مدير البريد والمواصلات لولاية الجزائر    كرة القدم/ الرابطة الأولى موبيليس (الجولة ال 17): مولودية الجزائر تفوز على نادي بارادو (3-1) وتعمق الفارق في الصدارة    السيد قوجيل يعزي عائلات العسكريين شهداء الواجب الوطني في فيضانات عين تموشنت    ارتفاع حصيلة المراقبين الدوليين الذين طردهم المغرب    نجدد دعمنا للشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال    إحياء الذكرى المزدوجة يعد محطة تاريخية هامة لاستلهام العبر    مجلس الوزراء: رئيس الجمهورية يوجه باعتماد وسائل رقابية جديدة لحماية الموانئ    رؤية استشرافية متبصرة لريادة طاقوية عالمية    إحياء الذكرى المزدوجة ل24 فيفري بحاسي مسعود    رئيس الجمهورية يعزّي في وفاة 3 عسكريين بعين تموشنت    لهذه الأسباب استحق الرئيس تبون لقب النقابي الأول    ترقية التعاون جنوب-جنوب في مجال الطوارئ الكيميائية    رؤية شاملة لمواصلة لعب الأدوار الأولى    سعيدة : فتح ستة أسواق جوارية مغطاة تحسبا لرمضان    بونجاح وعبدلي يؤكدان جاهزيتهما لتصفيات المونديال    دورة تكوينية للنواب حول المالية والإصلاح الميزانياتي    "إسكوبار الصحراء" تهدّد مملكة المخدرات بالانهيار    "طيموشة" تعود لتواصل مغامرتها في "26 حلقة"    خارطة طريق جديدة للقضاء على النفايات    جانت : مناورة وطنية تطبيقية لفرق البحث والإنقاذ في الأماكن الصحراوية الوعرة    السيد بوغالي يترأس بالقاهرة أشغال الدورة ال37 الاستثنائية للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي    وزارة التربية تدرس مقترحات 28 نقابة    سعيود يبرز الجهود المتواصلة    هذه توضيحات الجمارك الجزائرية..    توقيف لاعبَيْ مولودية الجزائر واتحاد بسكرة 6 مقابلات    الدخول المهني: استحداث تخصصات جديدة تواكب سوق العمل المحلي بولايات الوسط    هذه هي الجزائر التي نُحبّها..    نحو 5000 امرأة ريفية تستفيد من تكوين    سيطرة مطلقة للمنتخب الجزائري    تتويج زينب عايش بالمرتبة الأولى    قِطاف من بساتين الشعر العربي    الشوق لرمضان    حماس: تأخير الكيان الصهيوني الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين "خرق فاضح لصفقة التبادل"    كرة القدم/ كأس افريقيا 2026 /اناث: سيدات المنتخب الوطني يواصلن تحضيراتهن بالجزائر العاصمة    رئيس مجلس الشيوخ المكسيكي يؤكد دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره    صدور المرسوم التنفيذي المتضمن رفع قيمة منح المجاهدين وذوي الحقوق    تقديم العرض الشرفي الأول لفيلم "من أجلك.. حسناء" للمخرج خالد كبيش بالجزائر العاصمة    مجلس الأمن يعتمد قرارا يدين الهجمات في جمهورية الكونغو الديمقراطية والاعتداء على المدنيين    الطارف : انطلاق التربص التكويني لمدربي كرة القدم FAF1 بالمركب الرياضي تحري الطاهر    شبكة وطنية لمنتجي قطع غيار السيارات    هناك جرائد ستختفي قريبا ..؟!    هذا جديد مشروع فيلم الأمير    ربيقة يشارك في تنصيب قائد جيش نيكاراغوا    سايحي يتوقع تقليص حالات العلاج بالخارج    احتجاجات تعمّ عدة مدن مغربية    مستفيدون يُجرون تعديلات على سكنات تسلَّموها حديثاً    استعمال الذكاء الاصطناعي في التربية والتعليم    تراث مطرَّز بالذهب وسرديات مصوَّرة من الفنون والتقاليد    نادي ليل يراهن على بن طالب    مدرب مرسيليا الفرنسي يوجه رسالة قوية لأمين غويري    صحة: المجهودات التي تبذلها الدولة تسمح بتقليص الحالات التي يتم نقلها للعلاج بالخارج    تسخير مراكز للتكوين و التدريب لفائدة المواطنين المعنيين بموسم حج 2025    اختيار الجزائر كنقطة اتصال في مجال تسجيل المنتجات الصيدلانية على مستوى منطقة شمال إفريقيا    حج 2025: إطلاق عملية فتح الحسابات الإلكترونية على البوابة الجزائرية للحج وتطبيق ركب الحجيج    هكذا تدرّب نفسك على الصبر وكظم الغيظ وكف الأذى    الاستغفار أمر إلهي وأصل أسباب المغفرة    أدعية شهر شعبان المأثورة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدبلوماسي فريد بن يحيى ل"الحوار": الاجتماع الأخير للحوار الليبي بالجزائر قد يكون 80 بالمئة من الخروج بخارطة حل للأزمة الليبية
نشر في الحوار يوم 25 - 02 - 2017

* هذا هو الوقت اللازم لبناء اتحاد مغاربي يبقى على المغرب التفكير بحكمة
أكد الخبير الدبلوماسي والاقتصادي في العلاقات الدولية السيد فريد بن يحيى في حديث لجريدة "الحوار" ان الجزائر مقبلة على العديد من التحديات والرهانات الدولية، التي يجب على الحكومة الجزائرية العمل بطريقة ذكية في تعاملها مع الأزمات الاقليمية المحيطة بها.
هذا ونوه الدبلوماسي الجزائري على ان مستوى الدبلوماسية في الجزائر يجب ان تفعل الأدوات اللصيقة بها دون اغفال او اهمال الجوانب الاساسية الاخرى في تعاملها مع الازمات.

* ما هو موقع تأثير الدبلوماسية الجزائرية من خلال الأزمة الليبية؟
– بالطبع الأزمة الليبية ازمة معقدة، السبب الرئيس هو التدخل الاجنبي من طرف فرنسا، حيث كان التدخل السافر للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في غير محله حيث قصف سلاح الجو الفرنسي القوات الليبية، وذلك لامر شخصي بينه وبين الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بحيث لم تكن هناك مبررات لذلك، وبدون موافقة الامم المتحدة، ويعتبر قرارا وعملا انفراديا من الرئيس الفرنسي، وهذا الخطأ الذي ارتكبه ساركوزي نرى نتائجه الآن حيث اصبحت مستنقعا للارهاب حيث نرى مدينة سرت اين اصبحت مجموعات تمثل تنظيم الدولة الانتشار الرهيب للأسلحة حيث اصبح كل شبر ليبي مسلحا.
الجزائر، ومن خلال هذه المعطيات، رأت ان تحمي نفسها من الارهاب، لأنه، وكما هو معلوم، لم يكن للجزائر خبرة كبيرة في محاربة الارهاب، خاصة سنوات التسعينات بالطبع، لا ننسى دور الجيش الوطني الشعبي، لكن وللذاكرة التاريخية فقد استطاعت أن تتحصل على هذه الخبرة من طرف القيادة التحريرية المتمثلة في بعض المجاهدين الذين قدموا دروسا للمستعمر القديم هم انفسهم من لقن الدروس التعليمية الاولى لأفراد الجيش الوطني الشعبي..
اين تم التكلم مع المسؤولين في المنطقة، وذلك استفسارا منهم حول وجود خبرة في هذا المجال، مجال مكافحة الارهاب، في تلك العشرية، حيث كان الرد من طرف الضباط الساميين بأنهم لا يملكون او ما يحوزون عليهم من معطيات لا يمكنهم مجابهة بها الخطر الارهابي، وبالفعل قام انذاك سليلو جيش التحرير بتلقين هؤلاء الضباط بعضا من الدروس حول ما يسمى تقنيات الحروب الخاطفة، لذلك ومن خلال هذه النقطة، نجد ان التدريب الاول لمجابهة هذا الخطر كان من طرف المدرسة الاولى للمجاهدين، اين اصبح للجيش الوطني الشعبي خاصية لا يمتلكها جيش في العالم، وهذا من خلال براعته في الحرب الكلاسيكية وحرب العصابات.
الامر الاخر الذي ارادت من خلاله الجزائر اسقاط تلك الخبرة على الملف الليبي، حيث كانت مجموعة من الدبلوماسيين وكذلك من بعض السياسيين وشخصيات عسكرية في ان التدخل الجزائري يكون بطريقة ذكية، الامر الذي سيمكننا من حماية المؤسسات الليبية ومجموعة اخرى على رأسها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قالت بأن نترك هذا الامر بين الليبيين، بطبيعة ان الحل سيكون دخال البيت الليبي، الامر الذي جعل الامور تتفاقم، وبقينا نحن على هذا الحياد، حيث بحثنا على الطرق السلمية لإخراج ليبيا من هذا النفق المظلم، ولما انتخب برلمان طبرق واتضحت معالم حكومة فايز السراج وما شهدته من زيارات متكررة لكوادر ليبية سياسية وعسكرية، هذا دون ان ننسى ذلك الطرح حول الانقسام الليبي الى دويلات بات امرا لا اساس له من الصحة بعد ان كانت تنادي به بعض الاطراف الخارجية.
بالنسبة لاجتماع تونس الاخير، كان امتدادا لاتفاق الصخيرات، الذي اعطى نوعا ما طريقا، لكن ليس بطريقة نهائية، وهذا ما سنستخلصه من اجتماع تونس الاخير، وكذا ما سيعقبه من اجتماع الجزائر في مارس القادم، فعلى كل الفرقاء اللليبيين ان يجتمعوا ويتفقوا على حل ليبي، فبعد محك دام لأكثر من خمس سنوات، والظاهر للعيان ان كل الجماعات الليبية وهنت قواها، وظروفها الاقليمية والدولية صعبة، لذلك نرى في الاجتماع الاخير للجزائر خارطة طريق، ان لم نقل جديدة، تكون اكمالا لمساعي دول الجوار في الخروج بالنتيجة المرجوة. ويمكن للفرقاء الليبيين الاستفادة من الخبرة الجزائرية من خلال ميثاق المصالحة الوطنية للرئيس بوتفليقة، واعتباره مرجعا يخرج بذلك الدولة الليبية من شبح الانقسامات والانحرافات مستقبلا وتنطلق ليبيا في بناء مؤسساتها.

* هل توافقون الطرح القائل بأن رجوع المغرب للاتحاد الإفريقي بمثابة ورقة تحرير الصحراء الغربية؟
– اولا انا لا اوافق هذا الطرح، لانه يجب على المغرب ان يعترف حقيقة بضرورة استقلال الصحراء الغربية، لأن المغرب ارتكب اخطاء كثيرة مع الجزائر، فأول خطأ ارتكبه ويبقى تاريخيا، عقب استقلال الجزائر حاول ان يتعدي على الحدود الجزائرية من تندوف الى بشار وصولا لمنطقة غار جبيلات، اين كان الرد قويا انذاك من خلال الدعم الذي شهدته الجزائر من طرف الاخوة المصريين والكوبيين، والذين اعطوا صفعة ودرسا تاريخيا لا ينسى، والذي ابعد اطماع المغرب في التوسع على حساب الجزائر.
مشكلة المغرب انه لما حمل ملف حدوده الموروثة عن الاستعمار، والتي قبل بها ووضعه في الامم المتحدة لم يتكلم عن موريتانيا، والذي اراد ان يضمها إليه، ولم يتكلم عن الصحراء الغربية، الامر الذي تشكل له بعد الاستقلال اراد ان يضم هذه الرقعة الجغرافية الى بلاده.
فالكثير من البلدان الافريقية اعترفت باستقلال الصحراء الغربية، الامر الذي جعل من المغرب ان يصرح بأنه لا حاجة لزيادة عضو جديد، الامر الذي لقي انتقادات واستنكارا، ما جعله يخرج من الاتحاد حيث ظفرت بذلك العضوية داخل هذا التنظيم، والذي لقي موافقة العديد من البلدان على غرار الجزائر ونيجيريا وجنوب افريقيا، المشكل الذي يبقى مطروحا في قضية الصحراء الغربية ان القضية قضية تقرير مصير وتصفية استعمار، ورجوعا للتاريخ، وكما ذكرت سابقا فالمملكة المغربية لم تقدم أي دليل على احقية امتلاكها للصحراء حيث خلق منها قضية لا لشيء الا لتماسك النسيج الملكي والحكومة المغربية، الامر الذي يظهر للعيان الآن، وذلك بعد التدعيم الخليجي للنظام المغربي من طرف السعودية والامارات، لكنهم لم يستطيعوا نظرا لوجود الجزائر في القضية، حيث وجد المغرب نفسه محاصرا رغم تلك التدعيمات الخليجية، ويعد رجوعه للاتحاد الافريقي ترسيما لهدفين يريد تحقيقهما في القارة، وذلك عن طريق التجارة والاعمال في المنطقة، وكذا الهدف الثاني محاولاته غير المنتهية في طرد الصحراء الغربية من الاتحاد الافريقي، والذي سيكون امرا بالغ الصعوبة، وليس بتلك السهولة التي يتصورها النظام المغربي.
اذن الحل الوحيد بالنسبة للمغرب وحتى بالنسبة للجزائر ومن خلال قدامى المحاربين من الجزائر ان يمضوا على وثيقة تفيد بأن سبتة ومليلة تابعتان للمغرب، والجزائر وبحكم القرب التاريخي امضت على الوثيقة، لكن في المقابل هل الشعب المغربي المتواجد في سبتة ومليلة يريد ان يرجع الى المغرب او يبقى تحت التواجد الاسباني، ونظن ان الاغلبية الموجودة بسبتة تفضل ان تكون اسبانية، على العودة للمغرب، فالمستقبل المغربي، وذلك لبناء الاتحاد المغاربي، الذي يريده من خلال الرسالة الاخيرة للملك محمد السادس عليه اولا ان يقبل بإجراء تقرير مصير، وأن يعطي للشعب الصحراوي حقوقه، ما سيدفع بنزع الحدود شيئا فشيئا، ولو ان المعاملة المغربية مع الجزائر كانت من منطلق نية حسنة كانت ستمنح له فرص اكثر من التي يريد تحقيقها عن طريق مناوراته، لأنه لو كان صانع القرار المغربي يفكر جيدا سيجد ان المستفيد الاكبر في المنطقة بعد تحرر الصحراء الغربية وفتح الحدود هو الشعب المغربي، بحيث سيستفيد رجال الاعمال المغاربة بعد سنتين او ثلاثة اكثر من الجزائريين، فلو فتحت الحدود والتي هي مغلقة نتيجة التعنت المغربي في الصحراء الغربية، كسبب من بين الاسباب، سنجد التوافد من جميع شعوب المنطقة متدفقين على المغرب، ضف الى ذلك السلع الجزائرية تسوق في الاسواق المغربية، وكذا اليد العاملة المغربية في مجال البناء والبنى التحتية ستجد الطريق امامها لخوض التجارب في البلدان المجاورة لها.
والتجربة التكاملية بين ألمانيا وفرنسا في الاتحاد الاوروبي افضل دليل رغم التدمير التاريخي الذي وقع بين الدولتين خير دليل على المغرب ان يستفيد منه، لهذا لا يجب ان تكون الصحراء الغربية حجرة عثرة بالنسبة لرسم مسار الاتحاد المغاربي.

* هل للدبلوماسية السعودية أي تأثير في الساحة السياسية الدولية الجزائرية؟
– المملكة العربية السعودية بصفة عامة، خاصة بعد ما جرى من عواصف او ما يسمى بالربيع العربي، ارادت دول الخليج ان تحافظ على نفسها، خاصة من خلال التهديدات القادمة من ايران وإسرائيل وكذا مؤخرا من طرف الولايات المتحدة الامريكية، والتي اشارت للسعودية انها الممول الرئيس للإرهاب العالمي، وكذا مطالبتها بتعويض وتجميد ارصدتها في الولايات المتحدة الامريكية، فكل هذه المعطيات جعلت من المملكة العربية السعودية ان تهرول الى الدول العربية ذات الطبيعة الملكية على غرار ممكلة الاردن الهاشمية وكذا المملكة المغربية.
الامر الثاني، والذي يعد نقطة سوداء في السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، وفي الاونة الاخيرة، رأينا كيف كانت توجهاتها في تفضيل واحد على الاخر، في الاخير نحن والمغرب اشقاء للمملكة العربية السعودية، لكنك ان تأخذ موقفا معاديا للدولة الجزائرية هو امر غير رشيد، فليس من مشكلتنا ان تقوم استثمارات سعودية في المغرب، لكن وجب على الاخوة السعوديين ان يتداركوا هذه الاخطاء، وأن يحاولوا لعب دور الوسيط ما بين الجزائر والمغرب، وأن يحاولوا ان يجدوا حلا بدل الوقوف مع احد بدل الاخر، ومنه نستطيع التكلم عن بناء اتحاد مغاربي حتى يتسنى لنا تشيكل قوة وأحلاف اسلامية، لأنه لا مكان للضعفاء في العالم، وكلما كنا متحدين كنا متوافقين في نظر الحاقدين.
نتمنى ان شاء الله من الاخوة السعوديين ان يتم تدارك مثل هكذا تصرفات، وأن تقوم استثمارات سعودية بالجزائر لأن الجزائر تمثل قارة بالنسبة للمغرب…

* ما رأيكم حول ما شكله الاجتماع الأخير لمجلس التعاون الجزائري السعودي ونظرته غير المرضية لقاعدة الاستثمار بالجزائر؟
– هناك الكثير من الدول لم تقبل بهذه القاعدة، ليست السعودية فقط من انزعجت نظرا لما تنقص من فعالية العمل الاستثماري ونتائجه، لذلك يجب ان تكون هناك دراسة حول الاستثمار المباشر في الجزائر، لأن قاعدة 49/51 صالحة في بعض الامور وليست بقاعدة عامة، لذلك لا بد على الحكومة الجزائرية ان تعيد النظر حول هذا الجانب، وربما تكون هذه القاعدة صالحة كما سبق وذكرت في بعض المجالات كالاستثمار في البترول والغاز والبنوك الكبرى كذلك بالنسبة لوسائل المواصلات اين تكون لهذه المجالات مداخيل كبرى قد تكون هذه القاعدة صالحة فيها.

* العلاقة الجزائرية الإيرانية.. ما الجديد الذي سيحمله هذا التقارب في المنطقة؟
– شهدت العلاقة الجزائرية الايرانية علاقات طيبة، وهذا بحكم التاريخ القائم بين البلدين، حيث يذكرنا التاريخ جيدا بالمساعي الحثيثة التي قدمها الرئيس الراحل هواري بومدين في الصلح ايام الازمة بين ايران والعراق، وكيف استطاعت الدبلوماسية الجزائرية التوفيق بين البلدين المتخاصمين، حيث اصبح الايرانيون يكنون للجزائر احتراما كبيرا، بعدها جاءت فترة العشرية السوداء حيث كان الدعم الايراني لبعض شخصيات جبهة الانقاذ، والذين قاموا باتصالات مع السفارة الايرانية حيث كان الدعم الايراني في تلك المرحلة واضحا من خلال الثورة الايرانية، وما حملته من افكار لم تكن لتخدم الجزائر بتاتا، بعد ذلك تراجعت العلاقات بين البلدين ايام الرئيس الاسبق اليامين زروال، ومع مجيء الرئيس بوتفليقة عادت العلاقات من جديد الى الواجهة، حيث تبودلت الزيارات بين البلدين، حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقات في الجانب الاستثماري الاقتصادي.. يعني ان العلاقات التاريخية بين البلدين كانت طيبة، وليست وليدة اللحظة، بحيث كانت الجزائر حلقة ربط بين ايران والولايات المتحدة الامريكية ايام هجوم الطلبة الايرانيين على السفارة الامريكية بطهران، وهو ما يعكس عمل وزير الخارجية السابق محمد الصديق بن يحيى حيث لعب دورا دورا كبيرا في ايجاد حل للخروج من الازمة بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران، خاصة وأن الوقوف الدولي للجزائر الى جانب الملف النووي الايراني في نظرتها حول احقية كل دولة اكتساب برنامج نووي متطور يخدم مصالح الدولة في المجال السلمي، الامر الذي جعل من الايرانيين يكنون الاحترام الكبير ورغبة في توثيق العلاقات بين البلدين، وهو الامر الذي لم يلق اعجابا لدى بعض دول الخليج من خلال قرار الجزائر في عدم مشاركتها في عاصفة الحزم، والتي ادركت السعودية في الاخير الخسائر التي تكبدتها من خلال معركة كانت فيها خاسرة من اليوم الاول، بحيث ارتكب مجلس التعاون الخليجي خطأ كبيرا في حرمان اليمن من عضوية انتسابه لمجلس التعاون الخليجي، ما خلق دولة متمردة، الامر الذي جعل دول الخليج تدفع فاتورة هذا الابعاد.
بالنسبة للعلاقات بين الجزائر وإيران تسير وفق خطى ثابتة للتعاون مع بعضنا البعض، بحيث ستتشكل تعاونات تتخطى الشأن السياسي اكثر من ذلك التعاون الاقتصادي والدبلوماسي بين البلدين.

* كيف تقيمون واقع الدبلوماسية الاقتصادية في الجزائر بعد تركزها على الشق السياسي الأمني؟
تملك الجزائر علاقات كبيرة مع دول وأصدقاء لها، لكنها في المقابل لا تملك معها علاقات اقتصادية كبيرة، مثال الحال كوبا، فنزويلا والفيتنام بحيث البلد الوحيد الذي نملك معه علاقات دبلوماسية اقتصادية بدرجة عالية هي الصين، لكن بالنسبة للبلدان الاخرى توجد تبادلات، لكنها ليست بالحجم المطلوب، لذلك لا بد للجزائر ان تعاود ترتيباتها فيما يخص الدبلوماسية الاقتصادية، والتي تعد نقطة هامة في المستقبل الاقتصادي للبلاد.
واتفاق الجزائر للطاقة كان من بين الامور الايجابية التي حركت الجانب الدبلوماسي الاقتصادي حيث كانت كل الدول في حالة حرب مع بعضها البعض، فاستغلت الجزائر هذا المخرج وجعلته خدمة لرؤيتها، وما كانت تريد ان تبلغه من نتيجة حول هذا الاتفاق، بحيث لعبت جذعا مشتركا ما بين الاخوة، وذلك لاستقطاب اكبر عدد مطلق من النقاط الايجابية، وذلك للحفاظ على ما تريده الجزائر.

* حالة التوافد الدولي في منطقة الشمال الإفريقي.. هل هو انعكاس لواقع وتجربة دولية سابقة؟
بالنسبة للادارة الامريكية الجديدة ترى في منطقة الشمال الافريقي بؤرة مصالح جديدة بحيث لا تريد ان تكون بؤرة نزاعات بقدر ما تريد الحفاظ على التوازن، اذ ترى ان من يحكم منطقة الشمال الافريقي سيحكم بذلك المصالح الاقتصادية، فروسيا من جهة لديها علاقات طيبة مع الجزائر وليبيا نظرا لاتفاقيات التعاون الاستراتيجي الموقعة بين الجزائر وروسيا.
النقطة الثانية بالنسبة لإيران ترى في الجزائر البعد الاستراتيجي لها في المنطقة، وذلك انها تعي جيدا المكانة الجزائرية في الشمال الافريقي، وكذا بين بلدان المنطقة العربية، وذلك ما اكسب للجزائر بعض المواقف التي تحترمها ايران.

* ما سر الود في العلاقات بين واشنطن والجزائر؟
– تتشابه الجزائر والولايات المتحدة الامريكية في العديد من النقاط، بحيث ان الشعب الجزائري وبعد 132 سنة من الاستعمار حمل السلاح محاربا هذا الاستعمار محررا بلاده، نفس الشيء بالنسبة للشعب الامريكي بطبيعة الحال كانت فيه عرقيات من هنود حمر، ايرلنديين، ايطاليين، لكن الضغط الذي كانت توقعه الآلة البريطانية كبيرا حيث شهد التاريخ حربا دامية بين الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة البريطانية، والتي نجح فيها الامريكيون وحرروا بلادهم من الوجود البريطاني، لذلك التاريخ متشابه نوعا ما بين البلدين.
النقطة الثانية في الثورة الجزائرية لما ذهبت الحكومة المؤقتة بقيادة فرحات عباس حيث القى خطابا في مجلس الشيوخ الامريكي امام الرئيس السابق الامريكي جون كينيدي، الامر الذي جعل من كيندي ان يصرح في المجلس بأن بلدا يكون ممثله رجلا بمستوى فرحات عباس فإن الاولى بهذا البلد ان يكون مستقلا.
لذلك سارت العلاقات بين البلدين على نحو متوازن رغم بعض الاختلافات في بعض القضايا، والتي تعتبرها الجزائر كعقيدة لا تحيد عنها مثل القضية الفلسطينية وكذا قضية الصحراء الغربية، رغم وجود بعض نوافذ القنوات الاتصال بين الجزائر والبيت الابيض، وهذا ما مثله رشيد كازا من كسبه للرأي في البيت الامريكي الداخلي، لذلك الولايات المتحدة الامريكية تدرك جيدا مكانة الجزائر في المنطقة.

* ما هو الأمر الغائب في الدبلوماسية الجزائرية اللازم للخروج من الأزمة التي تعيشها الجزائر؟
الجزائر سياسيا جيدة تقريبا مع جميع دول المنطقة، الامر الذي ينقص الجزائر هو الشق الاقتصادي، بحيث لم يبلغ ذروته والمستوى المطلوب، اذ نتمنى ان تكون هناك رؤية استشرافية للخروج من الازمة التي نحن واقعون فيها، لأنه ومن منطلق دولة اقليمية لا يمكننا التركيز على جانب واحد في العلاقات الدولية، لذلك وجب تنويع المصادر بين الآليات اللازمة للنهوض من الأزمات التي تضرب المنطقة، ويبقى الاقتصاد المحرك الاساسي، لذلك مستقبل الجزائر مرهون بقوتها الاقتصادية، ولا بد ان يكون رجال اكفاء لتحقيق هذا الرهان.
في الاخير على الجزائريين ان يلموا الشمل ككل، ولا بد على الحكومة الجزائرية ان تكون لديها سياسة رشيدة ونظرة استشرافية، وكذلك لا بد ان تعمل على وضع الخبرات والاطارات الموجودة في الخارج ووضع جسور التواصل بين هذا الاطارات، لانها هي من ستدفع بعملية الخروج من الأزمات التي تضرب الجزائر.
الأمر الآخر، لا بد على الشعب الجزائري ان يتعلم لغة "البزنس" جيدا، ويجب تفعيلها والعمل بها في المراحل والاطوار التعليمية، وكذا الادارات المحلية حتى يتسنى للجزائر التوفيق بين الحياة الاجتماعية الثقافية والسوق العالمية الاقتصادية الدولية وربطهما مع بعض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.