زيغود يوسف الملحمة الحلقة02 مقدمة النص: يمسرح النص سيرة زيغود يوسف عاشق النوارة "جزائره"، مجاهدا وشهيدا، إنسانا وأسطورة ويعلي سيرته وفكرته ويومياته وحلمه المدمي، نضاله وتضحياته و نوارته "جزائره". نقدم سيرته نصا نموذجا للحياة، نموذجا لتحديات أيضا، وقد عاش بين (1922. 1956) في اقترابات سياسية وإنسانية وثورية، عموما إنه نص يقترب من روح ثائرة وسيرة مدوية. تنويه: هذا النص فائز بجائزة أول نوفمبر، الرتبة الأولى 2011 عن وزارة المجاهدين. ياسين بوغازي
لوحة 1: الاستشهاد جثث الشهداء على الخشبة محاطة بالناس … نسمع زغاريد..
الراوي والجوقة في الذاكرة.. الراوي: يا سكان الجبال العالية، يا سكان الوديان الخالية، يا من يسمع صوتي وتصله شهقتي، من فيكم يعرف ولد البلاد زيغود لحبيب لقريب، أشكون فيكم يعرف الطاهر، الظاهر، السيد والجبين العالي، الصوت الصادح، القارح صاحب الكلمة الأولى بارود والرجل الصالح، أشكون فيكم يعرف الإنسان ساس الزمان تاج المكان، يا روح الجبال، يا الصوت الحنين في وجه العذيان، يا قصة دموع ودم، وسر التراب والطين، سر الميتين والحيين، ياشجر ويا سور البلاد يا ظله الباقي. أشكون يعرف زيغود .. أشكون يدري وأشكون لا يدري، يا لزغد يا جرح اللي ما زال يدمي؟
الجوقة: (من وراء الجثث) كان هنا وفوق هذا التراب مشى، وعليه عاش ومات وعاهد واستشهد، وتركه حزين… يا تراب بلاده لحنين.. زيغود سكن الربوة الخضراء وعشق مطرها قطرة قطرة، شحال قطع النهر حافي، قلبه الصافي كان سلاحه الكافي باش تعشقه وتقبل روحه، يا بياعين الشمس لوين تروحوا؟ زيغود عاش ومات وعاهد واستشهد. زيغود، زغد، زغدود، والزين المقدود، عاشق نوارته وعشيقته أدخلته التاريخ وفي قلبها نقشته، جعلته السيد والساس المتين، نوارته عشقته هذي سنين وسنين، قالت عليه للحيين وجعلته أمانة في تربة الغائبين. الراوي: يا اللي سمي النوارة، تعرفه والأرض تعرفه، كان لما يمشي طيورها تلحقه، تسكن روحه وتعبده. الجوقة: الحرية. الراوي: تعرفه الحرية، تعرفه، شفتها تبكي عليه، تصلي بين السماء والأرض ليه، شفتها تقبل يديه، وسمعتها عند سفوح الجبال تسأل عليه، تعرفه الحرية، أشحال تغزلت به، وأشحال شدوت ليه وعليه، زيغود ملحها وهي خبزته اللي في الخضراء تزغرد عليه. الجوقة: السمندو. الراوي: و لد فيها، ركب الشمس والقمر وعلا بها، مسقط رأسه تعرفه رجالها حراسة وتحمله وشما في قلبها وقمر يغازل فيها، السمندو تعرفه ؟ الجوقة: الجزائر الراوي: يعرفه وطنه ويسكن فيه، وطن يسكن إنسان الفاني فيه، زيغود عاشق نهارات وطنه ولياليه، الهائم في الجبال عليه، يا اللي ما عرفتوه شوفوا دمه بين يديه، عربون الحب ونية وشهادة خلد منه دمه عليه.
الجوقة: الأوراس الراوي: يعرفه وتشهر به، تعلم فيه ومنه رفد حب البلاد، صبر وتعب وجهد وعذاب، أعطاه الثورة عربون وسلام، أوراسه نداه وعاش معه، وأهداه عمره ناضل، قاتل، وعاد منه شهيدا ومشروع سلام وعمره ما نساه. الجوقة: عسكر فرنسيس الراوي: تعرفه، ثار بسم الشعب عليها، كشف قباحة يديها، تعرفه طول عمرها كانت تخطط باش تقتله وتفنيه لكن لزغد عمرها ما قبضت عليه، يا مشتة قولي لجبال عسكر فرنسيس لزغد راهم قتلوه. الجوقة: يا روح الأوطان، والإنسان في كل مكان وين يوجد الإنسان، يا عشق صافي للأوطان من بدايات الزمان ومن بدايات الإنسان، زيغود حبيب قريب، هذى الأرض تحفظ خطوك والشمس مرسوم عليها وجهك، وترابك موشوم فوقه اسمك، زيغود يا زيغود ؟ أشكون يعرف الإنسان.. أشكون يعرف الرمز.. سيد المكان والزمان.