ابتهجت روح الفنانة الكبيرة فضيلة الدزيرية وهي تشهد أجواء حفل فني كبير أقامته جمعية أحباب فضيلة الدزيرية أول أمس بمسرح الهواء الطلق بالعاصمة، تكريما وعرفانا بدورها وأعمالها الفنية والنضالية، التي أثرت بها المرحومة الساحة الغنائية والطربية على مدى حقبة كاملة تركتها منهلا وركيزة لكل الشغوفين بالفن الحوزي. تميزت التظاهرة التي أشرف على تنظيمها مؤسسة فنون وثقافة بحضور مكثف ونوعي لعدد من الأسماء الفنية والثقافية المعروفة، منهم الفنانة نرجس ونعيمة الجزائرية، والسيدة سلوى والمطرب الشعبي شاعو عبد القادر والشاعر الغنائي عبد القادر حدوش، وجميعهم أعضاء المكتب التأسيسي للجمعية المذكورة التي ترأستها راضية سالمي ابنة أخ فضيلة الدزيرية، إضافة إلى شخصيات فنية ونضالية عايشت المرحومة، منها الحاج زهير عبد اللطيف ومصطفى درور، والسيدة أوباشا ومصطفى رضا والشاعر دحمان عيساوي، والملحن الطاهر من محمد والكوميدي المعروف بعمي إسماعيل وغيرهم. شمل برنامج الحفل الأول من نوعه جملة المداخلات استعرض فيها الحضور أهم محطات المسيرة الفنية لفقيدة الطرب الأصيل، متطرقين إلى إضافاتها الفنية وموهبتها الصوتية والغنائية التي جعلت منها رمزا راسخا في الذاكرة الفنية، فضلا عن حسها الوطني العالي وخصالها النضالية التي اتسمت بها إبان الثورة التحريرية. وعرفت المجاهدة فضيلة الدزيرية حسب شهادات الحضور بشجاعتها وتمسكها القوي بوطنيتها، فهي لم تتأخر كما أوضحوا عن خوض غمار الكفاح من أجل تحرير الوطن حيث عرفت السجون وتعرضت للاعتقال والتعذيب من قبل الاستعمار الفرنسي، وذاك ما جعلها في نظر كل من عرفها عن قرب وعايشها في تلك الفترة رمزا نضاليا وفنيا تعتز به الأجيال وتفتخر على مر السنين. واستحضارا لألق الفن الأصيل والكلمة المعبرة التي التزمت بها الفنانة فضيلة الدزيرية لم تتأخر مطربة الحوزي السيدة سلوى في تعطير أجواء تلك القعدة العاصمية بباقة من أجمل أغاني المرحومة، ليتعاقب على المنصة بعدها كل من مطربة الأندلسي والحوزي نرجس ونعيمة الدزيرية، وبقية الفنانات لإطراب الحضور بأغاني تراثية أندلسية أضفت عبقا خاصا على الحفل.