تحدث الإعلامي رياض بوخدشة عن ترشحه للانتخابات التشريعية المقبلة ورغبته في دخول قبة البرلمان، معتبرا أنه من الأفضل كإعلاميين وكنخبة أن نكسر الصمت ونتواجد مع صناع القرار لنقل انشغالات الإعلاميين والمواطن البسيط إلى المسؤولين، كما تحدث الإعلامي رياض بوخدشة عن واقع الإعلام في الجزائر وعن خطوته القادمة في إعادة بعث الفدرالية الوطنية للصحفيين الجزائريين، والتي حسب بوخدشة ستكون جامعة لكل الإعلاميين الجزائريين دون استثناء . * *في البداية كيف كانت أولى خطوات رياض بوخدشة في ميدان الإعلام؟ -الإعلام والكتابة قبل أن أفكر فيها كمهنة حلمت بها منذ الطفولة، كانت هوايتي في فترة الدراسة الثانوية والجامعة، فقد أسسنا أنا ومجموعة من الطلبة سنة 1995نشرية أطلقنا عليها "رسالة الطالب"، تعنى بمشاكل الطلبة وتطلعاتهم، وارتقى الطموح إلى الرغبة في الكتابة السياسية، كنت طوال فترة الجامعة متأثرا بكتابات المرحوم عبد الحميد مهري في أسبوعية "المجاهد"، وبدأتُ أنشر بعض المحاولات في عناوين وطنية وبعض المجلات العربية خلال فترة الدراسة الجامعية. أول عمل لي في الصحافة الجزائرية كان سنة 2003 في أسبوعية "أخبار الأسبوع"، وكانت تجربة رائعة وممتعة مع فريق من الصحفيين المتمرسين والمخضرمين أيضا، أذكر منهم على وجه التحديد الأستاذ تقية عبد العزيز، وهو الآن في مركز دراسات الجزيرة بقطر، والكاتب الإعلامي المخضرم رابح هوادف، المعروف باسم "الشيرازي"، والصحفي المتألق، عبد النور بوخمخم. وفي 2004 التحقت بجريدة "البلاد" وفيها بدأت أولى تجارب الكتابة اليومية، فهي بالنسبة لي مدرسة أخذنا منها الكثير، ومن "البلاد" التحقت بيومية "المستقبل"، ثم يومية "الأحداث" من سنة 2006 إلى 2011 سنة، التحاقي ب"الشروق أون لاين" المؤسسة التي كان عملي فيها إضافة نوعية جديدة في مجال الصحافة الإلكترونية، وبعد نحو أربع سنوات من تجربة مؤسسة "الشروق؛ التحقت بيومية "صوت الأحرار"، ونحن نخوض الآن تجربة العمل في الصحافة الحزبية التي هي مجال اتصالي تحيط به الكثير من نقاط الظل الواجب التكفل بها في مسار إصلاح المنظومة الإعلامية. *كيف تقيمون التجربة الإعلامية في الجزائر اليوم بعد فتح قطاع السمعي البصري؟ -التجربة الإعلامية الجزائرية لا تزال تتخبط في كومة من المشاكل والتعقيدات التي استعصى على الحكومات المتعاقبة إيجاد حلول لها والانتقال بالعمل الإعلامي في بلادنا إلى مراتب الاحترافية المطلوبة، فمثلما سقطت تجربة الصحافة المكتوبة في مستنقع الفوضى بعد الانفتاح الإعلامي والسياسي الذي حصل سنة 1988، كذلك الأمر بالنسبة لتجربة السمعي البصري التي حدثت تحت ضغط دولي وإقليمي كبير، والكل يذكر أن أولى تجارب السمعي البصري الخاص كانت بعدما عرف ب"خطاب الإصلاحات" الذي وجهه الرئيس بوتفليقة إلى الأمة في 15 أفريل 2011 تحت ضغط ما عرف ب"أحداث الربيع العربي"، وهي في اعتقادي ولادة غير سليمة لعشرات الفضائيات الخاصة التي تصنع اليوم واجهة إعلامية تائهة لا تحكمها ضوابط ولا يحركها هدف غير الأهداف التجارية. وبالمحصلة المهنة الصحفية في الجزائر كانت ولا تزال ضحية صراع الزمر وغياب ثقافة الدولة، والصحفيون الجزائريون المحترفون يدفعون ثمن مهنيتهم ووفائهم للوطن، ذلك لأن مبدأ "النقد" الذي تتأسس عليه الحريات وتوجه به سياسات الدول لا زال للأسف "لغة غير مفهومة" لدى السلطات المتعاقبة على شؤون البلد. *كنتم من مؤسسي الفيدرالية الوطنية للصحفيين، حدثنا عن التجربة، وهل هناك مساعي لإعادة بعثها من جديد؟ -نعم كان لنا شرف الانتماء إلى نواة تأسيسية للفدرالية الوطنية للصحفيين الجزائريين، وكانت التجربة بالنسبة لنا حلما وطموحا تحركه رغبة الوصول إلى نقابة وطنية تمثيلية لكل المهنة ومهنييها، وبقدر النجاح في تحقيق الغاية وتأسيس الفدرالية سنة 2008، بقدر ما كانت الخيبة في تحقيق الغايات المنشودة من هذه الفدرالية بسبب حزمة من المشاكل بعضها مرتبط بمحدودية التجربة والحنكة النقابية، وبعضها مرتبط بأدبيات عمل الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي كنا ننضوي تحته في هذا المشروع، والبعض الآخر من المعوقات التي واجهت المبادرة ذهنية السلطات التي تشعرنا في كل مرة بعدم الاهتمام وإدارة ظهرها للمشاكل المطروحة ورفض الإصغاء بجدية لمشاكل الصحفيين المرفوعة. ورغم صعوبة الواقع وتعقيداته لازال العمل متواصلا والأمل قائما لأجل إعادة بعث الفدرالية، ولهذا الغرض نعلم زملائنا في المهنة من خلالكم أنه بعد اتصالات ماراطونية بوزارة الاتصال والمركزية النقابية، عقدنا يوم 3 جانفي الماضي اجتماعا أوليا للجنة التحضيرية للمؤتمر الأول للفدرالية الذي نأمل انعقاده قبل ماي المقبل. *قدمتم ملف ترشحكم للانتخابات القادمة عن حزب جبهة التحرير الوطني في ولاية ميلة، كإعلامي هل تعتقد أن ولوج عالم السياسة سيخدم الساحة الإعلامية؟ -بالفعل أودعنا ملف الترشح في قائمة حزب جبهة التحرير الوطني للانتخابات التشريعية المقررة يوم 04 ماي المقبل، وترشحنا أولا بصفتنا مناضلين في الحزب منذ أكثر من 15 سنة، فقد خضنا أولى تجارب العمل السياسي في"الأفالان" في محليات 2002، واليوم كجزائري وكمناضل وكإعلامي أرى أنه من واجب نخب مجتمعنا في كل المواقع أن تتحرك وتنتفض ضد الصمت والركون للخمول وتناضل في كل المواقع من الانتصار لمبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب، حتى يستقيم شأن مجتمعنا وبلدنا الذي هو في وضع لا يحسد عليه. *وبماذا تعدون المواطن بالدرجة الأولى وقطاع الإعلام بصفة خاصة في حالة فوزكم؟ -النواب الذي يأخذون قصاصات الجرائد ويقدمونها مداخلات مفرغة من أي محتوى، من الأجدر بنا كإعلاميين أن نكون نحن النواب ونحن الحكومة ونحن النخبة المؤثرة في دواليب الدولة، وعلى ما أعلم أن هناك نوايا حسنة في لأجل ضخ دم جديد في شرايين الدولة. ولا شك أن وجود صحافيين في البرلمان سيكون من جهة حدث مشرف للحكومة ولرئيس الجمهورية، ومن جهة أخرى سيكون وجود برلمانيين صحفيين دعامة وجسر يضمن التكفل بقضايا المهنة، فضلا عن كون الصحفي أفضل مدافع عن المواطن المقهور.
*ما رأيك فيما تقدّمه جريدة "الحوار" اليوم لقرائها؟ -شرف كبير لي أن أحظى بهذه الالتفاتة منك ومن "جريدة الحوار" التي هي مؤسسة "زاهرة" تعمل باحترافية وذوق إعلامي راق جدا، وهذا ليس غريبا عندما يسند الأمر لأهله، فوجود مسؤول صحيفة بمستوى وكفاءة ومهنية الأستاذ محمد يعقوبي لن يكون من ورائه سوى النجاح، ولا يجحد عاقل المضمون الإعلامي والحضور النوعي لهذه الصحيفة وفريقها الذي يستحق كامل الدعم المادي والمعنوي.