تطرق وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله لموضوع الانتخابات مبرزا ان الانتخاب بمثابة الإدلاء بالشهادة و انه يجب على المواطن الجزائري أن يكون ''إيجابيا'' و أن يدلي بشهادته التي كرمه الله بها". شن وزير الشؤون الدينية ابوعبد الله غلام الله هجوما لاذعا على دعاة المقاطعة، الذين وصف دعوتهم بنصيحة الشيطان الذي يزيّن سوء العمل، و لم يفوت الفرصة ليرد على انتقاده بعد أن دعا صراحة إلى تجنيد المساجد في العمل السياسي. انتقد غلام الله دعاة مقاطعة الانتخابات الرئاسية، خلال افتتاحه فعاليات الملتقى الوطني الثالث للمجالس العلمية حول''الفتوى في وسائل الإعلام و الفضائيات''، بدار الإمام بالمحمدية أمس، و وجه كلامه إلى دعاة المقاطعة قائلا ''نقول للناس الذين يدعون إلى خذلان الدولة أن كانوا على جهل نعلمهم و ان كانوا على دراية نقول لكم انتم غير جديرين بالوطن، و نقول لكم لكم نصيحتكم من الشيطان الذين يزيّن سوء العمل". اتهم غلام الله دعاة المقاطعة صراحة''بمحاولة زرع التوتر قبل موعد الرئاسيات، لما لهم من أهواء و مصالح يريدون تحقيقها". و اعتبر ان المطالبة بمقاطعة الانتخابات ''دعوة للفساد'' تسعى إلى ان تعود الجزائر إلى الأوضاع التي كانت عليها إثر أحداث أكتوبر 88 و التي ''أغتيل خلالها 96 إمام مسجد". المقاطعون لموعد التاسع أفريل نالوا قسطا وافرا من انتقادات غلام الله الذي تساءل قائلا ''فرضا أن 20 مليون شخص لن ينتخب هل سيستقيم أمر الدولة''، ليخلص غلام الله أن التخلي عن واجب الانتخاب مناف للأخلاق و لا ينتظر منه الخير و هو مواطن سلبي. و دافع الوزير على عدم تحييد المسجد عن الدولة، قائلا''أنا شخصيا ارفض إبعاد المسجد عن الدولة و أتحمل المسؤوليات''، و اكد ممثل الحكومة أن الأصوات التي تدعو إلى إبعاد الإمام عن الدولة تتنكر للحقيقة التاريخية من ان المسجد قد ساهم و بفعالية في ثورة الفاتح نوفمبر .54 و حذر المسؤول الأول على قطاع الشؤون الدينية والأوقاف في الجزائر من تكرار احداث الخامس أكتوبر 1988 ، في حالة تغييب المسجد و مؤسسات أخرى للدولة ما نتج عنه حسب الوزير''عنف و فوضى و تقتيل و اغتيالات''، مشيرا في ذات السياق ''إنهم يريدون ان تتحطم الدولة و تصبح بدون مقاومة". و عاد الوزير للحديث عن تضحيات فئة الأئمة خلال العشرية الحمراء، و التي فقدت 96 أماما اغتيلوا من طرف الجماعات الإرهابية. وأكد غلام الله انه يجب على مؤسسات الدولة أن تتظافر و تتعاون كل واحدة في إطار اختصاصها ''لبناء دولة جزائرية قوية قادرة على حماية أرضها ومواطنيها".