تستعد الجزائر بصورة حثيثة لاحتضان للمهرجان الثقافي الإفريقي الثاني في الفترة ما بين الخامس إلى العشرين جويلية القادم، وشكلت الجهات المختصة عديد اللجان تحضيرا للموعد الذي يُرتقب أن تشترك فيه 22 دولة من القارة السمراء. وقال متحدث باسم لجنة تحضير المهرجان الإفريقي الثقافي الثاني، أنّ الموعد سيعنى بتسليط الضوء على مختلف التحف الإفريقية غير المادية، وقال محمد جحيش مسؤول المعارض بالمهرجان، إنّ لجنة التنظيم تراهن على الاحتفاء بالفنون الإفريقية، وجعل هذا الحدث مرآة للوحدة الإفريقية وانعكاسا لروحها، وأشار المسؤول ذاته إلى أنّ التحف الفنية القادمة من مختلف البلدان الإفريقية ستعرض من خلال إبراز الرموز التي تحملها، وإظهار ثراء وعراقة التراث غير المادي الإفريقي، على غرار ما تزخر به الجزائر من إرث الإهليل وهو نوع شعري وغنائي فريد، تماما مثل ما تمتاز به مصر بالسيرة الهلالية ومحكياتها الشعبية الشفوية، وستنضم البنين ونيجيريا وتوجو بتراث الأم الأصل أو ما يسمى ليانلا وهو دور تؤديه النساء، ونموذج صناعة الخشب زافيمانيري من مدغشقر، وكذا فيمبوزا أورقصة الشفاء من مالاوي.ويُنتظر أن يشهد المهرجان إنجاز عديد الأعمال الجماعية بين الأفارقة، على غرار ثمانية عشر عملا مسرحيا وأوبيراليا وسينوغرافيا، وهي أول مرة سيتم فيها تحضير معارض بطريقة جماعية، بعدما ظلّ النتاج الثقافي الإفريقي يعاني من فصامية بين شمال وجنوب القارة، كما يتطلع المنظمون إلى تبني ميثاق ثقافي إفريقي على غرار ما توج به المهرجان الأول سنة 1969.من جهته، أشار سليمان حاشي مدير المركز الجزائري لبحوث ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا، إلى أنّ النشاطات الثقافية والفنية والعلمية التي ستنظم في إطار الاحتفالية الإفريقية، ستتواصل بعد اختتامها، مشيرا إلى اهتمام المنظمين بتمثيل كل جوانب الثقافة الإفريقية خلال المهرجان الذي ستشارك فيه كل البلدان الإفريقية، وفضلا عن المعارض المقررة حول الفن الإفريقي و تحف الإنسانية الإفريقية ستنظم معارض أخرى لا سيما حول الصناعات التقليدية وحول الصحراء.وستحتل الأغنية الإفريقية صدارة المهرجان، من خلال تكريم الفنانة الجنوب إفريقية الراحلة ميريام ماكيبا صاحبة الصوت الخالد التي كانت تلقب ماما أفريكا، إضافة إلى الفنان الجزائري المخضرم محمد العماري. الهام سعيد