برنامج هواوي "بذور للمستقبل" بالجزائر: تكريم 50 طالبا    إدانة واسعة لمنع الاحتلال المغربي وفدا قانونيا دوليا من دخول الأراضي الصحراوية المحتلة    حفل الجوائز الأولمبية الإفريقية: تكريم الجزائريتين إيمان خليف وكيليا نمور    مجمع "صيدال" يطمح لرفع رقم أعماله إلى 35 مليار دج في 2025    حج 2025: انطلاق عملية حجز تذكرة السفر إلى البقاع المقدسة غدا الإثنين    برنامج عدل 3: تحميل الملفات عبر المنصة الرقمية غير مرتبط بأجل محدد    الرابطة المحترفة الأولى "موبيليس": مولودية الجزائر تتعثر أمام اتحاد خنشلة (2-2) وتضيع فرصة تعميق الفارق    كاراتي دو/الرابطة العالمية: الجزائرية سيليا ويكان تحرز الميدالية الذهبية    وزارة الصحة تذكر بضرورة التقيد بالإجراءات المعمول بها في عمليات ختان الأطفال    الدروس المحمدية: إبراز مناقب الشيخ محمد بلقايد ودوره في تربية المريدين    افتتاح ليالي أولاد جلال للفيلم الثوري الجزائري لإحياء عيد النصر    الدفع عبر النقال: التحويلات بين الأفراد ترتفع بأكثر من الضعف في 2024    المؤتمر العالمي للنساء البرلمانيات: الجزائر الجديدة المنتصرة وفية لالتزاماتها بتمكين النساء وترقية حقوقهن    رابطة علماء فلسطين تدين تصاعد انتهاكات الاحتلال الصهيوني في المسجد الأقصى وتدعو لنصرته    الإذاعة الثقافية تنظم ندوة فكرية بمناسبة الذكرى ال 63 لاغتيال الأديب مولود فرعون    التلفزيون الجزائري ينقل جمعة مسجد باريس    دعوة إلى تسهيل حياة ذوي الاحتياجات الخاصة    والي العاصمة يعاين أشغال إعادة تهيئة حديقة وادي السمار    لِرمضان بدون تبذير..    2025 سنة حاسمة للجزائر    غزّة جائعة!    بنو صهيون يقتلون الصحفيين    يوسف بلايلي.. العائد الكبير    تصريح مثير عن صلاح    الملالي: أحلم بالتتويج بلقب مع المنتخب الوطني    توتنهام الانجليزي يدخل سباق ضم ريان آيت نوري    استحداث 5 ثانويات جهوية للرياضيات    "بريد الجزائر" يلتزم بخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة    شؤون دينية: تحديد قيمة زكاة الفطر لهذا العام ب150دج    مديريات لتسيير الصادرات ومرافقة المتعاملين    أهمية إرساء قيم الاخلاق التجارية الاسلامية    مساع لإنصاف فئة ذوي الهمم    حجز 6 أطنان مواد استهلاكية فاسدة    ملتزمون بدعم آليات التضامن والتكفّل بذوي الهمم    باريس تغرق في شبر من ماضيها الأسود    وزير المجاهدين يشرف على إجتماع لمتابعة تحسين وتحديث آليات الإتصال الإداري    أرشيف لأول مرة على التلفزيون الجزائري    الحقن وطب الأسنان لا يفسدان الصيام والمرضع مخيَّرة بين الفداء أو القضاء    تعزيز التعاون الجزائري التونسي في قطاع التضامن    "التاس" تصدر قرارها النهائي غير القابل للطعن    الجوية الجزائرية تذكّر بالزامية اختيار رحلة الحج    وقفة إجلال أمام عزيمة ذوي الاحتياجات الخاصة    ليالي أولاد جلال للمديح والإنشاد : الفنان مبارك دخلة يطرب الجمهور بباقة من اغاني المالوف    ديباجة العدد 99 من مجلته الدورية : مجلس الأمة يجدد التزامه بدعم مشروع بناء "الجزائر المنتصرة"    لمواكبة التحولات الرقمية.. دعوة إلى عصرنة المركز الوطني للسجل التجاري    هنأ رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي.. رئيس الجمهورية يهنئ السيدة حدادي بمناسبة تنصيبها ومباشرة مهامها    حج 2025:اختيار رحلة الحج نهائي وغير قابل للتغيير    شرفة يترأس اجتماعاً    هكذا تحارب المعصية بالصيام..    المسابقة الوطنية في تجويد القرآن "قارئ تلمسان": تكريم الفائزين بالمراتب الأولى    حج 2025: اختيار رحلة الحج نهائي وغير قابل للتغيير    الدكتور بوزيد بومدين يدعو لفتح نقاش علمي تاريخي اجتماعي    "حماس" تدعو للتفاعل مع تقرير لجنة التحقيق المستقلة    إدراج مكتب أعمال دنماركي في القائمة السوداء    "الطيارة الصفراء" تمثّل الجزائر    حفظ الجوارح في الصوم    زَكِّ نفسك بهذه العبادة في رمضان    نزول الوحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأحمدية بقوة في الجزائر..!
نشر في الحوار يوم 04 - 10 - 2016

أحيا القبض على حوالي 20 شخصا الأسبوع الماضي من الطائفة الأحمدية بسكيكدة، وقرابة 10 أشخاص منهم منذ شهرين بالبليدة، الجدل حول حقيقة وجود هته الحركات بالجزائر وكيفية ممارستها لنشاطها المشبوه بكل سرية وبعيدا عن الأنظار، خاصة أنها تحمل أفكارا منافية للشريعة الإسلامية رغم ادعاءاتها بانتمائها إلى الدين الإسلامي.
وتعمل هذه الحركات على زرع معتقداتها الخاطئة في أذهان الشباب الجزائري المسلم، من خلال ادعاءاتها بتبعيتها للدين الإسلامي، إلا أن الحقيقة تؤكد عكس ذلك، حيث يؤمن الأحمديون بأن النبي محمد ليس آخر الأنبياء، وأن المدعو ميرزا غلام هو احد انبياء الله، وهو ما يؤكده المصحف المحرف الذي حجزته مصالح الامن الجزائري عند القبض على افراد هذه الطائفة والتي وجدت بحوزتهم مناشير تشهر لمعتقداتهم.
وتمت عملية القبض على هؤلاء الاحمديين بولاية سكيكدة الاسبوع الماضي بعد تلقي مصالح الامن لمعلومات وتقارير تفيد بأن أشخاصا يترددون على فيلا ببلدية صالح بوالشعور لأغراض مشبوهة، لتباشر اثرها ذات المصالح عملية تحر ومتابعة واسعة توصلت من خلالها الى توقيف 20 شخصا والعثور على مصحف محرف، ومناشير تشهيرية تدعو إلى الانضمام إلى الطائفة الأحمدية والإيمان بمعتقداتها، في حين تمكن عناصر الدرك الوطني شهر جوان الماضي من تفكيك شبكة تنتمي للطائفة الدينية الأحمدية، وتوقيف 9 أشخاص بتهمة المساس بالأمن والسلم الاجتماعي بمنطقة الأربعاء بالبليدة، حيث اعترف عناصر الشبكة بعزمهم على فتح مركز دعوي من أجل الدعوة إلى عقيدتهم التي ينتمي إليها حوالي 1000 شخص في البلاد.

* تعريف بالحركة "الأحمدية" أو "القاديانية"
نشأت الحركة الأحمدية أو ما يعرف بالطائفة الدينية "القديانية" مع نهاية سنة 1989 وبداية 1900م بتخطيط من الاستعمار الإنجليزي في القارة الهندية، وهي فِرقةٌ ضالَّةٌ تنسب إلى مِيرْزَا غُلام أحمد القَاديَانِي البنجابي الهندي الهالك، الذي كان الأداة الأساسية لإيجاد هذه الطائفة التي تقوم دعوتها على عقائد باطلة تخالف عقيدة المسلمين.
وبالرغم من ارتداء هذه الحركة لطاقية الإسلام إلا أنها بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي وتقوم على اعتقادات تصب حول أنّ النبوَّةَ لم تختم بمحمّد صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، بل هي باقية بحسب حاجة الأُمَّة، كما يعتقدون أنّ جبريل عليه السلام كان يوحي إلى "غلام أحمد القادياني"، حيث يقول إن نبوته أرقى وأفضل من الأنبياء جميعًا، ولهم كتاب مُنَزل يحمل اسم "الكتاب المبين" هو غير القرآن الكريم، فلا قرآن إلاّ الذي قدّمه أحمد القادياني أو المسيح الموعود -حسبهم-، ولا يعملون بحديث إلاّ على ضوء توجيهاته، إذ لا نبي إلاّ تحت سيادة غلام أحمد القادياني.
وقد تصدى لهذه الدعوة الأحمدية عند ظهروها في الهند الشيخ أبو الوفاء ثناء الله الأمر تستري أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند، حيث ناظر القادياني وأفحم حجته وكشف خبث سريرته وكفره وانحراف نحلته، كما أجمعت الأمّة الإسلامية جمعاء على تكفيرهم وصدرت فيهم فتاوى، ومن هؤلاء ممثلو المنظمات الإسلامية الذين حضروا مؤتمر رابطة العالم الإسلامي الذي عقد بمكة عام 1394 ه وأعلنوا كفر القاديانية ومنهم اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية، وهيئة كبار العلماء بالسعودية، والمجمع الفقهي التابع للرابطة ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، كما أصدر البرلمان الباكستاني قرارا بأنهم أقلية غير مسلمة تكذب ما في القرآن وتحرف معانيه بما يخالف إجماع الأمة، وتنكر كثيرا من صفات الله وحياة عيسى ونزوله ورفعه إلى السماء، كما تنكر ختم النبوة، وتدعي أن قائدهم نبي يوحى إليه.

* الفرق بين الأحمدية و"القاديانية"
تذهب الجماعة الأحمدية الناشطة بالدول العربية إلى القول بأن كلمة "القاديانية" لا تعنيها وهي تتبرأ منها، وذلك كون القاديانية كما يقال أو يروّج لها تقول بأنّ أتباعها يحجّون إلى قاديان التابعة إلى مقاطعة البنجاب بالهند، بينما الجماعة "الإسلامية" الأحمدية -كما تطلق على نفسها-، تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ولا تمارس التقية أو التورية، وقبلتهم هي الكعبة كسائر المسلمين، ويؤمنون بخاتم النبيين، كما يؤمنون بأنه يأتي نبي تابع يجدّد الدين على طريقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والمسلمون جميعا بانتظار هذا النبي المعروف بالمهدي المنتظر، وتختلف مع السلفيين في مفهوم النصوص القرآنية، أو التي جاءت في الحديث النبوي لأن هناك المجاز والكناية والتشبيه وغير ذلك، والذين يتبعون ميرزا غلام أحمد الذي عاش بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر هجري في البنجاب بالهند، وجاء تابعا لشريعة النبي محمد عليه الصلاة والسلام لم يأت بشيء من عنده حسبهم.

من معتقدات الجماعة الأحمدية التي توجب تكفيرهم
يعتقد القاديانية بتناسخ الأرواح، حيث تزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ثلاث مرات، إحداها عندما حلت الحقيقة المحمدية في المتبع الكامل يعني نفسه، كما يعتقدون أن الله يصوم ويصلي وينام ويخطئ "تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا"، ويعتقدون أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، وأن الله يرسل الرسول، حسب الضرورة.
ويقول أحمد القادياني صاحب الجماعة الأحمدية بأنه لا قرءان إلا الذي قدمه هو أو كما يسمي نفسه المسيح الموعود (الغلام)، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة "غلام أحمد"، ضمن كتابه المنزل واسمه الكتاب المبين، وهو غير القرآن الكريم.
ويعتقد معتنقو "الإسلام الأحمدي" أنهم أصحاب دين جديد مستقل، وشريعة مستقلة، وأنهم رفاق الغلام كالصحابة، ويطلقون على أنفسهم "رجال البعثة الثانية"، كما يعتقدون أن الحج الأكبر هو الحج إلى قاديان وزيارة قبر القادياني، ونصوا على أن الأماكن المقدسة ثلاثة: مكة والمدينة وقاديان، فقد جاء في صحيفتهم: "إن الحج إلى مكة بغير الحج إلى قاديان حج جاف خشيب، لأن الحج إلى مكة لا يؤدي رسالته ولا يفي بغرضه"، كما تبيح الأحمدية الخمر والأفيون والمخدرات ولحم الخنزير، وكل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية، كما أن من تزوج أو زوَّج لغير القاديانيين فهو كافر!!.

* الحركة الأحمدية تنشط في شمال إفريقيا وتستهدف الطلبة بكثرة
للقاديانيين نشاط موسع بدأ يظهر في السنوات الأخيرة عبر مختلف دول العالم، لهم مهندسون وأطباء ودعاة متفرغون للدعوة إلى ضلالهم، حيث شيدت الأحمدية آلاف المساجد لنشر دعوتها وتمكينها في مختلف ربوع الأرض، كما نشرت في معظم أنحاء العالم شبكةً لمراكز الدعوة الإسلامية واسعة النطاق والتأثير، واستطاعت أن تتأسس حتى اليوم في أكثر من 170 بلدًا، وبلغ عدد أتباعها عشرات الملايين.
وقامت الجماعة الأحمدية بمشروع نشر القرآن الكريم وترجمة معانيه بما يتعدى 56 لغة عالمية إلى اليوم، كما افتتحت قناة فضائية عالمية بلندن والتي تتوخى من خلالها إحياءَ المفاهيم "الإسلامية" الأحمدية، كما تحاول استدراج المسلمين من خلال تقديم المساعدة للفقراء عبر خدماتها المجانية في مجالات الصحة والتعليم والتنمية في البلدان الفقيرة والمناطق المنكوبة.
هذا ويلاحظ لهم نشاط مكثّف في إفريقيا والدول الغربية بتدعيم الجهات الاستعمارية، حيث حذرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية من انتشار طائفة دينية تسمى "القاديانية" أو "الأحمدية" في المغرب العربي والجزائر، وذلك بعد انكشاف أمرها في باكستان ودول الخليج، كونها فرقة ضالة ومنحرفة عن الدين ولها أهداف غربية وتشكل خطرا على المسلمين، بعد التأكد من تمكنها الدخول إلى المغرب العربي، حيث وجدت ضالتها بين بعض من السكان وخاصة شريحة الشباب التي تحاول فيها استهداف الطلبة.
واستطاع هذا المذهب المتطرف الزحف على الدول العربية والمسلمة بعد أن أخفق في باكستان ومنطقة الخليج العربي، علما أن المقر الرئيس ل"القاديانية" يقع في لندن، وهي تعمل على استقطاب الشباب المسلم خاصة الطلاب، وتستغل عدم معرفتهم بهذا المذهب الخطير على عقيدة المسلمين، كما انتهزت مؤخرا فرصة ما يعرف بالربيع العربي في تونس وليبيا وحتى مصر والسودان للترويج لمنهجها.

* قال بأنها تبحث عن النشاط العلني، محمد عيسى:
جماعة الدعوة الأحمدية تسعى للحصول على تمثيل رسمي في الجزائر
سبق لوزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أن حذر عبر جريدة "الحوار" من الخطر المحدق بالمرجعية الدينية الجزائرية في ظل تنامي نشاط الحركات الدينية الضالة في الآونة الأخيرة، حيث أكد أن جماعة الدعوة الأحمدية تعرف حراكا واسعا في الجزائر، سيعا منهم للحصول على إنشاء مقر وطني رسمي، فضلا عن سعيهم للحصول على التمثيل الرسمي في الجزائر من خلال تقديم طلب اعتماد جمعية باسمها والترخيص لها بالنشاط العلني، ناهيك عن إقامة مساجد خاصة بهم تقيم فيها الجمعية صلاتها على مذهبها.
وأكد عيسى أن كل هذه المساعي الأحمدية كانت تحت نظر الأجهزة الأمنية التي كانت في متابعة تحركاتهم بالتنسيق بين وزير الشؤون الدينية والأوقاف من أجل حماية المرجعية الدينية الجزائرية، حيث تحدث عن خلية متابعة دائمة تضم ممثلين عن الوزارة وأجهزة الأمن لمتابعة كل التحركات المشبوهة ل 11 حركة تريد أن تحجز لها موضع قدم في بلادنا، مؤكدا بأن هاته الحركات الشاذة لُفظ بها إلى أرضنا عن قصد حتى تشوش على مرجعيتنا النقية الأصيلة، لأنها لم تنشأ عن ميراث ثقافي أو حضاري أو سابق وجود في بلادنا، على غرار "جماعة العصر" وهي فئة لا تصلي من الصلوات الخمس إلا صلاة العصر، والأدهى من ذلك أنهم يصلونها عراة بالكامل، علما أن هذه الحركة تنشط في الجزائر ولديها أتباع في ولايتين حدوديتين، تحفظ عن ذكرهما، كما حذّر من "عبدة الشيطان" هذه الفئة التي تنشط في الجامعات وبين تلاميذ الثانويات، وترتكب كل ما نهى عنه الله عز وجل من محرمات.
ويرى وزير الشؤون الدينية أن العامل المشترك بين هذه الحركات ال 11 التي تسعى لأن تهدم المرجعية الجزائرية وتستبدلها بأخرى، هو معرفتهم الجيدة لما يريدون، حيث يخططون لأهدافهم بدقة، لافتا إلى أن المشكل اليوم في شبابنا الذي لا يستوعب خطورة هذه المخططات، لأنه وللأسف قابل للاصطياد من طرف هذه الأطياف الدينية التي تدعي الإسلام بسبب ضعف مداركهم ومعارفهم بدينهم أولا، وبمخططات عدوهم ثانيا، مستغربا أن يذهب بعض الجزائريين للاعتقاد بوجود نبي بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، إلا إن كان قد باع نفسه أو ضميره أو أنه ينتمي لأجندة سياسية هدفها توفير البيئة الضرورية لترسيخ التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، وهو ما لن يكون بحول الله.
وإلى ذلك، أكد محمد عيسى بأن الوهابية لا تشكل نفس الخطورة التي يشكلها التكفير الذي تحمله "الأحمدية" خاصة وأنه أصبح ينتشر بقوة مؤخرا، مشيرا إلى وجود عاطفة تكفيرية قوية جدا تجر نحو العنف أو "ثقافة تكفيرية"، وذلك من خلال مقالات تكتب في عدد من المواقع الإلكترونية بأسماء مستعارة هي أقرب لهدف زرع الفتنة في الجزائر.


* مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بومدين بوزيد:
مسؤولية مراقبة الأحمديين تقع على عاتق الأسلاك الأمنية والأئمة
ألقى مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، الأستاذ الجامعي بومدين بوزيد، بمسؤولية مراقبة نشاط الاحمديين على عاتق الاسلاك الامنية وأئمة المساجد، من خلال التنبيه إلى خطر اتباع هؤلاء دون الدعوة الى القتل والتكفير، من منطلق ان القاعدة تنص على درء المفاسد قبل جلب المنافع.
وأضاف الاستاذ بومدين بوزيد في تصريح ل"الحوار"، بأن لكليات الشريعة والإعلام ايضا دورا في التحسيس بخطر هذه الحركات، لكن دون اللجوء الى التهويل المبالغ والتعنيف والتكفير لأنهم فتنة أخرى أيضا ضررها لا يقل عن ما تهدده النحل الدينية من تهديد النسيج الاجتماعي ووحدة الأمة واستقرارها؛ فالمواطنة والحريات الفردية هي خطوط أيضا حمراء والمس بها مس بالدستور، مطالبا السلطات الجزائرية بتكوين صورة حقيقية للنحل والحركات الدينية، لتمكينهم من اصدار احكام صحيحة بشأنها.
وتابع الاستاذ بوزيد بأنه "على السلطات التنبيه إلى العلاقة بين المال والدين، ليس بالنسبة لهؤلاء فقط ولكن أيضا حتى بالنسبة للمتشيعة والسلفيين والمرجعيين، اقصد اتباع المالكية والاشعرية والمتصوفة؛ حركة المال غير مراقبة في فضاء العبادات والشعائر، وعليه فوزارة الشؤون الدينية والاوقاف معنية بالمساجد، اما نشاط الاحمديين فهو خارج المساجد".
وفي نفس السياق، اشار المتحدث الى ان "الاحمدية والبهائية تسربت منذ الثمانينات من القرن الماضي الى الجزائر، وقد كتب الشيخ أحمد حماني عنهما وعن بعض معتقداتهم الخارجة عن الدين، وعاد انتشارها بسبب القنوات التلفزية الناطقة باسم الأحمدية مثل mta3 وشبكية التواصل الاجتماعي، وكذلك بسبب حالة التدين الجديدة عند الجزائريين التي تميل إلى التضييق واتباع التعسير من الدين، وربما البحث عن رغيف العيش والرغبة في السفر للخارج عوامل إضافية"، مضيفا "الأحمدية تدعي أنها حركة تجديدية، ومؤسسها ميرزا غلام أحمد يعتبره أتباعه المسيح الموعود والمهدي الموعود، وهي حركة تنشط بالخصوص في الغرب وبعض البلدان الإفريقية، وقد دشنت مؤخرا مسجدا في الدانمارك وأدى فيه صلاة الجمعة آلاف، وتستخدم اللغة الأردية في الغالب، وتجد سندا من بعض الحكومات الإسلامية بطريقة سرية، وقد تقدمت جمعية دينية عندنا لبناء مسجد وأحبطت المساعي وقد استطاعوا تدبير القطعة الأرضية".
هذا وسجل الاستاذ بوزيد في نفس الاطار، ملاحظة أن "معرفة الجزائريين بهذه الحركات والطوائف كانت دوما عن طريق الصحافة وما تلقيه المواقع الإلكترونية، وبالتالي المعرفة بالقاديانية مكون من خلال كارهيتهم وليس من خلال كتبهم ومراجعهم، وأنا هنا لست في معرض الدفاع عنهم، ولكن الأخلاق الدينية والعلمية تتطلب قول الحق، وأن لا نجني في قولنا او حكمنا على الآخرين، فأحيانا نحن نتخندق مع التكفيريين والجهاديين دون وعي منا".

* الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة، جلول حجيمي:
الحركات الدينية موجودة.. لكن ماذا فعلت السلطة لصد خطرها؟
قال الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية والأوقاف، جلول حجيمي، بأن وجود حركات دينية شاذة هو امر مرتقب في جميع المجتمعات، لكن المشكل المطروح هو ماذا فعلت الجزائر لتحصين شبابها من اخطار هذه الحركات.
وأضاف حجيمي في اتصال هاتفي مع "الحوار" امس، بأن الحركتين الاحمدية والقديانية لا يجب ان تعطيا اكبر من حجمهما، ولا يجب التهويل بشأنهما، لكن في نفس الوقت لا يمكن اهمالهما وغض الطرف عنهما.
ودعا حجيمي من اجل تجسيد ذلك السلطات الجزائرية الى فرض الحزم وعدم الاكتفاء بإطلاق قرارات سياسية فقط، كما استوجب للتصدي لخطر هذه الحركات الالتفاف حول المرجعية الدينية والنزول الى الجامعات والمدارس من اجل تحقيق ذلك، بالإضافة الى العمل على التشويش على كل وسيلة تنشط من خلالها هذه الحركات وعلى رأسها قناتهم التلفزيونية.
وفي نفس السياق، اكد حجيمي ان نشطاء هذه الحركات يستقطبون الشباب الجزائري من خلال الاغراءات التي تقدمها حركتهم كمنحهم تأشيرات السفر الى بلدان اجنبية، فتح ابواب المبيحات المحرمة في الدين الإسلامي أمامهم وتشكيكهم في دينهم، بالإضافة الى اغرائهم بالأموال.
* أستاذ علم الاجتماع الديني بجامعة الجزائر، الهادي سعدي:
فتح قوات الحوار أفضل وسيلة للتصدي لمخاطر الحركات الدينية
اوضح أستاذ علم الاجتماع الديني بجامعة الجزائر الهادي سعدي، أن السبيل للتصدي لمخاطر الحركات الاحمدية والقديانية وغيرها في الجزائر متوقف على فتح ابواب الحوار والنقاش لتوضيح مساعيها وإخطارها والصالح منها من الطالح.
وأضاف الاستاذ سعدي في اتصال هاتفي مع "الحوار"، أن الحوار هو الكفيل بحل مشاكل المجتمع وتوضيح الأمور فيه، قائلا "اذا كان هناك وجود حقيقي لهذه الحركات في الجزائر فمن الأفضل فتح قنوات التواصل والحوار لتوضيح الأمور وترك الحرية للناس للاختيار"، وهذا باعتبار أننا نعيش في مجتمع منفتح على العالم بانفتاحه على الاتصالات وبوجود الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن افراده في المقابل لا يزالون يقاومون ذلك بحكم ان الحرية في كل شيء تزعجهم، الا انهم لا يتوانون على تجربة كل شيء كونهم يعيشون الكثير من عدم الرضا عن واقعهم، وبالتالي فإن الأفضل –حسب سعدي- ترك حرية التجربة والاكتشاف لكل فرد في المجتمع لأن الحوار افضل وسيلة لتوضيح الامور.

* الباحثة في علم الاجتماع والأستاذة الجامعية، ثرية تيجاني:
الحركتان الأحمدية والقديانية خطر محدق بشباب الأمة
اكدت الباحثة في علم الاجتماع والأستاذة بجامعة الجزائر 2، تيجاني ثرية، على خطر الحركات الاحمدية والقديانية على المجتمع الجزائري، كونها حركات دخيلة من شأنها ادخال افراده في دوامة خاصة الشباب منهم.
وأوضحت الباحثة في علم الاجتماع ثرية تيجاني في اتصال هاتفي مع "الحوار" امس، أن هذه الحركات كما يرفضها الكثيرون من الواعين بمخاطرها، يمكن ان تلاقي اقبالا لدى الكثير من الشباب الذي يعاني من نقص او انعدام الوازع الديني وكذا لدى الجهلة والأميين، وبالتالي تمثل خطرا كبيرا عليهم، على اعتبار ان المجموعة الصغيرة لهؤلاء مرشحة للتوسع مع الوقت، كما من الممكن ان يحدث صراع بين متتبعي هذه الحركات وبين المسلمين كونها مرفوضة تماما في المجتمع الجزائري.
وللتصدي لهذه الحركات، دعت الباحثة تيجاني السلطات الجزائرية الى فتح تحقيقات معمقة حول نشاطات هذه الحركات في الجزائر قصد احتوائها ومعرفة كل ما تحيكه ضد شباب هذه الأمة، وأن لا تغض الطرف عنها بحجة انها حركات صغيرة، بالإضافة الى بحث طرق تقوية الوازع الديني لدى الشباب، وتعزيز البحث العلمي في الموضوع لتنوير الرأي العام حول نشاط هذه الحركات الخطيرة.

إعداد: ليلى عمران/ نسرين مومن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.