تتجه كل الأنظار اليوم إلى فيينا التي ستحتضن اجتماع أوبك الرسمي الذي يأتي بعد لقاء الجزائر التاريخي بعد أن خلص لاتفاق تاريخي يقضي بتخفيض إنتاج الأوبك إلى مستوى يتراوح ما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا، حيث سيسعى أعضاء المنظمة لبحث تخفيضات الإنتاج المقررة في مسعى لكبح الفائض الذي يخيم على الأسواق منذ منتصف 2014 وتحقيق سعر عادل يرضي جميع الأطراف، حيث يرى مراقبون أن عامل "الكولسة" سيكون المحدد الرئيسي لنتائج اللقاء. وأنهى، أمس، وزير الطاقة نورالدين بوطرفة جولاته المراطونية التي قادته إلى العديد من العواصم ولقائه بعديد وزراء الطاقة للبلدان الأعضاء وغير الأعضاء في المنظمة أبرزهم وزير الطاقة السعودي ووزير الطاقة الروسي والإيراني، هذه اللقاءات التى أتت عشية الاجتماع المصيري للمنظمة، تسعى من خلاله الجزائر إلى تقريب وجهات النظر قصد التوصل إلى اتفاق يساهم في استقرار أسواق النفط ومن ثمة تعافي الأسعار مجددا. واقترحت الجزائر تخفيض إنتاج أوبك بمعدل 1.1 مليون برميل يوميا، حيث دعا بوطرفة الدول غير الأعضاء في أوبك إلى تخفيض الإنتاج ب 600 ألف برميل في اليوم حسب ما نقله الموقع الإلكتروني لوزارة النفط الإيرانية عن وزير الطاقة نورالدين بوطرفة، ونقل عن الوزير القول "إن وافق أعضاء أوبك ستبلغ أسعار النفط 50 إلى 55 دولارا العام المقبل و60 دولارا بحلول نهاية 2017″. ويتوقع جل المراقبين، ارتفاعا لأسعار النفط إلى المستوى الأدنى في نطاق 50 إلى 59 دولارا للبرميل، إذا توصلت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) إلى اتفاق لتقليص الإنتاج خلال اجتماع من المقرر أن يعقد اليوم في فيينا. وشهدت الأسواق حالة من عدم الاستقرار قبيل اجتماع أوبك مع استمرار عدم التوافق بين أعضاء المنظمة في شأن تحديد المنتجين الذين ينبغي أن يقلصوا إنتاجهم وحجم التخفيض، حيث تم أمس، تداول خام القياس العالمي"مزيج برنت" بسعر 47.80 دولارا للبرميل. ويتوقع هؤلاء أن سوق "برنت" بنسبة 30 في المائة احتمال التوصل إلى اتفاق في شأن خفض من المفترض أن ينزل بإنتاج المنظمة إلى 32.5 مليون برميل يوميا، محذرين من أنه في غياب اتفاق، فإن زيادة في النصف الأول من العام المقبل ستعني أن يبلغ متوسط السعر 45 دولاراً للبرميل في الصيف المقبل.
* ضبابية كبيرة حول إمكانية التوصل إلى قرار تخفيض الإنتاج في السياق، قالت "وكالة الإعلام الروسية"، أمس، أن وزير الطاقة ألكسندر نوفاك لن يحضر اجتماعات "أوبك" التي اختتم خبراؤها اجتماعا أمس، من دون التوافق على تفاصيل محددة لتقييد الإنتاج. وقال نوفاك: "ليس هناك منطق في هذا، نحتاج إلى أن تعقد أوبك اجتماعها (أولا) ، مضيفا أن موسكو مستعدة لمناقشة خطوات محتملة للتعاون مع "أوبك" حالما تتوصل المنظمة إلى اتفاق بين أعضائها. وقالت ناطقة باسم وزارة الطاقة الروسية، إن موعد عقد محادثات محتملة بين أوبك والمنتجين المستقلين لا يزال قيد البحث، وأن نوفاك لطالما قال إن موسكو لا تشارك في اجتماعات المنظمة. من جهتها أعلنت ناطقة باسم وزارة الطاقة في كازاخستان، أمس، أن الوزير كانات بوزومباييف لن يشارك في اجتماع فيينا، وأضافت أن الوزير لا يعتزم حضور الاجتماع لعدم توصل أعضاء المنظمة إلى اتفاق أولي فيما بينهم. من جهته قال وزير الطاقة نور الدين بوطرفة إنه اختتم محادثاته مع نظيريه الروسي والفنزويلي، أمس، قبل التوجه إلى فيينا لحضور الاجتماع الوزاري للمنظمة اليوم. وامتنع بوطرفة عن التعقيب على نتيجة محادثات، أمس، مع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، وأحجم وزير النفط الفنزويلي إيولوخيو ديل بينو وناطقة باسم وزراة الطاقة الروسية عن التعليق. وهبطت أسعار النفط، أمس، مع ترقب السوق لاجتماع منظمة أوبك لمعرفة ما إذا كانت المنظمة ستتفق على خفض ملموس للإنتاج يسهم في تقليص فائض الإمدادات في السوق العالمية وتعزيز الأسعار خلال اجتماعها اليوم. وجرى تداول مزيج برنت الخام عند 47.80 دولارا للبرميل بانخفاض 44 سنتا أو ما يوازي 0.9٪ عن سعر الإغلاق أمس الأول. ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في التعاملات الآجلة 42 سنتا توازي 0.9٪ إلى 46.66 دولارا للبرميل.
* اختتم اجتماع اللجنة الفنية للمنظمة دون التوصل لآلية تطبيق تخفيض الإنتاج واختتمت اللجنة الفنية لمنظمة أوبك اجتماعا دام عشر ساعات وذلك دون التوصل لاتفاق حول آلية تطبيق القرار المرتقب بخفض إنتاج النفط. حيث يبقى العراقوإيران مصممين على استثناء الدولتين من خفض الإنتاج، فيما تصر السعودية على أن أي اتفاق يتطلب مساهمة كافة الأعضاء باستثناء نيجيريا وليبيا واحتوى الاقتراح الأولي على خفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يوميا، فيما تقترح إيران تثبيت الإنتاج عند 3.975 مليون برميل يوميا. الاقتراح الإيراني يفوق إنتاجها الحالي ب 200 ألف برميل. من جهة أخرى، ترغب السعودية في تثبيت إنتاج إيران عند 3.707 مليون برميل يومياً واقترحت الجزائر تثبيت إنتاج إيران عند 3.795 مليون برميل يومياً.وما زاد من التشاؤم حيال قدرة الاجتماع في التوصل لاتفاق هو تصريحات خالد الفالح، وزير الطاقة السعودي أمس، أن أسعار النفط ستتجه للتوازن العام المقبل من تلقاء نفسها. نورالدين علواش