوحده، في ظل عجز كبير في مديري المؤسسات التربوية، بسبب التقاعد والتقاعد النسبي.
ويعود مشكل الشغور في المناصب البيداغوجية والإدارية على مدار السنوات الماضية إلى سبب التقاعد والتقاعد المسبق الذي تشهده المنظومة التربوية، حيث سيطرح مشكل العجز الإداري هذه السنة أيضا بالمؤسسات التربوية رغم وجود أزيد من 258 ألف إداري، مما جعل لجوء وزارة التربية إلى "التكليف" لتسيير شؤون المؤسسات التي تعاني من هذا المشكل، علما أن المئات من المدارس الابتدائية تفتقر لمديرين ونظار، كما هو الحال في عدد غير قليل من المتوسطات والثانويات. هذا وسيشهد هذا الموسم الدراسي استقبال 493 ألف تلميذ في الطور التحضيري، والتحاق 4 ملايين تلميذ في الطور الابتدائي، على أن يستقبل الطور المتوسط مليوني تلميذ، في حين بلغ عدد التلاميذ بالطور الثانوي "مليون" تلميذ، كما سيتم تدعيم عمال القطاع بخدمات 27 مصلحة طب العمل جديدة في إطار تفعيل ملف "طب العمل" سيسمح بتغطية الولايات بنسبة 54 بالمائة، فيما سيوضع تحت خدمة المتمدرسين عبر الوطن 1343 وحدة للكشف والمتابعة يؤطرهم 6 آلاف موظف، إضافة إلى استفادة التلاميذ من خدمات 166 قطاع صحي جواري، أي بنسبة تغطية تفوق 85.5 بالمائة من المؤسسات. كما تم تدعيم المطاعم المدرسية ب45 مطعما جديدا، قصد تحسين الوجبات الغذائية والقضاء على "الوجبات البادرة"، ليصبح عددها 14 ألف مطعم موزعة على المستوى الوطني، من بينها 3 آلاف مطعم يسير بنظام نصف داخلي، منها 2000 مطعم موجه لتلاميذ الطور المتوسط، وألف مطعم مخصص لتلاميذ الطور الثانوي. نسرين مومن