المتابع لتطورات حزب جبهة التحرير الوطني، بعد استقالة عمار سعداني، يدرك أن الأخير رحل من على رأس الأمانة العامة، تاركا وراءه ارثا ثقيلا لخليفته الدكتور جمال ولد عباس، هذا الأخير يجد نفسه مجبرا على "إحداث عملية جراحية دقيقة" في عصب العتيد، الذي نزف بشدة جراء انشطارات أصابته تفرق من خلالها إلى مجموعات و أقطاب متصارعة، هذا الرحيل أثار كذلك العديد من التساؤلات التي تفرعت إلى قراءات متباينة حول مستقبل أكبر قوة سياسية في البلاد وهي التي تتجه بتأن الى حدث سياسي تشريعي هام، قال عنه المستقيل سعداني إن منافسة سياسية شرسة تواجهه من خصومه اللذودين. وبين هذا و ذاك، يبقى العتيد مفتوحا على كل الاحتمالات، من بينها عودة الإخوة الفرقاء الى جادة الصواب، و رص الصفوف و التوحد من جديد تحت لواء واحد وعباءة سياسية واحدة، ولمَ لا إعادة التحالف الرئاسي الى الواجهة الذي لم يعد ينقصه سوى عودة ابوجرة وبلخادم الى منصبيهما السابقين؟.
* ولد عباس في كلمته خلال استلام مهامه كأمين عام للأفلان: "سنواصل ما انطلقنا فيه مع سعداني.. وباب الأفلان مفتوح للجميع" دعا الأمين العام الجديد لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، في كلمته بمقر الحزب بحيدرة، خلال استلام مهامه رسميا كأمين عام خلفا لعمار سعداني الذي قدم استقالته رسميا من الامانة العامة، الى الحفاظ و تعزيز المكاسب التي حققها العتيد في عهد سعداني، كاشفا عن أن ابواب الأفلان مفتوحة لكل من يريد دعم الرئيس بوتفليقة و برنامجه، فيما شدد أن حزبه لا يملك أي عقدة من المحطات الانتخابية المقبلة و سيفوز بها بقوة. وقال ولد عباس ، أمس، أمام اطارات حزبه: "ان اجتماع للمكتب السياسي سيعقد هذا الاسبوع، وسنواصل ما قد انطلقنا فيه مع الأخ و الصديق عمار سعداني، ثقافة الدولة هي الاستمرارية، لأن المسؤولية عوام و النضال دوام، ولو دامت لغيري لما وصلت الي"، داعيا الى المحافظة على المكاسب التي حققها الحزب في عهد عمار سعداني على مدار ثلاث سنوات، و تعزيزها أكثر فأكثر، لتبقى المعركة الحاسمة يقول المحطات الانتخابية المقبلة المقررة سنة 2017: "نحن مطمئنون ، ليس لنا لا عقدة و لا اي مشكل"، كاشفا عن استقباله لعشرات الاتصالات الهاتفية لعديد الأحزاب القريبة من الأفلان و تلك المحسوبة على المعارضة كذلك، مؤكدا ان باب جبهة التحرير الوطني مفتوح للجميع: "لكن القاسم المشترك هو رئيس الجمهورية و برنامج الرئيس ، و ثانيا الأفلان ثم الأفلان ثم الأفلان". وقال الأمين العام الجديد لحزب جبهة التحرير الوطني إنه قدم نداء الى كل المواطنين و المناضلين و أبناء الشهداء وأبناء المجاهدين و الجيل الصاعد الذين يحبون الوطن بأن ينخرطوا في هياكل العتيد الشرعية: "قلتها وأكررها، كل من يحب المشاركة في بناء البلاد و تحقيق و تطبيق برنامج رئيس الجمهورية فلتفضل للأفلان و هو مرحب به و كل الأبواب مفتوحة". ______________________ * عضو المكتب السياسي ونائب سعداني أحمد بومهدي ل"الحوار": سعداني استقال بمحض إرادته.. ولا خوف على الأفلان * هل كانت استقالة عمار سعداني فعلا استقالة أم إقالة؟
– أولا، لا بد علينا قبل الحديث عن هذا الموضوع أن نشير إلى النظام الداخلي والقانون الأساسي الذي يسير عليه حزب الأفلان ، حيث لا يوجد أي شيء من هذا القبيل يبين أن سعداني تم تنحيته من على رأس الأمانة العامة للحزب العتيد، بدليل أنه طلب من أعضاء اللجنة المركزية سحب الثقة منه و لا احد استجاب، ما يثبت أن سعداني قدم استقالته بمحض إرادته الشخصية ولدواعي صحية لا غير.
* هذا يعني أن التصريحات النارية الأخيرة لا علاقة لها بقرار الاستقالة لا من بعيد أو قريب؟
– انا باعتباري قياديا بالحزب لا أرى أي علاقة بين استقالة سعداني من الأمانة العامة و تصريحاته الأخيرة، فهذا الأخير كان على دراية على ما يقول و لا يتحدث عن الأشياء من العدم، كل ما في الأمر أن هناك أطرافا تريد استثمار استقالته من اجل التشويش على الحزب الذي هو متماسك من أي وقت ماضي.
* ألا تعتقد أن استقالة سعداني التي جاءت تزامنا و التحضير للتشريعيات المقبلة ستؤثر على نشاط الحزب؟
– ليس هناك أي خوف على الأفلان، فهو حزب منظم أحسن تنظيم، و كل الهياكل و الأجهزة تعمل في انسجام و في درجة من التنسيق لا مثيل لها، و تستمد قوتها من القاعدة النضالية التي هي متماسكة و مستعدة لخوض غمار التشريعيات بكل أريحية، وأعيد و أكرار أن الأفلان لا خوف عليه.
* هل ستكون هناك دورة استثنائية للجنة المركزية قريبا، و هل ستكون تعديلات في المكتب السياسي؟
– في الوقت الراهن هذا غير وارد إلا أنه ليس من المستبعد أن تكون هناك دورة استثنائية للجنة المركزية في حال الضرورة و في حال ما تعلق الأمر بالتحضير للانتخابات التشريعية، أي عمل إضافي ما عدا هذا ليس هناك أي ضرورة لغير ذلك ما دام أن اللجنة قد زكت الأمين العام بالإجماع و فقا للقانون الأساسي للحزب و للنظام الداخلي بصفته عضوا في المكتب السياسي للحزب على دارية بكل التحضيرات المسطرة للاستمرارية نشاط الافلان الذي سيكون القوة الساحقة في التشريعيات المقبلة دون منازع. _______________________ * عبد الرحمان بلعياط، منسق القيادة الموحدة في الأفلان، ل"الحوار": ندعو لمؤتمر جامع لكل الفرقاء.. ومستعدون للم الشمل قبل التشريعيات * ذهاب سعداني لم ينه التمزق في صفوف الأفلان * استمرار سلوكيات سعداني بدون سعداني لا يليق * كيف قرأتم استقالة الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني، و ما موقفكم كقيادة موحدة منها؟ – هذا الذي حدث ، أمس، بفندق الأوراسي استقالة عمار سعداني استغرق وقتا طويلا لكي يأتي ، ونحن انتظرناه منذ سنة 2013 ، أنا لا أقول استقالة ، و لكن اعتبرها ذهابا ، لأن الاستقالة تحدث حينما تكون على رأس منصب شرعي و قانوني، المنصب الذي كان يشغله سعداني لا شرعي و لا قانوني و اليوم تنحى منه، وبعد أن أصبح أمرا واقعا، نحمد الله لأنه كان عائقا لاسترجاع الحزب و العودة الى مساره و سكته الحقيقية. نحن كقيادة موحدة ننتظر تجاوز هذه المرحلة و الانتقال الى المرحلة الثانية والرجوع الى نصوص و لوائح الحزب العتيد ، هذه العودة التي نتمناها أن تكون جامعة لا مفرقة.
* كقيادة موحدة ، هل كنتم تتوقعون أن يتخذ عمار سعداني خطوة مفاجئة كهذه الاستقالة و هو المعروف بتمسكه بمواقفه و الثبات عليها على مدار ترأسه للأفلان؟
– نحن لسنا في جو ترقب، القيادة الموحدة لها نضال متواصل و مبني على أسس صحيحة و عمل تطوعي، كل الاخوة في القيادة الموحدة و أغلبية مناضلي الأفلان مساندون لعملنا و مطالبون بتكثيفه، نحن متطوعون، و نتمنى أن تكتمل هذه الخطوة التي نعتبرها صحوة جيدة.
* ما علاقة تصريحات عمار سعداني الأخيرة التي هاجم فيها الجنرال المتقاعد توفيق، و الأمين العام السابق الذي تدعمونه عبد العزيز بلخادم، أم أن هذه الاستقالة بعيدة عن هذا المعطى؟
– لا نستطيع ان نربط هذه الاستقالة بموقف أو موقف آخر، لكن نحن نربطها بالتصريحات و المواقف التي تبناها سعداني منذ مجيئه على رأس الأفلان سنة 2013 بطريقة غير شرعية، الانزلاق و الاعتداء على الشرعية بقي متواصلا.
* كيف ذلك، عدد لنا بعض المحطات التي ترونها كقيادة موحدة غير شرعية؟
– تشكيل المكتب السياسي في 16 نوفمبر 2013 ، اجهاض الدورة التي أمر بها رئيس الجمهورية في 24 جوان 2014 عن طريق العنف و البلطجة و الهروب الى الأمام ، بالإضافة الى عدم عقد الدورة الثانية للجنة المركزية اواخر 2014، الهروب الى مؤتمر غير شرعي خارج عن القانون، زيادة عن التصريحات التي تمس شخصيات كبيرة كان لها الأثر الكبير في الدولة، كل هذه التصرفات جعلت السواد الأعظم من المناضلين الأفلانيين يفرحون بهذا الحدث ، و نؤكد ان القيادة الموحدة لن تتوقف. اجتمعنا عديد المرات و راسلنا رئيس الجمهورية الذي يعد رئيس الحزب، لجمع صفوف حزب جبهة التحرير الوطني وعودة كل الخيرين الى صفوفه ، ونطوي هذه الصفحة القاتمة التي لم تكن تبشر بالخير لمستقبل العتيد، كونها سابقة في تاريخه و التوجه الى مؤتمر جامع لكل الفرقاء، و أشير هنا الى المؤتمر الثامن الجامع الذي داوى كل جراح الافلان سنة 2005، حيث الاخوة الذين رفضوا هذا المؤتمر تمكنا من اعادة جمعهم في المؤتمر التاسع.
* ما هي الخطوة التي ستقوم بها القيادة الموحدة بعد رحيل عمار سعداني من منصبه؟
– نحن ندعو لمؤتمر عاشر جامع، و نتوخى من الموجودين الآن في القيادة أن يكونوا "عاقلين" و لا تأخذهم العزة بالإثم ، و نلتقي قبل التشريعيات المقبلة، علما أن ذهاب سعداني لم ينهي التمزق، اذا أرادوا الذهاب مشرذمين إلى التشريعيات فإن الخسارة ستكون للحزب و لرئيس الحزب كذلك. أما بالنسبة لخطواتنا المقبلة، فؤني أقول إن القيادة الموحدة سجلت خطواتها، نناشد و نطالب و نحرص و نفرض لكي تعالج الامور بشكل عميق و ليس سطحيا، أغلب النواب في البرمان مع طرحنا، و المناضلون كذلك، كلهم يطالبون بتوحيد الصفوف، كلامنا سياسي يتوجه لكل من يريد أن يعيش حرا داخل صفوف الحزب و ما على الجميع الا الضغط مع مجموعتنا.
* استنادا الى القانون الأساسي للأفلان، ما هي الصفة التي يحملها الآن جمال ولد عباس، أمين عام أم أمين عام بالنيابة، و ما موقفكم كقيادة موحدة من هذا التنصيب؟
– هو مثل الذين معه خارجون على القانون، اللجنة المركزية غير قانونية، لكن نحن متفائلون، لأن العائق الاول ذهب، ما يؤكد أن المرور إلى الخطوة الثانية و هي جمع صفوف الحزب سهلة جدا ، دون اعتبار أي طرف أنه رابح أو خاسر، و نشدد على الاخوة في الأفلان أن استمرار سلوكيات سعداني بدون سعداني لا يليق، علما أن الإرادات الخيرة موجودة.
* هل فيه إمكانية للتوحد قبل التشريعيات؟
– نحن مستعدون للتوحد من اليوم اذا أرادوا، وإذا استمروا في الرفض فإن نضالنا سيبقى مستمرا. ______________________ * عبد الكريم عبادة ل "الحوار": "سعداني وقع في مصيدة تصريحاته النارية" * ما قرأتكم في استقالة عمار سعداني من على رأس الأمانة العامة للحزب العتيد؟
– قبل الخوض في مسألة استقالة عمار سعداني من على رأس الأمانة العامة، لا بد أن نشير إلى أنها ليست استقالة بل هي إقالة، و كان من المفروض أن يكون هذا القرار قبل اليوم، بالنظر الى النزيف الحاد الذي ضرب بيت الافلان
* يعني هذا أن هناك طرفا من أجنحة السلطة هي من تقف وراء هذا القرار؟
– بالتأكيد، إذ لا توجد أي قراءة أخرى سوى تلك الغير مغايرة لعدم رضى رئيس حزب الافلان المتمثل في شخص رئيس الجمهورية من أداء سعداني خلال الثلاث سنوات الماضية التي توالى فيها منصب الأمانة العامة لأهداف معينة غير واضحة، إلا أن تنحيته هذه جاءت أيضا لإثبات أن سعداني كان في مهمة محددة، وأن الوقت حان لتنحيته من قيادة الحزب، لكن بودي أيضا أن أقول أن رئيس الحزب قد استجاب ايضا لرسائل مناضلي الحزب الذين تم إقصاؤهم و تهميشهم من طرف سعداني و حاشيته التي طالبت برحليه من الافلان من اجل استرجاع سيادته و كرامته بعد استثماره في رداءة التسيير و التكالب على كل رموز الدولة من أشخاص و مؤسسات.
* ما هو مقصودك من هذا؟
– إنني اقصد من هذه أن سعداني الذي قدم استقالته المتوقعة يوم أول امس أمام أعضاء اللجنة المركزية للحزب قد ألحق أضرارا كبيرة لمؤسسات الدولة و لرموز الدولة، حتى انه تمادى إلى شخص الرئيس في حد ذاته من خلال تصريحاته النارية التي لا تخدم مصلحة المؤسسات الرسمية للدولة.
* هل تعتقد أن التصريحات الأخيرة كانت وراء تعجيل الاستقالة؟
– نعم كانت تصريحات خطيرة جدة، فهو خطاب فتنة حيث كادت الأمور أن تخرج عن مسارها، خاصة بعد ان وجه سلسلة من الاتهامات في حق من صنع التاريخ الجزائري، سواء قبل الاستقلال أو بعده، و هو ما جعل الجناح الذي جاء به يقرر تنحيته لتجنب أي اصطدام متوقع الجزائر في غنى عنه.
* فيما يخص التحضير للتشريعيات المقبلة.. هل ستؤثر استقالة سعداني عليها؟
– سيكون هناك بعض التوتر في بيت العتيد، لكن ليس بشكل كبير حيث يمكن له تدارك الأمور، شريطة أن تكون القيادة الحالية تعمل في انسجام دون إقصاء لكل الفاعلين في الحزب من المناضلين الأوفياء الذين تم إقصاؤهم في عهد سعداني الذي تولى زمام الحزب دون أي شرعية تذكر، ما أحدث فيه نزيفا حادا بداخله بعد أن استحوذت حاشيته الانتهازية على كل مفاصل الحزب.
* فيما يخص تنصيب جمال ولد عباس أمينا عاما للحزب.. ما رأيكم فيه، و الآلية التي تم من خلالها تنصيبه، و ما هو منتظر منكم في المرحلة القادمة؟
– اليوم نحن نترقب الأوضاع من بعيد حتى يتسنى لنا معرفة توجهات القيادة الحالية التي نأمل أن تكون مختلفة عن سابقتها، و نتوقع من هذه القيادة التي لا نرى فيها فقدانها للشرعية أن تعيد الأمور إلى نصابها، و من جهة أخرى نحن بصدد التحضير للقاءات مع القيادات الفعالة في الحزب من اجل إيجاد السبل الكفيلة باسترجاع عافيته المفقودة، أما فيما يخص تزكية جمال ولد عباس فإنها آلية من الآليات المعمول بها في النظام الداخلي و القانون الأساسي للحزب، فهي قانونية ما دام أن التزكية كانت امام اللجنة المركزية و بالأغلبية الساحقة، و هذا لا يستدعي انعقاد دورة استثنائية لتزكية ولد عباس.
_______________________ * النائب الأفلاني المعارض لسعداني، مسعود إيكوباش ل "الحوار": انتظرنا هذه الخطوة منذ أكثر من ثلاث سنوات.. * ما قراءتكم في استقالة عمار سعداني من على رأس الأمانة العامة للحزب العتيد؟
– أولا، نحن كنواب أوفياء لحزب الأفلان كوننا نناضل منذ ثلاث سنوات من اجل تنحية سعداني من على رأس الأمانة العامة للحزب الذي للأسف الشديد ليس على مستوى سعداني، فصراحة حجم الحزب و قدرات سعداني غير متوازنة الكفة، فهو غير قادر على تسيير التشكيلة الحزبية التي تكتل القوة السياسية في البلاد ما عدا انه جعل من الرداءة سيد الموقف عن طريق خطاباته السياسية الهزيلة المنبثقة من الشعبوية.
* ألا ترى أن استقالة سعداني هي عبارة عن تمويه أم أنها تنحية.. كيف تفسر هذا؟
– فعلا أكيد أنها تمويه ظاهر ، لأن ظاهرها كان استقالة لكن باطنها كان إقالة، لأن الخطاب السياسي الأخير كان وراء تعجيل رحيل سعداني من الأمانة العامة للحزب الذي هو اليوم بحاجة الى استرجاع صورته الحقيقية.
* هذا يعني أن استقالة سعداني يقف وراءها جناح غير ظاهر هو الذي أتى به لأهداف معينة غير واضحة المعالم، و هو من قام بتنحيته.. هل هذا صحيح؟ – أنا شخصيا ليس لدي يقين على هذا الموضوع، و عليه لا يمكن لي لا التأكيد و لا النفي في آن واحد، لأنني لا أملك المعلومات اللازمة، المهم حاليا هو تخلص الحزب من أمثال سعداني، فقرار تعيينه على الامانة العامة لم يكون صائبا منذ الوهلة الأولى.
* ألا تعتقد أن التصريحات الأخيرة كانت وراء تعجيل الاستقالة؟
– نعم التصريحات النارية الاخيرة التي اطلقها سعداني على خصومه، كانت فعلا بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس ، و هذا بالنسبة لي متوقع لأن سعداني كان على حد المثل القائل "الركبة ميلة" من اليوم الأول، لذا لم استغرب يوما من تلك التصريحات على الرغم من ثقليها.
* وهل ستؤثر على التحضير للتشريعيات المقبلة؟
– بطبيعة الحال سيكون لها تأثير على الاستحقاقات المقبلة، الا ان الحزب بإمكانه استرجاع مكانته في وقت وجيز ان ما تم تصفيته من المتسللين من أتباع سعداني ، و أشير هنا إلى مدى تجذر في نفوس الجزائريين حتى الذين هم ليسوا من مناضليه بدليل الاحتفالات التي أقيمت برحيل سعداني في كل من أفلو، باتنة و غيرها من مناطق الوطن.
* فيما يخص تنصيب جمال ولد عباس أمينا عاما للحزب.. ما رأيكم فيه، و الآلية التي تم من خلالها تنصيبه؟
– نحن الذين ناضلنا في إطار سلمي لتخليص الحزب من يد سعداني، ليس لنا أي مشاكل مع الاشخاص أولا، و إنما نحن ضد طريقة تسيير هذه القوة السياسية التي تعد القاطرة و الركيزة الأساسية للجزائر، فهذا يعنى اننا لسنا ضد جمال ولد عباس، فهو يبقى من بين المناضلين الأوفياء لحزب الافلان، لكن طريقة تنصيبه على قيادته تحمل بعض التجاوزات التي لا تتماشى و النظام الداخلي و القانون الأساسي المعمول به في مثل هذه الحالات، الذي يؤكد على ضرورة انعقاد دورة استثنائية للجنة المركزية من اجل تزكية الأمين العام الجديد بالإجماع و بمشاركة كل أبناء الحزب الأوفياء دون تهميش و إقصاء ، لتفادي الوقوع في الأخطاء السابقة. ___________ * المحامي محسن عمارة ل "الحوار": سعداني على رأس مجلس الأمة قريبا اعتبر المحامي محسن عمارة، أن استقالة الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، لم تأت من فراغ، و لكنها استقالة مخطط لها و ممنهجة بدقة محكمة ، كون هذه الاستقالة بحسبه تحمل أبعادا مستقبلية قريبة المدى.
وعلى خلاف القراءات الأخرى التي تم تداولها على الساحة السياسية، بعد تقديم عمار سعداني استقالته من كرسي الأمانة العامة للعتيد، خرج محسن عمارة في اتصال ب"الحوار" عن "المألوف"، حينما اعتبر أن عمار سعداني سيعين بعد فترة قصيرة كسيناتور مكان جمال ولد عباس الذي خلفه على كرسي الأمانة العامة، و بعد فترة سينصب رئسيا لمجلس الأمة خلفا لرئيسها الحالي عبد القادر بن صالح الذي بحسبه يواجه مشاكل صحية ، و اعتبر محدثنا أن هذه الخطوة تؤكد سياسة مؤلوفة اعتاد حزب جبهة التحرير الوطني انتهاجها حينما يريد ترتيب الامور، مشددا ان هذه الاستقالة ما هي الا خطة سياسية لضمان الاستمرارية، و بسط الأفلان سيطرته على المؤسسات التشريعية المجلس الشعبي الوطني و مجلس الامة.
وعاد محسن عمارة ليؤكد قائلا: "صحيح أن عمار سعداني مريض ، لكن القول ان تصريحاته النارية ضد الجنرال المقال توفيق و الأمين العام السابق عبد العزيز بوتفليقة كانت وراء دفعه للاستقالة غير صحيحة"، مجددا تأكيده ان الجنرال توفيق سيحاكم قريبا بالتهم التي كان قد ساقها في تصريحات سابقة ل "الحوار".