لا يخفى على المتجول بشوارع العاصمة اعتماد الكثير من الشبان والمراهقين وحتى الأطفال لقصات الشعر الغريبة المواكبة للموضة، تأثرا بمشاهير الفن وكرة القدم، الذين أخذوا من رؤوسهم مساحات للرسم والإبداع حتى يزدادون شهرة وتميزا وتأثيرا في الشباب. أطراف محلوقة عن آخرها تتوسطها غرة طويلة جدا ومتجهة نحو الخلف، كثيرا ما تكون مثبته بواسطة "جل" ومراهم الشعر، هو وصف للقصة الأكثر رواجا بين الشباب والمعروفة بقصة "المارينز" التي انتشرت بين محبي ومتتبعي الأفلام الأمريكية لتزحف بعدها إلى معظم الشباب والمراهقين من محبي الموضة، وعلى الرغم من غرابة هذه القصة إلا أنها تبقى الأبسط بين القصات التي يعتمدها بعض المراهقين، الذين جعلوا من رؤوسهم مساحة لرسم العلامات والرموز على غرار رموز الماركات العالمية كرمز "نايك" وغيره، بالإضافة إلى تجسيد رسومات وزخارف وغيرها.
* شباب يقاطعون القصات المهذبة يؤكد سفيان وهو شاب في ال 18 من عمره مقبل على اجتياز شهادة البكالوريا أنه وشلة من أصحابه مغرمون بقصات الشعر الغريبة التي يعتمدها لاعبو كرة القدم، ويبذلون جهدهم في تقليدها، قائلا: "لا أحبذ قصات الشعر الكلاسيكية أبدا وما إن تستهويني قصة معينة لأحد لاعبي الكرة، حتى أقوم مباشرة بطبعها من الأنترنت وأخذ الصورة إلى حلاقي المفضل الذي يتأنى كثيرا في تنفيذها حتى يصل إلى النتيجة المطلوبة، وما أن يطول شعري بعدها حتى أجد قصة غيرها تحل محلها وبذلك فقط أحافظ على شكلي وتميزي أيضا". فيما يوضح كمال، وهو حلاق محترف امتهن الحلاقة منذ ما يزيد عن 12 سنة أن المراهقين يمثلون الفئة الأكثر طلبا لهذه القصات من غيرهم، وذلك لتأثرهم بنجوم كرة القدم ونجوم السينما أيضا، مشيرا إلى أن تطبيق بعض القصات صعب للغاية ويتطلب الكثير من الجهد والوقت عكس القصات الكلاسيكية التي ألفناها، كما وضح أن بعض الزبائن لا ينجح حتى في شرح ما يريده وبالتالي لا يرضى بالنتيجة الأخيرة، مشيرا إلى أن التقليد أعماهم وباتوا يتخذون قصات عجيبة، حيث تترك خصلات من الشعر طويلة جدا فيما تحلق خصلات أخرى تماما.
وعلى الرغم من أن القصات والتقليعات الغريبة تكون غالبا معتمدة من فئة الشباب، إلا أن بعض الفتيات الجريئات وغير المهتمات بنظرة المجتمع والتقاليد وغيرها، صرن يعتمدن على قصات وألوان لم يألفها الجزائريون، مثيرين بذلك دهشة وحتى استفزاز الغير، حيث قامت بعضهن بحلق جانب الشعر القريب من الأذن تماما، مع ترك باقي أجزاء الشعر على حاله، فيما تقوم أخريات بصبغ خصلات بألوان غريبة زرقاء وخضراء وغيرها، فيما تعتمد أخريات على الموضة الأكثر انتشارا في وقتنا الحالي، حيث تقمن بتلوين النصف السفلي للشعر باللون الأصفر فيما يبقى النصف العلوي على حالته الداكنة.
* حلق بعض الشعر وترك بعضه غير جائز شرعا أكد الإمام مراد أن قصات الشعر التي يتخذها بعض الشبان الجزائريين في يومنا هذا تعد حراما من الناحية الشرعية، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا في نهي صريح عن القزع، وهو أن يقص بعض الشعر ويترك بعضه، فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبيا قد حلق بعض رأسه وترك بعض فأمر بأن يحلق كله أو يترك كله، كما أضاف الشيخ أن القصات التي يتخذها بعض الشبان اليوم تعد تشبها باليهود والنصارى وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بهم في حديثه الصحيح "من تشبه بقوم فهو منهم"، كما قال صلى الله عليه وسلم: "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَن"ْ، وأشار الشيخ مراد إلى أن النبي "صلى" كان يحث الصحابة على مخالفة اليهود والنصارى، أما عن المظهر الذي يجب أن يكون عليه المسلم فقد أكد الشيخ مراد أن الله تعالى أمرنا بالنظافة والطهارة في قوله: "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين"، وفي قوله أيضا "خذوا زينتكم عند كل مسجد"، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ" وأكد الشيخ أن المقصود بذلك هو الاعتناء بالشعر بتنظيفه وتسريحه ودهنه، كما حث الشباب الجزائري إلى العودة إلى عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة وترك التشبه بالغرب. آمنة/ب