أصبح تحديد قائمة التشريعيات في ولاية العاصمة، من أكبر "الهواجس" التي تلقاها الأحزاب السياسية في المحطات الانتخابية، حيث أن حساسية هذه الولاية تجعل الشخصيات الثقيلة في الأحزاب تسعى جاهدة لأن تكون في صدارة قوائمها، الأمر الذي جعل في الكثير من الأحيان مهمة تحديد شخص معين بمثابة "القنبلة الموقوتة" للكثير من التشكيلات التي ترغب في أن تضع يدها على قائمة نواب هذه الولاية. وأشارت تسريبات إلى أنه جاري الحديث عن تصدر الوزير الأول عبد المالك سلال قائمة "الأفلان" في العاصمة، أما التجمع الوطني الديمقراطي فيتجه الفصل بين وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب أو المكلف بالإعلام شهاب صديق، أما في المعسكر الإسلامي، فإن الدكتور يونس زغرار هو المرشح الأول ليكون على رأس قائمة حركة مجتمع السلم، أما التحالف الإسلامي، فالمنافسة بين البرلماني حسن عريبي والوزير السابق عبد القادر بن قرينة، فيما يكون مرشح تصدر قائمة "الأرسيدي" محسن بلعباس، أما الحركة الشعبية الجزائرية التي يقودها عمارة بن يونس، فسيكون حسب ذات التسريبات جمال معافة على رأس قائمتها. في السياق، تقول مصادر مطلعة ان لويزة حنون قد تترشح ايضا على رأس قائمة حزبها في العاصمة، وكذلك الشأن بالنسبة لحزب المستقبل الذي قد يترشح رئيسه عزيز بلعيد. وأوضح أحمد بومهدي، عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني، في اتصال ب"الحوار" أن اللجان المكلفة بجمع الملفات الخاصة بالمترشحين للانتخابات التشريعية المقبلة، تواصل عملها في ضبط القائمة المرشحة في العاصمة وجميع ولايات الوطن. وحول الضوابط الواجب توفرها في المترشحين على رأس القوائم الانتخابية وفي مقدمتها العاصمة، قال بومهدي أن يكون المترشح عضوا قادرا على تحمل المسؤولية الموكلة له، وأن يؤدي دوره طبقا لمضمون قانون الجبهة، فالجلوس على كرسي البرلمان لا بد أن يتبعه كمال العمل الميداني والنظر في الشؤون من وضعوا الثقة فيهم، وقال بومهدي إن المترشحي على رؤوس القوائم وعددهم 37 قائمة هو مجرد وسيط بين المترشحين وإدارة الحزب، وليس هو الكل في الكل. في السياق، قال موسى تواتي، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، في اتصال ب"الحوار"، اليوم ، بشأن من سيكون على رأس قائمة المترشحين الذين سيمثلون حزبه بالعاصمة في استحقاقات ماي القادم، إن المسألة سواء بالعاصمة أو غيرها من المدن لم يتم الفصل فيها، مشيرا إلى أن ذلك موكل للجنة خاصة بهذا الموعد الانتخابي، مشيرا إلى أن العاصمة هي مرآة عاكسة للمناطق الداخلية للجزائر العميقة، مؤكدا أن اللجنة الخاصة بالترشيحات ستختار وسيتم ضبط قائمة الأشخاص الذين أرسلوا طلب الترشح، شرط أن يبقوا خاضعين لتوجهات الحزب ومقيدين ببرنامجه الانتخابي، ويلتزمون بالاستماع إلى من وضعوا فيهم الثقة ومكنوهم من الوصول إلى البرلمان، آملين فيهم أن يثبتوا جدارتهم، وأن لا يخضعون للإدارة، ونفى تواتي أن تكون حساسية في ترشح مناضليه بالعاصمة، معلنا أن الجزائر واحدة والشعب الجزائري يعاني في كافة ربوع الوطن ولا يؤمن بالجهوية في الترشح ما دام الهدف هو خدمة المواطن، يقول موسى تواتي. من جهته، أوضح محمد ذويبي، الأمين العام لحركة النهضة، ل"الحوار" إن قضية اختيار المترشحين الذين سيخوضون مضمار الانتخابات القادمة، ما تزال قيد المشروع، وذلك لاعتبارات معينة، وفي مقدمتها -يقول ذويبي- النظر في الشأن الداخلي لحركة، وكذا لا بد من مراعاة للتحالف الاستراتيجي بين الحركة وجبهة العدالة والتنمية والبناء. وحول المعايير المعتمدة في قبول المترشحين في قوائم العاصمة، قال النائب والقيادي في جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف، التحالف سواء بالعاصمة أو في الولايات الأخرى يعكف على العمل في إطار الهيئة المديرة لوضع خارطة الانتخابية بالنسبة للدوائر الانتخابية، وأنهم ولحد الساعة -يقول بن خلاف- لم نحدد من هم على رؤوس القوائم، وأن كل ما تم تداوله على صفحات الجرائد تسريبات لا أساس له من الصحة، وحتى بالنسبة لباقي الولايات لم يتم انهاء العمل بها، فكل ما تم الحديث عنه الأسماء المرشحة مجرد كلام عابر ليس إلا. نصيرة سيد علي