كشف وزير المجاهدين الطيب زيتوني أن ملف استرجاع جماجم ورفات قادة المقاومة الشعبية الموجودين في فرنسا قد أدرج ضمن الملفات موضوع المباحثات مع الطرف الفرنسي وتم التكفل به بالتنسيق مع مصالح وزارة الشؤون الخارجية وسفارة الجزائربباريس. وفي رده على مراسلة النائب البرلماني لخضر بن خلاف، حول التدابير التي تنوي الوزارة المعنية اتخاذها لاسترجاع الجماجم، أكد الطيب زيتوني أن وزارة الشؤون الخارجية وسفارة الجزائربباريس قد قامت باتخاذ الإجراءات التي تتعلق بملف استرجاع جماجم ورفات شهداء المقاومة الشعبية، التي تعود لمحمد لمجد بن عبد المالك المعروف بإسم شريف "بوبغلة" والشيخ بوزيان قائد مقاومة الزعاطشة (منطقة بسكرة في سنة 1849) وموسى الدرقاوي وسي مختار بن قديودر الطيطراوي وعيسى الحمادي وكذا القالب الكامل لرأس محمد بن علال بن مبارك الضابط والذراع الأيمن للأمير عبد القادر، والتي تحتفظ بها فرنسا في مخزن متحف الإنسان بباريس. وكان الطيب زيتوني، وزير المجاهدين، قد أكد أن السلطات الجزائرية تسعى لدى نظيرتها الفرنسية لاسترجاع جماجم مقاومين للاستعمار الفرنسي معروضة حاليا في أحد متاحف باريس، وذلك بعد مطالب من نشطاء بنقلها. وقال الوزير: "نسعى حالياً بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية من أجل التكفل الأنجع بهذه المسألة التي يعود تاريخها إلى أكثر من قرن". وأضاف أن هذه القضية متكفل بها من طرف الدولة دون تقديم تفاصيل حول طبيعة التحركات الرسمية لاسترجاع هذه الجماجم. نشطاء جزائريون كانوا أطلقوا منذ سنوات عريضة إلكترونية من أجل استعادة هذه الجماجم إلى الجزائر بهدف دفنها بالشكل اللائق. وتتواجد هذه الجماجم في علب من الورق المقوى موضوعة في خزانات حديدية وهي معروضة في المتحف الفرنسي. وتعود هذه الرفات التي هي أغلبها جماجم صلبة لقادة المقاومة الشعبية الذين قتلوا خلال الاستعمار الفرنسي للجزائر (1830/1954) بعد القضاء على انتفاضتهم منتصف القرن ال19، حسب مؤرخين. من بين هؤلاء المقاومين محمد لمجد بن عبد المالك المعروف باسم شريف بوبغلة، والشيخ بوزيان قائد مقاومة الزعاطشة (منطقة بسكرةجنوب شرق) في سنة 1849.وقد وقع قيد نحو ثلاثة أشهر، مجاهدون، حقوقيون، وممثلو المجتمع المدني عريضة تطالب فرنسا باسترجاع جماجم قادة المقاومة الشعبية، الذين قطعت رؤوسهم وتم الاحتفاظ بها في المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي بباريس، والمطالبة بإعادة دفنها في الجزائر وفاء لرسالة الشهداء الأبرار، مؤكدين أهمية المعركة السياسية والقانونية لافتكاك حقوق الجزائريين التي اغتصبها الاستعمار الفرنسي. وأثار هؤلاء مسألة استرجاع جماجم زعماء المقاومة ودفنهم في أرض الشهداء، والذي يمثل شهادة حية عن جرائم الاستعمار الفرنسي التي اقترفها في حق الشعب الجزائري منذ 1830 إلى غاية استرجاع السيادة الوطنية باسم الدولة الفرنسية، ونكل بأجساد زعماء المقاومة الشعبية، حيث تتواجد هذه الجماجم في المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي بباريس، داعين المجتمع المدني إلى استكمال رسالة الشهداء بجمع التوقيعات لاسترجاع جماجم القادة الوطنيين الذين سجلوا بطولاتهم في ذاكرة الأمة الجزائرية. وفي هذا الصدد، وجهت جمعية مشعل الشهيد دعوة للشروع في جمع توقيعات لاسترجاع رؤوس زعماء المقاومة ودفنهم في أرض الشهداء كأمانة لاستكمال رسالة الشهداء، كون الجماجم ما تزال أسيرة والصمت مخيّم عليها وهي تتطلع منذ أكثر من قرن ونصف لاسترجاعها. نورالدين علواش