امتعض محمد بغدادي مدير دار نشر "بغدادي "من السياسة التي فرضتها إدارة قصر المعارض صافكس على الناشرين خلال الطبعة ال 21 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب. حيث أوضح أنه فرض عليه دفع مبلغ يقدر بحوالي 15 مليون سنتيم لأنه أراد أن ينجز فضاء مغلقا في جناح الدار والبالغة مساحته 72 مترا لاستقبال ضيوفهم وقرائهم بشكل لائق وهو ما دفعه لرفض الأمر. وأوضح مدير دار النشر بغدادي في تصريح للحوار أن قصر المعارض اعتمد على فرض ضريبة إضافية قيمتها خمسة ملايين على الجناح الأقل من خمسين مترا، في حين يتم فرض قيمة مالية قدرها 15مليون سنتيم للمساحة التي تتجاوز الخمسين مترا على دور النشر التي تريد إقامة أجنحة مغلقة في المستوى وليس محافظة الصالون "سيلا" .
هذا الوضع حسبه لن يسمح له باستقبال ضيوفه من كتاب وقراء في ظروف حسنة وستحدث فوضى في إشارة منه الى عملية البيع بالتوقيع التي سيجريها مغني الراب الشهير كريم الغانغ لكتابه الجديد "رسالة نوفمبر والذي ترجم الى الأمازيغية". ولم يخف ذات المتحدث امتعاضه من سياسة الضرائب التي ارهقت كاهل دار بغدادي، حيث اكد ان هذه الاخيرة لن تدخل غمار الجوائز مرة ءخرى ولن ترشح أي من كتابها لأي جائزة كانت، مرجعا الأمر إلى الضرائب المضاعفة التي أصبحت تتلقاها الدار مباشرة بعد حصولها على الجوائز.
وأشار بغدادي أن الدار لم تجن سوى الضرائب من وراء هذه الجوائز وهو ما دفعه إلى عدم التفكير في دخول هذه المسابقات او ترشيح اسماء الكتاب الذين نشروا في الدار لاي جائزة لانه اصبح يخاف الجوائز والشهرة لما ينتظره من ضرائب مضاعفة خمس مرات. وتوقف محمد بغدادي للحديث مطولا عن مشكل توزيع الكتاب الأدبي في الجزائر حيث قال "رغم أن منشورات الدار أغلبها كتب شبه مدرسية إلا أننا نخصص جزءا للكتاب الأدبي الذي لم نعد نجد فضاء لتوزيعه او حتى عرضه حيث يرفضه أصحاب المكتبات حتى وإن كان لأسماء معروفة مثل أحلام مستغانمي ويطلبون فقط الكتاب المدرسي والعلمي". مضيفا "رغم كل هذا تحاول الدار نشر للكتاب الشباب ولكن في اأغلب الحالات لا يتجاوز الرقم 250نسخة".
ووصف بغدادي الوضع بالأزمة التي أصبحت تؤرق الناشر الجزائري في السنوات الأخيرة خاصة مع تراجع فضاءات العرض، حيث كشف في السياق ذاته وبلغة الأرقام أنه خلال ممارسته لهذه المهنة والتي تجاوزت 26 سنة تراجع عدد المكتبات على المستوى الوطني خلال السنوات الأخيرة ووصل إلى 320 مكتبة بعد أن كان يتجاوز 1200مكتبة مثل النهضة، الغزالي، ابن باديس وغيرها، والتي أغلقت أغلبها وتم تحويل نشاط العديد منها وأصبح الكتاب لا يكفي حتى لإيجار محل في شارع ديدوش بالجزائر العاصمة".
وأبرز بغدادي في معرض حديثه ان الكتاب شبه المدرسي مطلوب بشكل كبير عكس الأدبي، ولو قامت دور النشر الجزائرية بالخروج عن هذا النوع من الكتب ستعلن إفلاسها، وعلق عن الأمر بالقول "إذا خرجنا عن إطار الكتاب شبه المدرسي سنعلن إفلاسنا وأتحدى أي دار أن تبيع ألف نسخة لعنوان واحد حتى وإن كان عندهم أحسن الأقلام مثل أحلام مستغانمي". وذكر مسؤول دار النشر بغدادي أن الحل موجود وليس بالأمر الصعب ولطالما اقترحه على الوزارة الوصية وذلك باستغلال خريجي علم المكتبات ومنحهم محلات رئيس الجمهورية لإدارة مكتبات أدبية مع إعفائهم في الأشهر الأولى من الإيجار من أجل تشجيعهم وفتح فضاءات للعرض بعدما عجز الناشر في إيجاد أماكن لعرض إصدراته.
وعن مشاركة الدار في معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته ال 21 ذكر بغدادي أنها بالإضافة إلى الكتاب شبه المدرسي ستعرف الدار عرض كتب لمجموعة من الأسماء الشابة منهم كريم الغانغ، عبد الوهاب عيساوي، فاطمة حمدي، محمد فتيلينة بالإضافة إلى الروائي واسيني الأعرج. حنان حملاوي