خسرت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، سنة 2016، قرابة 116 مليون دينار بسبب الإضرابات التي شنها عمال المؤسسة، وأيضا إقدام المحتجين على قطع السكك الحديدية، مما أعاق حركية سير القطارات، وهو الرقم الذي اعتبرته الشركة "غير مقلق" بالمقارنة مع تأثر صورتها وفقدانها المصداقية تجاه زبائنها سواء المسافرين أو عملائها في مجال شحن البضائع. وأكد مساعد الرئيس المدير العام للشركة عبد الوهاب أكتوش في حوار مع وكالة الأنباء الجزائرية، بأن خسائر الشركة انجرت عن إلغاء 2.267 رحلة لنقل المسافرين (66 مليون دينار) إضافة الى الخسائر المنجرة عن إلغاء عمليات نقل 100.000 طن من البضائع (50 مليون دينار) خلال نفس السنة، حيث تعلقت تلك الإضرابات التي شنها عمال الشركة بمطالب تتمثل في الترقية المهنية وتحسين ظروف العمل، وخصوصا ضمان الأمن لأعوان الشركة –حسبه-، لافتا إلى أن الشركة دفعت أيضا فاتورة احتجاجات المواطنين الذين يلجؤون في الغالب إلى قطع حركة نقل القطارات في سلوك يهدف إلى إسماع مطالبهم. وسجلت الشركة اضطرابات على المستوى الوطني العام الماضي، مردها السلوكيات غير الحضرية للمواطنين، قدرت ب 179 عملا تخريبيا في 2016 مقابل 164 عملا مشابها في 2015، حيث لفت المسؤول في هذا الصدد الى عدم احترام قانون المرور على مستوى نقاط تقاطع الطرق بالسكك الحديدية، حيث تحصي الشركة 229 عملية تقاطع غير شرعية وبدون اشارة مرورية، علاوة على التعدي وتخريب مسار السكك نتيجة الأشغال غير المرخصة وأيضا رمي النفايات المنزلية على طول خطوط السكك الحديدية. ومن ضمن 17 قطارا تم استلامه خلال سنة 2006 خسرت الشركة 7 منها، وذلك جراء حوادث سجلت على مستوى ممرات تقاطع خطوط السكة الحديدية بالطرق، فضلا عن تكلفة اشغال اعادة تهيئة القطارات الأخرى، مسجلة بذلك 74 حادثا في 2016 تسببت في وفاة 12 شخصا، مقابل 78 حادثا في 2015 ( 46 حالة وفاة). ومن بين الحلول التي تعتزم الشركة اعتمادها للتقليل من حوادث المرور، قال نفس المسؤول إنه سيتم العمل على تقليص عدد ممرات السكك الحديدية التي تتقاطع مع الطرق، وهي العملية التي ستقودها الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة انجاز الاستثمارات في قطاع السكك الحديدية، بالتعاون والتنسيق مع الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، ويتمثل هذا المشروع في استبدال هذه الممرات بمسالك أرضية أو علوية، ليتم إلغاء تقاطع السكك الحديدية بالطرق، والتي أصبحت غير ذات جدوى، وهذا مع استشارة السلطات المحلية. وفي سياق اخر، تعتزم الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية مواصلة برنامجها لاقتناء القطارات وإعادة تأهيل اخرى، والذي يمتد من 2017 الى 2019، حيث من المرتقب استلام 10 قاطرات جديدة لنقل البضائع شهر مارس من السنة الجارية، وهي من طراز "الكترو موتيف ديازال" كما ستستلم 17 قطارا لنقل المسافرين من علامة "كوراديا" خلال سنة 2018، وذلك بهدف رفع قدرات النقل، حسبما أكده ذات المسؤول. ويتضمن البرنامج أيضا مشاريع إعادة تأهيل وعصرنة 10 قاطرات لنقل البضائع و52 عربة لنقل المسافرين، وذلك خلال السنة الجارية، وتجرى حاليا على مستوى ورشة الصيانة الواقعة بولاية سيدي بلعباس عمليات إعادة تأهيل 202 عربة مخصصة لنقل المسافرين عبر الخطوط الطويلة نهارا أو ليلا (قطارات ذات مراقد) وقطارات الضواحي. وحسب ذات المسؤول، فإن مشروع إعادة تأهيل وعصرنة 202 قاطرة لنقل المسافرين دخل حيز التنفيذ في 2015 بآجال انجاز محددة ب 44 شهرا بالشراكة مع المجمع الفرنسي "فايفيلي تور وكومبين ساس" بقيمة مالية تقدر ب 5ر80 مليون يورو، وبيد عاملة جزائرية 100% مع ضمان المجمع الفرنسي لعمليات التأطير التقني. ليلى عمران