علمت "الحوار" من مصادر عليمة ان اعضاء من المكتب السياسي باشروا مؤخرا في جمع التوقيعات من اجل تنحية الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الافلان جمال ولد عباس من على رأس الامانة العامة للحزب العتيد على الرغم من تزكيته بأغلبية الاصوات من طرف اللجنة المركزية يوم اعلان الامين العام الاسبق للحزب عمار سعداني استقالته من على رأس الامانة العامة لدواعي صحية. وأضاف ذات المصدر ان تركة سعداني تبدو غير راضية من السياسة الداخلية التي اتى بها ولد عباس في اطار سياسة لمّ الشمل وإعادة ترميم جدران البيت العتيد مجددا، من خلال استدعاء كل مناضلي الحزب المنشقين سابقا، وبالتحديد في الفترة التي تولي فيها عمار سعداني قيادة الافلان، في اشارة منه الى عبد العزيز بلخادم وبلعياط وغيرهما من مناضلي الحزب الذين اتصل بهم ولد عباس فور توليه زمام الحزب قصد اصلاح الوضع الذي خلفه سعداني في عهدته، خاصة ان القوة السياسية على مقربة من احد المواعد الانتخابية الهامة وألا وهي التشريعيات. وأكد نفس المصدر دائما ان اعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية منذ تولي ولد عباس للمنصب وهم في حالة هيستريا كبيرة، وزادت حدتها بعد ان صرح هذا الاخير في العديد من المرات عزمه القضاء على "الشكارة" في الانتخابات المقبلة، ورد الاعتبار للروح النضالي وللمناضلين الذين لهم رصيد نضالي وفير في الحزب، وهو ما لا يخدم مصالح بعض الاعضاء من المكتب السياسي ولا من اللجنة المركزية. وفي سياق الموضوع، تبين خلال اشغال المجلس الشعبي الوطني خلال مناقشة العديد من المشاريع القانونية أن هناك أجواء مشحونة بين نواب الكتلة البرلمانية للحزب العتيد، بدليل بعض الانتقادات الموجهة الى رئيس المجلس محمد العربي ولد خليفة، خاصة منذ أن تداول خبر اعادة ترشيحه على الهيئة التشريعية بعد ترشيحه في قائمة الافلان للجزائر العاصمة، ويضاف إليها تلك التحركات الاخيرة الحاصلة داخل البيت العتيد فيما يخص تعيين اللجان التي بادرها ولد عباس مؤخرا في اطار التحضير للتشريعيات المقبلة التي ينوي الظفر بها بالأغلبية المطلقة، وجملة هذه التغيرات الداخلية للحزب العتيد تشير الى أن ولد عباس يرغب في تصفية الحزب من تركة سعداني بعد التشريعيات مباشرة. مناس جمال