يبدو أن مصالح ولاية ناصر معسكري لم ترد ازعاج أو رفض طلب سكانها، بدليل توقيف مشروعين كانت قد سطرتهما بكل من حي "بيزار" و آخر على مستوى قرى تنارين، إمربطن، إغيل يمزي، إعزوقان الاثنين وتارمليت ببلدية أيت تيزي، بعد اعتراض السكان. قررت، اليوم، السلطات المحلية بسطيف، وقف الأشغال وتجميد إنجاز محلات تجارية وتهيئة حديقة عمومية، تقع بحي "بيزار" الشعبي الواقع وسط المدينة، وذلك بعد أن انطلقت في وقت سابق عملية إنجاز 10 محلات تجارية بالموقع المحاذي لشارع "بحري الخير". القرار جاء على إثر اعتراض السكان على وضع الجدار الحديدي وإبداء استيائهم من اقتطاع مساحة لتحويلها إلى فضاء تجاري، بدل رصد مبلغ مالي من أجل إعادة تهيئتها، لكونها المتنفس الوحيد لعائلاتهم. و قد حضر رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية سطيف، مرفوقا بعدد من المسؤولين، وأمر بتجميد عملية الإنجاز، استجابة لمطالب السكان المحليين، الذين أصروا على وقف عملية البناء، مشيرا إلى أن مصالحه أبدت نيتها في إعطاء صورة جمالية للحديقة بعد إعادة تهيئتها. وجدّد المواطنون طلبهم بضرورة إزالة ما تم إنجازه من أشغال، مع ضرورة تهيئة الحديقة العمومية وإضفاء مسحة جمالية عليها، بإعادة زرع الأشجار والمساحات الخضراء، مع ضرورة تسييجها ووضع كراسي بها، إضافة إلى توظيف حارس يسهر على الحفاظ عليها، لكونها مكسب مهم لسكان الحي ومتنفسهم الوحيد. وعبّر سكان كل من قرى تنارين، إمربطن، إغيل يمزي، إعزوقان الاثنين وتارمليت ببلدية أيت تيزي، الواقعة أقصى شمال ولاية سطيف، عن أسفهم الشديد تجاه القرارات التي أسموها ب"التعسفية" والصادرة من قبل المسؤول الأول للبلدية، والذي اتهموه بعرقلة مشروع تزويدهم بشبكة الغاز الطبيعي. أعاب سكان القرى على "مير بلدية "آيت تيزي" أنه أعطى -بحسبهم- أسبقية لمشروع الألياف البصرية لعرقلة مشروعهم، الذي يحلمون به منذ الاستقلال، رغم أن الوالي السابق، محمد بودربالي، قد أعطى إشارة انطلاق المشروع منذ عام ونصف، إلا أن الحلم لم يتحقق بعد. سكان بلدية آيت تيزي من جهة أخرى، خرجوا عن صمتهم، مبدين غضبهم الشديد تجاه هذه القرارات التعسفية ضدهم وحرمانهم من هذه المادة الحيوية، والتي أضحت جد ضرورية بهذه المنطقة الجبلية التي يعاني فيها المواطن خصوصا في الشتاء مع ندرة وسائل التدفئة بكل أنواعها، وقاد هذا الغضب السكان إلى نزع هذه الألياف المردومة لغرض مواصلة أشغال القناة الرئيسية للغاز الطبيعي، وأرغموا المقاول على تكملة الأشغال ووعدوه بالوقوف إلى جانبه إذا تعرض لأي تهديد أو تعسف من قبل السلطات المحلية، التي وصفوها بمعرقلة التنمية بالمنطقة. وقد كشف السكان عن معاناتهم الكبيرة في فصل الشتاء، حيث قال بعضهم في تصريحاتهم "لا نريد تكرار سيناريو الموسم الماضي"، حيث عزلت المنطقة لأسبوعين كاملين دون حركة، ودخل السكان في عزلة حقيقية، ولم تتمكن السلطات من إغاثة سكان بعض القرى إلا بعد استعمالها مروحيات لتقديم المؤن والمساعدات للمنكوبين، وبالتالي يرى السكان أن الغاز أولى من الأنترنيت حاليا بالنسبة لهم. سطيف: ح. لعرابه