أبدى سكان مشتة إغيل يمزي ببلدية آيت تيزي، الواقعة شمال ولاية سطيف، امتعاضهم حيال الأوضاع المزية التي يكابدونها يوميا جراء العزلة الخانقة التي يعيشونها بسبب الوضعية السيئة التي تشهدها المسالك الرابطة بين المشتة والطريق المعبد المؤدي إلى بلديتي آيت تيزي وبوعنداس. ومما زاد من حدة معاناة هؤلاء السكان هو كثرة الحفر بالطريق المذكور على مسافة 3 كلم التي تتحول إلى مجموعة من البرك والمستنقعات مع نزول أولى قطرات المطر، وهو ما يعيق تنقل السكان من وإلى هذه القرية المحرومة، وهو الأمر الذي أدى إلى عزوف الناقلين عن التنقل إلى هذه القرية لصعوبة تحرك المركبات. كما يواجه تلاميذ مشتة “إغيل يمزي” ظروفا قاسية للاتحاق بمقاعدهم الدراسية إذ يضطرون إلى التنقل عبر هذه المسالك الترابية في ساعات مبكرة من الصباح وسط ظروف طبيعية قاسية للوصول إلى الطريق المعبد، ثم التنقل عبر حافلات النقل لمسافة أخرى تزيد عن 3 كلم للوصول إلى المدرسة الابتدائية بحي سوق الاثنين بالبلدية وإلى المتوسطة بمركز البلدية. وحسب تأكيدات السكان، هذه المعاناة في مجملها أرهقت كاهل السكان ودفعت بهم إلى الهجرة الجماعية نحو البلديات المجاورة، تاركين وراءهم أرضيهم الفلاحية للبحث عن حياة أفضل للهروب من ظروف الحياة الصعبة، خاصة في فصل الشتاء عندما تعزل المشتة بعد سقوط الثلوج. ويتطلع سكان مشتة “إغيل يمزي” إلى التفات السلطات المعنية والنظر إلى انشغالاتهم، خاصة ما يتعلق بالسكن الريفي والدعم الفلاحي وتعبيد الطرقات لفك العزلة الخانقة وتخليصهم من هذه المعاناة التي عمّرت معهم طويلا.